وليد توفيق: الجمهور السعودي متذوق جيد للفن والغناء

قال لـ«الشرق الأوسط»: المشاركة في «موسم الرياض» شرف كبير

الفنان وليد توفيق: أعمل على طرح أغنية مصورة جديدة
الفنان وليد توفيق: أعمل على طرح أغنية مصورة جديدة
TT

وليد توفيق: الجمهور السعودي متذوق جيد للفن والغناء

الفنان وليد توفيق: أعمل على طرح أغنية مصورة جديدة
الفنان وليد توفيق: أعمل على طرح أغنية مصورة جديدة

يشارك الفنان اللبناني وليد توفيق في «موسم الرياض الثقافي» بحفلين غنائيين مهمين، على المسرح الفني في الرياض، رفقة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، والفنان اللبناني راغب علامة. وقال وليد توفيق في حواره مع «الشرق الأوسط» إن الدعوة التي تلقاها من المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للترفيه بالسعودية، دعوة رائعة أعادته للوقوف مرة أخرى أمام الجمهور السعودي المتذوق الجيد للفن والغناء. وأوضح أنه قرر الاكتفاء بطرح أغنيات سينغل والابتعاد عن تقديم أي ألبومات غنائية خلال الفترة المقبلة، وأوضح أنه تراجع عن تقديم مسلسل تلفزيوني يحكي حياته الشخصية. وإلى نص الحوار:
> كيف استقبلت دعوة المشاركة في موسم الرياض الثقافي؟
- استقبلتها بسعادة غامرة، لكونها قادمة من المستشار تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للترفيه بالمملكة، والذي أعتز كثيراً بمعرفته وصداقته، وستزداد سعادتي بالوقوف أمام الجمهور السعودي الرائع، الذي يتذوق أصول المغنى والفن، فالمشاركة في موسم الرياض شرف كبير لأي فنان عربي، وأتمنى أن يخرج الحفل بصورة جيدة ورائعة. وأنا من الآن أحاول إعداد جدول جيد للأغنيات التي سأقوم بغنائها في الحفل على أن تكون متنوعة ما بين المصري واللبناني والخليجي.
> الحفل سيجمعك بالفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب... ما تعليقك على هذا الاختيار؟
- شيرين عبد الوهاب من أحب الأصوات إلى قلبي، فصوتها يعد من أهم أصوات الوطن العربي خلال السنوات الأخيرة، وللعلم منذ أن استمعت لصوت شيرين عبد الوهاب لأول مرة، وهي تشدو بأغنيتها الشهيرة «آه يا ليل» توقعت لها نجاحاً باهراً، وعندما تم استضافتي في برنامج بإحدى الإذاعات العربية وقتئذ قلت إن هذا الصوت سيصير من أهم الأصوات لو تم الاهتمام به وتقديمه بالشكل المطلوب، لذلك أنا سعيد جداً بوجودنا سويا في الرياض.
> أطلقت في السنوات الأخيرة أكثر من أغنية على طريقة «السينغل»... متى سيبصر ألبوم وليد توفيق الجديد النور؟
