أمطار غزيرة تصيب شوارع القاهرة بالشلل وتعطل الدراسة

نشر «فرق انتشار سريع» لإزالة تجمعات المياه... وتأخر في حركة الطيران

سيارات وسط مياه الأمطار الغزيرة التي أدت إلى شلل مروري بالقاهرة (أ.ف.ب)
سيارات وسط مياه الأمطار الغزيرة التي أدت إلى شلل مروري بالقاهرة (أ.ف.ب)
TT

أمطار غزيرة تصيب شوارع القاهرة بالشلل وتعطل الدراسة

سيارات وسط مياه الأمطار الغزيرة التي أدت إلى شلل مروري بالقاهرة (أ.ف.ب)
سيارات وسط مياه الأمطار الغزيرة التي أدت إلى شلل مروري بالقاهرة (أ.ف.ب)

شهد عدد من المناطق في مصر أمس (الثلاثاء) أمطاراً غزيرة نتيجة لسوء الأحوال الجوية ما أصاب شوارع القاهرة بالشلل، فيما قررت الحكومة المصرية إغلاق المدارس والجامعات اليوم (الأربعاء) في ثلاث محافظات من بينها القاهرة، وذلك بعد تنبؤات بأمطار أكثر غزارة.
وقال بيان الحكومة المصرية أمس: «بناء على تقارير من هيئة الأرصاد الجوية بشأن احتمال سقوط أمطار غزيرة على بعض المناطق بالقاهرة الكبرى أكثر مما حدث أمس (الثلاثاء)، فقد تقرر تعطيل الدراسة غداً بكل محافظات القاهرة والجيزة والقليوبية بجميع المدارس والجامعات».
وأكدت هيئة الأرصاد الجوية في بيان أنه من المتوقع سقوط أمطار على السواحل الشمالية والقاهرة والدلتا والوجه البحري، وسيناء قد تمتد إلى محافظة شمال سيناء وجنوب حلايب وشلاتين لتكون غزيرة ورعدية أحياناً على مناطق من شمال البلاد.
واجتاحت الأمطار الغزيرة شوارع بأكملها أمس واليوم، مما أدى إلى تكدس مروري وشلل تام لحركة الطرق في مناطق بالقاهرة أبرزها أحياء مدينة نصر ومصر الجديدة (شرق القاهرة) والمعادي (جنوب) حتى ساعة متأخرة من الليل.
واستمر الشلل المروري بعدد من الطرق الرئيسية في القاهرة حتى صباح اليوم، أبرزها الطريق الدائري، ومنطقة كورنيش النيل، بحسب وسائل إعلام مصرية.
وتداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس (الثلاثاء) صوراً ومقاطع فيديو من الزحام نتيجة تجمع مياه الأمطار في القاهرة، خصوصاً في منطقتي مصر الجديدة والتجمّع الخامس، وأدى الزحام إلى تأخر مواطنين لساعات حتى الوصول لمنازلهم. ومن بين ذلك تأخر إحدى المركبات التي تقل طلاباً من إحدى مدارس منطقة التجمّع الخامس حتى منطقة مدينة نصر، حيث بقي الأطفال في الزحام حتى ما يقارب من التاسعة مساء (بتوقيت القاهرة) بسبب مياه الأمطار المتجمعة في عدد من الطرق.
وتداول مواطنون صوراً لسيارات غارقة وسكانا يسبحون في المياه للمرور للضفة الأخرى من الشارع، بعد غرق أنفاق وطرق، مثل نفق العروبة بطريق صلاح سالم المؤدي إلى مطار القاهرة الدولي، على الرغم أنه نادراً ما تسقط الأمطار في القاهرة التي لا تتمتع أغلب شوارعها بنظام لصرف مياه المطر.
وذكرت تقارير صحافية اليوم أن طفلة لقيت مصرعها صعقاً بالكهرباء بسبب الأمطار في منطقة العاشر من رمضان بمحافظة الشرقية (شمال شرق العاصمة)، وذلك أثناء عودتها من المدرسة، وتداول نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر انتشال أحد عمال «لودر» لجثة الطفلة.
ونقلت الوكالة الرسمية المصرية وجود حالة من عدم الاستقرار في الأحوال الجوية بعدة محافظات، اليوم، حيث تكثف الأجهزة المعنية جهودها لمواجهة تقلبات الطقس والسقوط الغزير للأمطار.
ووجه مسؤولون مصريون بسرعة تحرك فرق انتشار سريع من أجل السيطرة على مياه الأمطار، إذ أمر محافظ القاهرة خالد عبد العال بتوزيع الشفاطات العملاقة بالمحاور الرئيسية وتدعيم المناطق بفرق إنقاذ، وتوفير شفاطات بالأحياء لإزالة أي تجمعات مائية، بما لا يؤثر على انتظام الحركة المرورية أو غلق الشوارع. ووجه محافظ الجيزة، أحمد راشد، بنشر فرق انتشار سريع لسيارات شفط لإزالة أي آثار للأمطار ولفرق الطوارئ ومواجهة أي تجمعات مياه وإزالة أي بؤر مياه، وفقا لما نقلته وكالة «أنباء الشرق الأوسط» المصرية.
وتأثرت حركة الطيران بالأمطار الشديدة التي ضربت مصر أمس (الثلاثاء)، إذ أعلنت شركة مصر للطيران تأخير مواعيد إقلاع طائراتها من مطار القاهرة بسبب الأمطار الشديدة التي أغلقت الطرق المؤدية إلى المطار وأدّت إلى تأخّر وصول الركاب.
وأضاف بيان شركة مصر للطيران أنه «تقرر تأخير بعض رحلات الشركة التي تقلع من مطار القاهرة مساء الثلاثاء لحين وصول أكبر عدد من الركاب الحاجزين على متن هذه الرحلات حفاظاً على التزاماتهم ومواعيدهم المقررة في السفر لوجهاتهم المختلفة».
وكانت شركة ميناء القاهرة الجوي قد قررت غلق صالة وصول الرحلات الداخلية في المطار «بسبب تراكم مياه الأمطار الغزيرة داخل الصالة، وانخفاض الصالة عن الأرض بعدة أمتار».
وكان عدد من الأحياء الجديدة في العاصمة المصرية قد تعرض لضربة أمطار مشابهة العام الماضي، تسببت في إيقاف عدد من المسؤولين المحليين بتهم «الفساد وإهدار المال العام» وذلك في أبريل (نيسان) 2018، بعد تحقيقات بشأن تضرر سكان هذه الأحياء جراء تجمع مياه الأمطار بشكل أعاق الحركة نتيجة موجة من الطقس السيئ الذي ضرب البلاد ووصل في بعض المناطق إلى حد السيول.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.