الرئيس التنفيذي لـ«رزا» العقارية: سنصبح أكبر مالك «مجتمعات» عمرانية في السعودية 2020

العيسى قال لـ «الشرق الأوسط» إن الشركة تجري مباحثات أولية لإدارة أصول صناديق حكومية وعقارات بنكية

إطلالة على مشروع المدينة الرقمية وهو نموذج يجسد الأصول العقارية المجتمعية وفي الإطار الرئيس التنفيذي لشركة «رزا» المهندس وليد العيسى (الشرق الأوسط)
إطلالة على مشروع المدينة الرقمية وهو نموذج يجسد الأصول العقارية المجتمعية وفي الإطار الرئيس التنفيذي لشركة «رزا» المهندس وليد العيسى (الشرق الأوسط)
TT

الرئيس التنفيذي لـ«رزا» العقارية: سنصبح أكبر مالك «مجتمعات» عمرانية في السعودية 2020

إطلالة على مشروع المدينة الرقمية وهو نموذج يجسد الأصول العقارية المجتمعية وفي الإطار الرئيس التنفيذي لشركة «رزا» المهندس وليد العيسى (الشرق الأوسط)
إطلالة على مشروع المدينة الرقمية وهو نموذج يجسد الأصول العقارية المجتمعية وفي الإطار الرئيس التنفيذي لشركة «رزا» المهندس وليد العيسى (الشرق الأوسط)

كشفت شركة «رزا» العقارية السعودية، ذراع تطوير وإدارة أصول العقار للمؤسسة العامة للتقاعد، أن العمل جارٍ على مشروعين كبيرين وسط وغرب المملكة سيمكّنان الشركة عند اكتمالهما المتوقّع في 2020 من أن تصبح أكبر مالك لمجتمعات عمرانية في السعودية، وفق مفهوم منظومة كفاءة وجودة إدارة الأصول المبنية على صناعة المكان وثقافة العلاقات وإدارة المرافق والوجهات المعيشية في المجتمع العقاري متكامل الخدمات.
وأفصح الرئيس التنفيذي للشركة المهندس وليد العيسى، في حوار لـ«الشرق الأوسط»، أن استراتيجية النمو تعتزم مضاعفة إجمالي الأصول المدارة إلى 26 مليار ريال (6.9 مليار دولار) حتى 2024 في ظل وجود سوق عملاقة لإدارة الأصول وفق منهجية ومفهوم المجتمعات، مشيراً إلى أن هناك مباحثات أولية مع عدد من صناديق الحكومية والبنوك والهيئات لبحث إدارة أصولها العقارية.
ولفت العيسى إلى غياب وجود المختصين في إدارة الأصول العقار، مما يدفعهم إلى القيام بالترتيب حالياً لتأسيس أكاديمية معنية بإدارة الأصول والممتلكات لتخريج مديري الأصول العقارية بالتعاون مع جهات تدريب وتطوير دولية، لتخريج المختصين المواطنين لسوق إدارة العقار... تفاصيل أكثر في متن الحوار التالي:

