علاج الكولسترول المبكر لدى الأطفال

يحدث لأسباب جينية وتوصيات طبية لإجراء تحاليل للكشف عنه

علاج الكولسترول المبكر لدى الأطفال
TT

علاج الكولسترول المبكر لدى الأطفال

علاج الكولسترول المبكر لدى الأطفال

ربما يكون خطر زيادة الكولسترول من الأمور المعروفة عند البالغين، وبالتالي فإن تشخيصه وعلاجه يكون مستحباً وبديهياً خاصة في مرحلة الأربعينات من العمر، ولكن الأمر غير المتوقع هو أن يكون هناك أطفال يعانون من ارتفاع في نسبة الكولسترول بالدم، مما يمهد لاحقاً للإصابة بأمراض القلب أو الجلطة الدماغية، بل وحتى الموت المبكر. وكلما كان اكتشاف هذه النسبة مبكراً وعلاجها كان ذلك نوعاً من الوقاية الأكيدة للجسم، وذلك تبعاً لأحدث دراسة تناولت أثر تشخيص وعلاج الكولسترول بشكل مبكر في الأطفال.
أسباب جينية
كانت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة أمستردام بهولندا وتم نشرها في منتصف شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الجاري في مجلة «نيو إنغلاند أوف ميديسن» New England Journal of Medicine أوضحت أن العقاقير المخفضة للكولسترول من عائلة الستاتين يمكن أن تنقذ حياة الأطفال على المدى الطويل من مضاعفات زيادة الكولسترول. وتعتبر هذه العائلة من الأدوية الأشهر في علاج ارتفاع مستوى الكولسترول لدى البالغين، نظراً لفاعليتها في الحد من الارتفاع، خاصة الدهون الضارة منخفضة الكثافة LDL. والمعروف أنه كلما انخفض حجم وكثافة جزيئات الكولسترول استطاعت أن تتسرب من الدم خلال الفتحات الموجودة على جدار الشرايين وتترسب عليها، مما يؤدي إلى تصلبها لاحقاً وتضييق قطرها، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نقص سريان الدم من خلالها إلى أجزاء الجسم المختلفة مثل المخ وتسبب السكتة الدماغية أو القلب وتسبب الذبحة الصدرية.
أشارت الدراسة إلى أن المشكلة تكمن في أن ارتفاع الكولسترول لا يسبب أي أعراض، والتشخيص يعتمد بشكل أساسي على التحاليل المختبرية، وفي الغالب لا يتم طلب إجراء هذه التحاليل بشكل روتيني عند الكشف، حيث إن ارتفاع الكولسترول يعتبر من الأمور غير المألوفة في الأطفال، ولكن أيضاً لا يعتبر نادراً، إذ تصل نسبة حدوثه إلى واحد إلى كل 250 طفلاً.
إن أسباب ارتفاع الكولسترول في الأساس جينية familial hypercholesterolemia وتبدأ عند الولادة. ونسبة الأطفال الذين يتم تشخيصهم مبكرا لا تزيد على 10 في المائة وعامة الأرقام المرتفعة جداً من نسب الكولسترول حتى في البالغين تكون جينية ويجب أن يتم قياس نسبة الكولسترول منخفض الكثافة LDL في الأطفال في الفترة العمرية من 9 إلى 11 عاماً. وتعتبر زيادة نتيجة للجينات إذا تعدت النسبة 160 مليغراما - ديسيلتر في الأطفال. وتعتبر النسبة الآمنة والصحية أقل من 100 ملغم - ديسيلتر.
نتائج مشجعة
