انتقادات لـ «الوفاق» بسبب إغلاق معبر «رأس جدير» الحدودي

يعبره مئات الليبيين يومياً إلى تونس للعلاج أو شراء المستلزمات الضرورية

TT

انتقادات لـ «الوفاق» بسبب إغلاق معبر «رأس جدير» الحدودي

أمرت السلطات الأمنية في العاصمة طرابلس بإغلاق منفذ رأس جدير الحدودي، مساء أول من أمس، مرجعة ذلك إلى «المعاملة السيئة التي يتعرض لها المواطنون الليبيون من الجانب التونسي». لكن لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» الحصول على رد من الجانب التونسي حول الاتهام الليبي.
ومنذ أشهر طويلة والأسر الليبية العابرة للمنفذ تشتكي من بطء الإجراءات وتردي الخدمات، ما يجعلهم ينتظرون لساعات طويلة لحين عبورهم إلى الجانب التونسي. لكن حكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج، التي تشرف عليه، ترى أن «العمل يسير بشكل طبيعي»، مدللة على ذلك بعبور أكثر من 27 ألف مسافر خلال أسبوع فقط.
واصطفت أمس عشرات الأسر الراغبة في العبور إلى الجانب التونسي، لكن إدارة المنفذ رفضت منحهم إذنا بالعبور، وقالت رقابة الجوازات بالمعبر إنه «مراعاة منها للجانب الإنساني قررت الجهات المختصة من الجانب الليبي السماح بمرور سيارات الإسعاف فقط، دون سيارات مرافقة».
وأضافت رقابة الجوازات بالمعبر أنه تم بالتنسيق بين العميد جمعة غريبة رئيس مصلحة الجوازات والجنسية، ومع وزير الداخلية فتحي باشا آغا، «إغلاق المعبر لعدم الاستجابة من الجانب التونسي قصد تسهيل وتسريع الإجراءات للمسافرين الليبيين، وذلك لحين حل كل المشاكل، التي يتعرض لها المسافر الليبي في المنفذ من الجانب الآخر».
ويعبر مئات المواطنين الليبيين يومياً من المعبر إلى الجانب التونسي بهدف العلاج، أو شراء المستلزمات الضرورية لعيشهم اليومي، لكن المنفذ الذي تسيطر عليه مدينة زوارة بات في السنوات الأخيرة مقصداً لعمليات تهريب واسعة، خاصة في المواد البترولية التي تنهب من ليبيا بشكل واسع.
وفي ظل تزايد معاناة المواطنين المنتظرين على أبواب المعبر، وجه شبان ليبيون انتقادات حادة إلى حكومة «الوفاق»، عبر حساباتهم على الـ«سوشيال ميديا»، إذ قال الشاب خميس زنزون، إن «ميليشيات تتبع باشا آغا تغلق المعبر مع تونس، وتجبر المواطنين والحالات المريضة على الذهاب لمنفذ وازن»، لكن المواطن معاذ رد متسائلاً: «هل تعلم أن معاملة الليبيين من الجانب التونسي أفضل من المعاملة في الجانب الزواري»، نسبة إلى مدينة زوارة، التي تشرف على إدارة المعبر.
ونقل المواطن عبد الكريم المري لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن المعبر شهد حالة من الارتباك والغضب بين المواطنين، الذين لم يعلموا بنبأ إغلاق المعبر، في ظل توافد مستمر على مدار اليوم، مشيراً إلى أن «كثيرا من الأسر التي أرادت الذهاب إلى تونس لعلاج أحد أبنائها فشلت في العبور، وفضلت افتراش الأرض انتظاراً للحل».
وقدرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة «الوفاق» أعداد العابرين من الجانب الليبي إلى تونس ما بين 10 إلى 17 أغسطس (آب) الماضي، بنحو 19 ألف مسافر، في حين وصلت أعداد الداخلين من الأراضي التونسية إلى ليبيا نحو 8 آلاف مسافر. وتضاعفت هذه الأعداد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.