> دعونا في البدء نُجْلِ اللبس حول «رزا» كشركة برز اسمها مؤخراً، وعلاقتها بمؤسسة التقاعد في المملكة، هل «رزا» باتت البديل لشركة «الرائدة» الذراع الاستثمارية للمؤسسة أم أنها كيان جديد مستقل بنشاطه؟
- «رزا» هي إحدى مؤسسات شركة الاستثمارات «الرائدة» التي تعد الذراع المسؤولة عن التطوير والاستثمار العقاري لدى المؤسسة العامة للتقاعد، ومن هنا فإن أهدافنا طويلة المدى ومتسقة وفق هذا الإطار. نحن شركة مستقلة لكن مرتبطة بالمؤسسة العامة للتقاعد في المملكة. عبر منصتنا لإدارة العقارات، نسعى جاهدين لتعظيم الإيرادات وقيمة الممتلكات التي نديرها للمؤسسة العامة للتقاعد وكذلك للمستثمرين الأفراد الآخرين بعائدات عالية ومستقرة على عقاراتهم. حققت شركة «الرائدة» العديد من الأعمال المهمة منذ إنشائها في عام 2007، لكن مع التحول الاقتصادي والثقافي الحاصل في البلاد، تغيرت توقعات وتطلعات الأعمال والسكان، وفاق الطلب المعروض في السوق العقارية عالية الجودة والتي تتوافق مع إدارة المرافق ذات المستوى العالمي للمكاتب ووجهات المعيشة المجتمعية، لذا خرجت «رزا» كامتداد وتغير إيجابي مبني على معرفة بالسوق المحلية ومقترحات عالمية المستوى وعلى الابتكار والعلاقات طويلة المدى. كما أن الفكرة الرئيسية من استقلال شركة «رزا» هي إدارة أصول وممتلكات المؤسسة ولكن بإمكانها في الوقت ذاته أن تدير أصولاً من خارج المؤسسة.
> «صناعة المكان... ثقافة العلاقات» هكذا هو النداء المعتمد لـ«رزا»، ماذا تريدون أن تصفوا، وكيف أدخلتم صناعة العقار مع مفهوم العلاقات؟
- الهدف هو خلق مكان جاذب يوفر منظومة متلائمة وقريبة للعمل. نتعامل مع الملاك أو مقدمي الخدمة أو الاستشاريين أو المستأجرين (سكني، تجاري، مكاتب وأعمال) وحتى مقدمي الخدمة في إدارة الأصول من خلال بناء جسر علاقات تعبّر عن ثقافة قائمة بحالها تتعايش مع هذا المجتمع وتراه جزءاً من نجاح عمل الشركة المديرة للأصول والتي تستهدف ديمومة التواصل والعلاقات مع جميع الأطراف وتعي مستوى وأهمية الخدمة والجودة المقدمة والالتزام بالعقود.
الهدف هو القيام بإيجاد وجهات مفعمة بالحياة لتلائم طبيعة العيش والعمل وقضاء وقت ممتع في هذا الأصل العقاري. المجتمع هو مجموعة أنشطة بجانب السكن، فيوجد على سبيل المثال لا الحصر ساحة ملاعب وباحات آمنة للأطفال ومساحات مفتوحة ودار ضيافة ومقر حضانة وحدائق ومدارس ومركز مصغر للتسوق، وغيرها. ويمكنني الاستشهاد بنموذج المدينة الرقمية في الرياض حيث يعد مثالاً واضحاً لهكذا مجتمع.
هكذا تأتي فكرة «رزا» ملبيةً متطلبات السوق وتطلعات العملاء من خلال إدارة العقارات بشكل احترافي. ولا يتم تحقيق ذلك إلا عبر تقديم أصول عالية الجودة مدعومة بمستويات خدمة عالية بالإضافة إلى تشكيل علاقات قوية مع المستثمرين والشركاء والمقيمين والمستأجرين وفق نظرة بعيدة المدى ونهج عملي لإدارة الممتلكات والأصول. ويمكن القول بأننا وفق هذا المفهوم المعياري نعد الجهة الوحيدة التي تدير الممتلكات العقارية عالية الجودة في المملكة.
> تطمحون لأن تصبحوا أكبر شركة لإدارة المجتمعات في المملكة بحلول عام 2020 وأن يتضاعف مجموع الأصول المدارة حالياً البالغة 13 مليار ريال لديكم بعدها ببضع سنوات... هل لا تزالون على وعد الإنجاز لتنفيذ هذا الهدف الذي بات تاريخ تحقيقه قريباً؟