- لا أفكر مطلقا في الوقت الحاضر، في إطلاق ألبوم غنائي جديد، فالشكل السائد الآن في كافة دول العالم هو الاتجاه للأغنية السينغل، وخصوصاً أنني كنت من أوائل الفنانين الذين اتجهوا إلى هذا الأمر، وأصبحت حاليا أنفذه بشكل احترافي، فكل ثلاثة أشهر، أعمل على طرح أغنية مصورة جديدة، وقمت بعمل ذلك بعد طرح آخر ألبوماتي «حبينا» في الأسواق بالتعاون مع إحدى شركات الإنتاج، لكن اختفى المنتج ولم أعد أعرف شيئا عن الألبوم، لذلك أصبحت حاليا أجمع أغنياتي السينغل في أسطوانات لإهدائها لأصدقائي.
> البعض يرى أن المشهد الغنائي الحالي يشهد تراجعاً في مستوى الأغنية ما تعليقك؟
- من يقول إنه لم يكن هناك فن هابط في فترة شبابنا فهو كاذب... كان هناك فن هابط وربما يكون أقل في المستوى من الذي يظهر الآن، ولكن الفرق يكمن في ظهور أصحاب هذا الفن في الإعلام، ففي بداياتي الفنية على سبيل المثال لم يكن لهؤلاء وجود أو انتشار في وسائل الإعلام. وأتذكر أيضا أنني في وقت ما قدمت أغنية مصرية عام 1985 بعنوان «أدوب في دباديبو» للشاعر الكبير مأمون الشناوي، لكن تم منعها من الإذاعة والتلفزيون لأنهم رأوا أن كلمة «دباديبو» غير لائقة، لكن الآن نستمع إلى أغنيات يقال في مطلعها «بحبك يا حمار».
> هل تشعر بالضيق عندما يتم مقارنتك بنجاح أي فنان لبناني آخر؟
- إطلاقا، لأن نجاح أي فنان لبناني أو عربي آخر، بمثابة نجاح لنا جميعا، لأننا في النهاية فنانون عرب، وأتمنى دوما النجاح للجميع، فأنا لم يسبق لي الدخول في أي مشكلات مع فنانين آخرين، فأنا الحمد الله أوجد في مكانة لا ينافسني فيها أحد، فبفضل الله أنا مستمر لما يقرب من 45 عاماً على عرش الفن العربي، وأتمنى من كافة الفنانين أن يستطيعوا الوصول إلى هذه المدة من النجاح في الفن، فهذا الرقم لم يسهل على أي فنان الوصول له.
> لماذا ابتعدت عن السينما في السنوات الأخيرة رغم أنك تعد من أكثر المطربين تقديما للأفلام السينمائية؟
- أرجوك لا تقارن بين السينما التي كانت تقدم في فترة ازدهاري فنيا، وبين السينما التي تقدم في الوقت الراهن، فمن وجهة نظري لا توجد سينما منذ حرب العراق، فأنا حينما وافقت على الظهور سينمائيا كان هدفي هو زيادة قيمة اسم وليد توفيق فنيا، ونجحت في ذلك وقدمت أعمالاً سينمائية مع كبار الفنانين العرب، حتى بدأت تقل تدريجيا إلى أن ظهرت أفلام المقاولات التي نهشت السوق الفنية، وأنا بطبعي لا أحب تلك النوعية من الأفلام فابتعدت، فنحن كنا نقدم أفلاماً سينمائية بأسعار رمزية ولكنها كانت تحقق الملايين من الدولارات، فمثلا فيلم «من يطفئ النار» الذي يعد واحدا من أهم أعمالي السينمائية بمصر تكلفته لم تتخط حاجز المليوني جنيه.
> ما حقيقة تقديم مسلسل سيرة ذاتية يتحدث عن مشوارك الفني؟
- بالفعل تم طرح الفكرة بعدما أحببت تقديم عمل عن حياتي الشخصية بعيداً عن التأليف والتزييف، ولكن الفكرة توقفت حينما جلست مع المنتج الكبير صادق الصباح، والذي قال لي مسيرتك لم تتوقف بعد لكي تقدم مسلسلاً عن مشوارك.



لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
TT

لطيفة لـ«الشرق الأوسط»: أسعى لتنفيذ وصية يوسف شاهين

برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})
برأيها لطيفة أنها تحصد ما زرعته، فأغنياتها كلها {ديجيتال} عبر {يوتيوب} وتمتلك حقوقها ({الشرق الأوسط})

طوت المطربة التونسية لطيفة أزمة أغنية «المصري»، التي جرى تغيير كلماتها في حفل مبادرة «تحدي القراءة» بالإمارات، مؤكدة اكتفاءها بردّ الشاعر المصري جمال بخيت، مؤلف كلمات الأغنية الأصلية والجديدة.

وتنشغل لطيفة، في الوقت الراهن، بتجهيز ألبومها الجديد، الذي يجمعها مجدداً مع الموسيقار اللبناني زياد الرحباني بعد 17 عاماً من لقائهما الأول، وسيصدر ألبومهما الجديد في بداية 2025. وقالت لطيفة، خلال حوارها مع «الشرق الأوسط»، إن زياد الرحباني سابق لكل موسيقيّي عصره، وأنها لا تتنازل عن تصوير كل أغنياتها، ولا تقبل تحكُّم أي جهة إنتاج فيما تقدمه، فهي تملك زمام أمرها وتنتج أعمالها بنفسها.

تعود لموسيقى زياد رحباني بعد 17عاماً من تعاونهما الأول ({الشرق الأوسط})

وكان الشاعر جمال بخيت، مؤلف الأغنية التي غنتها لطيفة في فيلم «سكوت هنصور» للمخرج الراحل يوسف شاهين، قد أوضح، عبر حسابه بـ«فيسبوك»، أنه المسؤول الأول والأخير عن التغيير الذي طال النص، قائلاً: «لقد اعتقد البعض أن لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة كلمات جديدة، وهذا مستحيل قانوناً، وانبرت بعض الأقلام بهجوم مُسيء على الفنانة الكبيرة دون وجه حق»، مؤكداً أنه كتب النص من عقله وروحه، وأن «كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيراً مع أعمال غنائية مهمة».

وعن عودتها للتعاون مع زياد الرحباني، بعد كل هذه السنوات التي شهدت تطوراً في الموسيقى، تقول لطيفة: «زياد الرحباني خارج الزمن، ولموسيقاه طاقة أخرى وطريق آخر في الكون، هو سابق عصر الموسيقى في العالم العربي بسنوات ضوئية، وهذا ليس رأيي فقط، بل رأي الراحل عمار الشريعي وغيره من المبدعين، فموسيقاه لكل الأزمنة ويُعدّ مدرسة خاصة في إبداعاته».

تتمنى الفنانة لطيفة تنفيذ وصية المخرج الراحل يوسف شاهين ({الشرق الأوسط})

يحلو لها الحديث عنه فتقول: «كنت أسمعه وأنا بالمدرسة في تونس، وكنت أتبادل وزملائي شرائط الكاسيت لمسرحياته، وأذكر أنه في مؤتمر صحافي في التسعينات نقلته إذاعة الشعب، وكانت تجلس بيروت كلها بجوار الراديو لسماعه، وسألوه عن الفنانين الذين يمكن أن يعمل معهم دون شروط، فقال: لطيفة التونسية، وأخذتني صديقة مشتركة إلى الاستديو في يوم من أحلى أيام عمري، فلم أكن أصدِّق أن ألتقيه، وبدأنا بعدها نعمل على ألبومنا الأول (معلومات أكيدة)».

وعن مدى حرصها على التنوع في الألبوم تجيب بثقة: «هذا التنوع لا يُطلَب من زياد، فهو مختلف ومتنوع في الموسيقى والإيقاعات وكل شيء، وتوليفة لا تتكرر».

وأنهت لطيفة ألبومها قبل الحرب الجارية في لبنان، لكنها تقول: «لو لم ينته الألبوم لبقيت في لبنان، ومستعدة أن أستقل، الآن، أول طائرة لبيروت، فقد تعايشت مع انفجارات سابقة بها، فكنتُ على بُعد أمتار من موقع اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وقد نجوتُ بفضل الله، حيث كنت أعرض مسرحية (حكم الرعيان) لمنصور الرحباني».