قام الباحثون بإجراء التجربة على 214 من الأطفال المصابين بارتفاع الكولسترول لأسباب جينية في نهاية التسعينيات من القرن الماضي وتجربة عقار الستاتين مقابل عقار وهمي لمدة عامين كاملين. ثم تم استكمال العلاج بالستاتين فقط لمدة 20 عاما وتم عمل متابعة لهم حينما صاروا بالغين في الثلاثينات من العمر، وذلك بعد أن تم علاجهم جميعاً بجرعات متوسطة من العقار. وأدى ذلك إلى انخفاض الدهون منخفضة الكثافة (الضارة) بشكل كبير، وهناك نسبة من المرضى بلغت 20 في المائة قلت مستويات الدهون لديهم إلى المستويات الآمنة (أقل من 100 ملغم - ديسليتر) وتبين أن خطورة إصابتهم بأمراض القلب والموت المبكر قلت بشكل كبير، وتقريبا تساوت مع أقرانهم الطبيعيين، حيث كانت نسبة الذين عانوا من أمراض القلب ومضاعفاتها هي 1 في المائة فقط بالمقارنة بنسبة 26 في المائة، وهي النسبة المتوقعة للأطفال المصابين بالارتفاع الجيني.
كما لم يتوفِ أي مريض ممن شملتهم الدراسة قبل عمر 39 عاماً مقابل 7 في المائة في السابق، وهو الأمر الذي يعتبر نجاحاً كبيراً جداً في الحد من خطر الوفاة جراء مضاعفات مرض القلب، فضلا عن صحة الشرايين، حيث تم الكشف عليهم بالموجات فوق الصوتية على القلب، وتبين عدم إصابة أي من الشرايين بضيق أو تصلب.
ورغم أن علاج ارتفاع الكولسترول الجيني يعتبر حلاً فعالاً في الحماية من مضاعفات تصلب الشرايين لاحقاً، فإن الأعراض الجانبية لعقار الستاتين لا بد أن تكون في الحسبان، ومن أهمها زيادة احتمالية حدوث مرض السكري من النوع الثاني الذي بدوره يزيد من احتماليات حدوث أمراض القلب، خاصة أن الأطفال يجب أن يبدأوا في تناول العقار منذ الطفولة ويلازمهم مدى الحياة، وهو الأمر الذي يزيد من فترة التعرض للأعراض الجانبية. ولكن تبعاً للدراسة فإن هناك مريضاً واحداً فقط من الذين تناولوا العقار أصيب بالسكري من النوع الثاني وهي نسبة طبيعية يمكن أن تحدث حتى في الأصحاء.
وتتمثل أهمية الدراسة في أنها تلفت الأنظار إلى ضرورة الاهتمام بإجراء تحليل للدهون في الأطفال وعدم الخوف من البدء المبكر في أخذ علاج للنسب المرتفعة خاصة أن المتابعة الطويلة لمدة 20 عاما أثبتت مدى الأمان، وبذلك تشجع الكثير من الأطباء لوصف عقار الستاتين للأطفال، حيث كان الخيار الأخير دائماً في السابق. كما أن الجرعات المتوسطة من الدواء لم تسبب أي أعراض جانبية سواء مرض السكري أو تلف في خلايا الكبد طوال فترة العلاج، ويمكن أن تتم متابعة وظائف الكبد باستمرار كل فترة للاطمئنان على صحة الكبد. ويتم التخلص من عقار الستاتين عبر الكبد، مما يمكن أن يؤثر سلباً عليه.
وأوضح الباحثون أنه ليس من المعروف حتى الآن إذا كان من الممكن إضافة عقار آخر لهؤلاء المرضى مستقبلاً من عدمه، في حالة عدم الاستجابة، وأيضاً مع تطورات ظهور حقن للكولسترول في طور التجريب.
- استشاري طب الأطفال



دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
TT

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)
مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، إلى جانب مكملات زيت السمك، يمكن أن يبطئ بشكل كبير نمو خلايا سرطان البروستاتا لدى الرجال الذين يختارون المراقبة النشطة، ما قد يقلل من الحاجة إلى علاجات عدوانية في المستقبل، وفق ما نشر موقع «سايتك دايلي».

وجد باحثون من مركز UCLA Health Jonsson Comprehensive Cancer Center أدلة جديدة على أن التغييرات الغذائية قد تبطئ نمو الخلايا السرطانية لدى الرجال المصابين بسرطان البروستاتا الذين يخضعون للمراقبة النشطة، وهو نهج علاجي يتضمن مراقبة السرطان من كثب دون تدخل طبي فوري.

سرطان البروستاتا والتدخل الغذائي

قال الدكتور ويليام أرونسون، أستاذ أمراض المسالك البولية في كلية ديفيد جيفن للطب بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس والمؤلف الأول للدراسة: «هذه خطوة مهمة نحو فهم كيف يمكن للنظام الغذائي أن يؤثر على نتائج سرطان البروستاتا».

وأضاف: «يهتم العديد من الرجال بتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي، للمساعدة في إدارة إصابتهم بالسرطان ومنع تطور مرضهم. تشير نتائجنا إلى أن شيئاً بسيطاً مثل تعديل نظامك الغذائي يمكن أن يبطئ نمو السرطان ويطيل الوقت قبل الحاجة إلى تدخلات أكثر عدوانية».

تحدي المراقبة النشطة

يختار العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة المراقبة النشطة بدلاً من العلاج الفوري، ومع ذلك، في غضون خمس سنوات، يحتاج حوالي 50 في المائة من هؤلاء الرجال في النهاية إلى الخضوع للعلاج إما بالجراحة أو الإشعاع.

وبسبب ذلك، يتوق المرضى إلى إيجاد طرق لتأخير الحاجة إلى العلاج، بما في ذلك من خلال التغييرات الغذائية أو المكملات الغذائية. ومع ذلك، لم يتم وضع إرشادات غذائية محددة في هذا المجال بعد.

في حين نظرت التجارب السريرية الأخرى في زيادة تناول الخضراوات وأنماط النظام الغذائي الصحي، لم يجد أي منها تأثيراً كبيراً على إبطاء تقدم السرطان.

الاستشارة الغذائية

لتحديد ما إذا كان النظام الغذائي أو المكملات الغذائية يمكن أن تلعب دوراً في إدارة سرطان البروستاتا، أجرى الفريق بقيادة جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس تجربة سريرية مستقبلية، تسمى CAPFISH-3، والتي شملت 100 رجل مصاب بسرطان البروستاتا منخفض الخطورة أو متوسط ​​الخطورة والذين اختاروا المراقبة النشطة.

تم توزيع المشاركين بشكل عشوائي على الاستمرار في نظامهم الغذائي الطبيعي أو اتباع نظام غذائي منخفض أوميغا 6 وعالي أوميغا 3، مع إضافة زيت السمك، لمدة عام واحد.

ووفق الدراسة، تلقى المشاركون في ذراع التدخل استشارات غذائية شخصية من قبل اختصاصي تغذية مسجل. وتم توجيه المرضى إلى بدائل أكثر صحة وأقل دهوناً للأطعمة عالية الدهون وعالية السعرات الحرارية (مثل استخدام زيت الزيتون أو الليمون والخل لصلصة السلطة)، وتقليل استهلاك الأطعمة ذات المحتوى العالي من أوميغا 6 (مثل رقائق البطاطس والكعك والمايونيز والأطعمة المقلية أو المصنعة الأخرى).

كان الهدف هو خلق توازن إيجابي في تناولهم لدهون أوميغا 6 وأوميغا 3 وجعل المشاركين يشعرون بالقدرة على التحكم في كيفية تغيير سلوكهم. كما تم إعطاؤهم كبسولات زيت السمك للحصول على أوميغا 3 إضافية.

ولم تحصل مجموعة التحكم على أي استشارات غذائية أو تناول كبسولات زيت السمك.

نتائج التغييرات الغذائية

تتبع الباحثون التغييرات في مؤشر حيوي يسمى مؤشر Ki-67، والذي يشير إلى مدى سرعة تكاثر الخلايا السرطانية - وهو مؤشر رئيسي لتطور السرطان، والنقائل والبقاء على قيد الحياة.

تم الحصول على خزعات من نفس الموقع في بداية الدراسة ومرة ​​أخرى بعد مرور عام واحد، باستخدام جهاز دمج الصور الذي يساعد في تتبع وتحديد مواقع السرطان.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي اتبعت نظاماً غذائياً منخفضاً في أوميغا 6 وغنياً بأوميغا 3 وزيت السمك كان لديها انخفاض بنسبة 15 في المائة في مؤشر Ki-67، بينما شهدت المجموعة الضابطة زيادة بنسبة 24 في المائة.