- ستشهد السنوات الخمس المقبلة استمرار التوسع لشركة «رزا»، وحالياً لدينا مشروعان كبيران قيد الإنجاز ويمثلان هذا المفهوم بجلاء، أولهما «جدة أبحر» وهو مشروع متعدد الاستخدامات على مساحة 1.8 مليون متر مربع، والآخر هو المرحلة الثانية من المدينة الرقمية في الرياض. وسيوفران ما لا يقل عن 4600 وحدة سكنية. وعند اكتمال المشروعين وتسليمهما أوائل عام 2020، سنصبح أكبر مالك مجتمعات عمرانية في المملكة وفق مفهوم إدارة الأصول الذي أشرت إليه سالفاً. أما في إطار استراتيجية النمو الخاصة بنا للسنوات الخمس، فقد وضعنا هدفاً هو مضاعفة إجمالي الأصول المدارة لدينا من 13 مليار ريال سعودي إلى 26 ملياراً بحلول عام 2024، وأعتقد أننا قادرون على الوصول إلى هذا الهدف مع وجود سوق إدارة أصول ضخمة في المملكة. تحدثنا ولا تزال لدينا ترتيبات ومباحثات أولية مع أطراف ثالثة، على سبيل المثال مع المؤسسة العامة للتأمينات، وبعض البنوك والهيئات الحكومية لإدارة أصولها، فنحن نتوقع أن المؤشرات العامة تعطينا أريحية في التوقع بالوصول إلى هدفنا.
> أعلنتم قبل بضعة أشهر عن إطلاق منصة رقمية متكاملة لإدارة العقارات، حدّثونا عن المقصود بـ«المنصة الرقمية»، وما آلية عملها، وكيف ستدعم التوجه نحو تحقيق الأهداف؟
- في «رزا» نعدّ التكنولوجيا عامل تمكين لعملنا، فنحن نُعدّ من أوائل مَن تبنّى التكنولوجيا في أعمال إدارة الأصول العقارية في المملكة، كما أننا قد أكملنا للتوّ تنفيذ عملية أتمتة قوية تساعدنا على تحسين الإنتاجية وتعزيز عملية صنع القرار بكفاءة وشفافية. لقد قمنا مؤخراً بتعيين مدير لعملية التحول الرقمي يقود برنامجاً ضخماً للتحول الرقمي. ومن أمثلة الحلول التقنية التي تم اعتمادها ونشرها في الأشهر الأخيرة تطبيق «SAP» وإطلاق تطبيقات نقّالة تحسّن تجربة المستأجر - العميل، وتسرع عملية صنع القرار. وعليه، فالأشهر القليلة القادمة ستشهد طرحنا عديداً من الحلول التكنولوجية المبتكرة.
الإدارة المهنية في مجال إدارة الأصول هي إحدى الركائز التي نعمل عليها ليقوم لدينا فريق عمل ذو إمكانيات مهنية عالية مبنية على شهادات عالمية معتمدة في هذا النشاط العقاري الدقيق وهو إدارة الأصول. لدينا تخطيط حالياً لتأسيس أكاديمية معنية فقط بإدارة الأصول والممتلكات لتخريج مديري الأصول العقارية بالتعاون مع جهات تأهيل وتدريب دولية كأستراليا على سبيل المثال. الأتمتة نقطة رئيسة في عملنا وهي الكفاءة والسيطرة على الوظائف بدقة لتغطي الخدمات كافة التي يحتاج إليها المستخدم للأصول وحتى الحاجة إلى الصيانة والإصلاح بل يمكن الوصول إلى مؤشرات يمكن قراءتها لكل التفاصيل المتعلقة بإدارة الأصل محل الاستثمار، أي أن الأمر بات يمر بعملية نظام آلي متكاملة لرفع مستوى الخدمة والجودة. لدينا برمجيات للعاملين والمديرين والمشرفين. خلاصة الحديث أن تنفيذ المنصة سيوصّلنا إلى أهداف كفاءة عمل أعلى واستجابة أسرع.
> على ذكر المجتمعات العقارية، باتت مدن المملكة من الأكثر والأسرع نمواً للعقارات التجارية والاستثمارية خلال السنوات القليلة الماضية، برأيكم ما الأسباب التي دفعت هكذا أوعية عقارية إلى أن تتنامى بسرعة فائقة؟
- النمو السكاني وتوقعات الحاجة وارتفاع مستوى الذائقة أنتجت تقييماً طبيعياً يفرض واقعاً جديداً في تقبل السكن في الشقق، على سبيل المثال، والمشاركة في المرافق. ولكن السعودية مؤهلة لإحداث أثر مهم في مجال التطوير العقاري. وإذا نظرت إلى القطاعات المختلفة داخل قطاع العقارات، ستجد أن الطلب اليوم مختلف عما كان عليه من العملاء قبل 20 عاماً. فهذا الطلب في جانب منه يشير إلى معاناة قطاع العقارات من الحرمان وعدم التنظيم. ولا تزال المباني المستقلة ونظام «الفيلا الكبيرة» السكني مهيمناً بغالبية كبيرة على السوق السعودية؛ وبنسبة أعلى بشكل كبير عما هو مشاهَد في دول الخليج المجاورة. وهذا ينسحب على كل المجالات الأخرى مثل قطاع التجزئة الذي يشهد تحولات مهمة بسبب تغير أنماط الحياة، حيث نجد الشباب الذين يعدّون الأغلبية في التركيبة السكانية السعودية يطلبون أنماطاً مختلفة من المقاهي والمطاعم تتميز بتكاملية أكثر تتيح لهم قضاء وقت ممتع، بالإضافة إلى خدمة مميزة، ولم تعد أماكن تقتصر على جودة الطعام والمشروبات وحسب.
> نستشعر من تصورات «رزا» للقطاع العقاري أننا لا نزال مبتدئين في ثقافة إدارة الأصول، كيف تقيّمون مستوى إدارة الأصول في القطاع العقاري في المملكة خلال الوقت الراهن، وما مستقبلها المنظور وفق ما تلاحظون؟