تفخر لطيفة بأنها قدمت المسرح الغنائي كما يجب في {حكم الرعيان} ({الشرق الأوسط})

وعن العرض تقول: «كنت، كل يوم، أشكر الله مع فتح الستار؛ لأن هذا هو الفن الهادف المحترم المُبهر الذي أحبه، لكن لم تُعرَض عليَّ أعمال بهذا المستوى، كما أنني لا أقبل بالمسرح الذي ينتهي فجراً، فكنا نقدم العرض في ساعة ونصف الساعة، كما أن الرحابنة هم أكثر من قدموا المسرح الغنائي».

وتكشف لطيفة عن ملامح الألبوم الجديد قائلة: «يضم 7 أغانٍ من ألحان زياد الرحباني؛ من بينها أغنيتان من كلمات الشاعر الكبير عبد الوهاب محمد، وهو أبي الروحي، وجمعنا 20 سنة من الأغنيات الحلوة، كان عمري 4 سنوات حين غنيت له (فكروني)، ثم اكتشفت أن كل أغنية أحبها تكون من كلماته مثل (أوقاتي بتحلو)، و(مستنياك)».

وتضيف لطيفة: «لقد وضع الله عبد الوهاب في طريقي حين جئت إلى مصر للمرة الأولى، وتبنّاني مع الموسيقار بليغ حمدي، وهما مَن جعلاني أقرر البقاء في مصر، ولولاهما لَما كانت لطيفة، وأقنعاني بأن أبقى في مصر، وقد ترك لي كل أعماله الأخيرة».

وأوصى الشاعر الراحل بأن تذهب أغنيات كثيرة له للطيفة، وفق تعبير الفنانة التونسية التي توضح: «مع كل ألبوم أقدِّم بعضاً من أعماله الجديدة، ففي الألبوم السابق قدمت أغنيتين من كلماته؛ إحداهما ألحان كاظم الساهر، والأخرى ألحان زياد الطويل. وقد تركت كلماته بصمة قوية في مشواري منذ (أكتر من روحي بحبك)، (بحب في غرامك)، (حبك هادي)، (استحالة)».

لا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني

لطيفة

وفي السينما لم تقدم لطيفة سوى «سكوت هنصور» مع المخرج الكبير يوسف شاهين، مبررة ذلك: «لم تتكرر تجربتي في السينما؛ لأن ما عُرض عليَّ لا يستحق التعب، لذا ركزت في أعمالي الموسيقية».

وتكشف أنها تنتظر فيلماً في مرحلة الكتابة تحمست لفكرته، قائلة: «الآن أفكر في العودة للسينما، قد تكون لي تجربة، العام المقبل، فأنا أودّ أن أنفذ وصية يوسف شاهين، فقد قال لي قبل وفاته: (اوعديني بمواصلة التمثيل لأن بداخلك ممثلة لم يأت مثلها منذ سنوات)، وأنا أحب التمثيل وأحب الفن الراقي، وقدمت مسلسل (كلمة سر) قبل سنوات».

أشعار الراحل عبد الوهاب محمد لها بصمة قوية في مشواري

لطيفة

وتولي لطيفة اهتماماً لافتاً بتصوير أغنياتها، فهي لديها رصيد كبير من الأغنيات المصورة، وتبحث دوماً عن الفكرة والشكل المتجدد، وتعقد جلسات عمل مع المخرج اللبناني وليد ناصيف الذي صوَّر لها ألبومها الماضي بتقنية الذكاء الاصطناعي.

وتصف لطيفة نفسها بـ«ملكة التجدد والتحدي والإرادة»، مشددة على أن الفنان يجب أن يتجدد، وترى أن التحضير للتصوير أهم شيء، وتتبادل الأفكار حالياً مع ناصيف، استعداداً لبدء التصوير الشهر المقبل.

وتختتم لطيفة حوارها بنبرة مفعمة بالرضا: «الآن، أحصد كل ما زرعته، فأغنياتي كلها (ديجيتال) عبر قناتي بـ(يوتيوب)، والحقوق كلها مِلكي؛ لأنني أرفض أن يتحكم بي منتج، ولا أقبل أن يفرض عليَّ أحد ماذا أغني».