- أعتقد أن الاحترافية لا بد أن تأتي، المجمعات التجارية على سبيل المثال قبل 10 سنوات كيف كانت وكيف ما أصبحت حالياً على كافة الجوانب، فالسوق والاستجابة لمتطلباته يفرض التطور والتقدم. وهذا أثّر على المهنية والاحترافية في مجال إدارة الأصول. وسبق أن أشرت إلى الأكاديمية التي ننتوي القيام عليها لتخريج كوادر متخصصة ومحترفة ولديها ثقافة واضحة في مجال صناعة إدارة الأصول العقارية. صناديق الريت، مثال آخر، خرجت وبرزت بقوة ووجدت قبولاً وبدأت الشركات والأفراد يُقبلون عليها، وأعداد هذا النوع الصناديق في تنامٍ مطّرد.
ولكن لا يزال التحدي الحالي الذي تواجهه المملكة قائماً في مجال العقارات ويكمن في توفير الأصول من الفئة الممتازة تماشياً مع الطبيعة المتغيرة للسوق في كل من المساحات التجارية والسكنية، ولكن مع تزايد عدد المنافسين الإقليميين الذين يؤسسون شركات التشغيل في المملكة، يستعد هذا القطاع لفترة من العروض الدولية القياسية التي تَلوح في الأفق، ونتيجة لذلك فإن القطاع العقاري المهني سوف يلغي القطاع العقاري غير المنظم.
وتماشياً مع التزامنا بمزامنة أفضل الممارسات العالمية، نعمل على رفع مستوى القطاع في المملكة من خلال العمل على الابتكار والتكنولوجيا وخدمة العملاء.
> هل خططتم للإدراج في سوق الأسهم السعودية، حيث لا يخفى عليكم مدى عطش السوق لشركات عقارية ضخمة، مدعومة بتعزيز السوق المالية لبيئة إدارة الاستثمار العقاري عبر الصناديق المتخصصة وغيرها من المنتجات؟ إلى أيّ مدى وصلتم في هكذا توجه؟
- ستضع «رزا» في الحسبان العديد من خيارات التمويل كجزء من نمو أعمالها في السوق العقارية، لكن في هذه المرحلة لا توجد أي خطط لطرح أسهم للتداول. الباب مفتوح، والمؤسسة العامة للتقاعد لن تقرّ خطوة كهذه إلا عند تأكدها من أن ما ستقدمه ذو إضافة وقيمة عالية للتشارك مع المساهمين.
> على ذكر البيئة والمفهوم الجديد للعقار وتأثيره على هوية المجتمع، وباعتبار تخصصكم في إدارة الأصول، ما رؤيتكم لمشروعات المراكز كالأسواق التجارية القديمة والتجمعات السكنية، هل ستبقى أم أنها ستنتهي مع تطور المفاهيم والهويات العقارية الاستثمارية الجديدة؟
- أعتقد أننا وفقاً للتغييرات التي نشهدها، فإن الكثير من الأنماط السابقة ستكون مضطرة للاستجابة لها وإلا ستكون عرضة لمخاطرة كبيرة ومتعددة، إذا ما نظرنا إلى النمو السكاني المرتفع والتوسع المادي الثابت في المناطق العمرانية والتغيرات السريعة في سلوك المستهلك، مما يخلق فرصاً جديدة ومشوقة لتجارة التجزئة الخاصة بأسلوب الحياة والمطاعم والفعاليات والمشاريع العقارية متعددة الاستخدامات، كما يسهم في التقادم السريع للمواقع والمفاهيم العقارية الحالية.
> هناك فرص متاحة في خضمّ التطورات العقارية الجبارة حالياً، بين مشروعات متعثرة وأخرى تفتقر إلى الإدارة والمنهج رغم توافر فرص النجاح، فهل تقوم «رزا» بخطط على صعيد التوجيه وتسليط الضوء على مثل هذه المشروعات الواثبة؟
- الفرص التي تلوح في الأفق كبيرة، ونؤمن بأن القطاع العقاري في المملكة يتجه إلى أن يصبح أكثر حداثة وتكاملية، ونحن نتطلع لكل فرصة من شأنها أن تشكل قيمة مضافة لنا، حيث إننا نمتلك الأساس الإداري الصلب الذي من الممكن أن ننطلق منه للاستفادة من الفرص المتاحة في السوق.


مقالات ذات صلة

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

عالم الاعمال «أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

«أنكس للتطوير» تكشف عن مشروع «إيفورا ريزيدنسز» في دبي

أعلنت شركة «أنكس للتطوير»، التابعة لمجموعة «أنكس القابضة»، إطلاق مشروعها الجديد «إيفورا ريزيدنسز» الذي يقع في منطقة الفرجان.

الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»