الأسد يؤكد دعمه الأكراد في التصدي للهجوم التركي

الأسد يصافح قائد «قوات النمر» سهيل الحسن في الهبيط قرب إدلب أمس (إ.ب.أ)
الأسد يصافح قائد «قوات النمر» سهيل الحسن في الهبيط قرب إدلب أمس (إ.ب.أ)
TT

الأسد يؤكد دعمه الأكراد في التصدي للهجوم التركي

الأسد يصافح قائد «قوات النمر» سهيل الحسن في الهبيط قرب إدلب أمس (إ.ب.أ)
الأسد يصافح قائد «قوات النمر» سهيل الحسن في الهبيط قرب إدلب أمس (إ.ب.أ)

أكد الرئيس بشار الأسد، أمس (الثلاثاء)، دعمه المقاتلين الأكراد الذين يتصدون لهجوم تشنّه أنقرة في شمال شرقي سوريا، من دون أن يسمّيهم، في موقف جاء بعد اتفاق بدأ بموجبه نشر جيشه في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكردية.
وقال الأسد في تصريحات أدلى بها خلال زيارته خطوط الجبهة الأمامية ضد الفصائل الإسلامية والمعارضة في محافظة إدلب (شمال غرب)، «نحن مستعدون لأن ندعم أي مجموعة تقوم بمقاومة شعبية ضد العدوان التركي».
وأضاف: «طبعاً، هذا ليس قراراً سياسياً. نحن لا نأخذ الآن أي قرار سياسي، هذا واجب دستوري وهذا واجب وطني لسنا في حاجة إلى مناقشته».
وتحمل دمشق على الأكراد نزعتهم «الانفصالية» وتحالفهم مع الولايات المتحدة التي قدمت لهم دعماً كبيراً في قتال تنظيم «داعش». ووصل امتعاضها إلى حد وصفهم بـ«الخونة».
إلا أن الأسد أكد الثلاثاء «نحن لسنا في موقع لإلقاء اللوم على الآخرين، نحن الآن في قلب معركة والعمل الصحيح هو فقط حشد الجهود من أجل تخفيف أضرار الغزو وطرد الغازي عاجلاً أم آجلاً»، مؤكداً أن «الأولوية الآن لمقاومة هذا العدوان».
ولم يجد الأكراد مع تخلي حليفتهم واشنطن عنهم، والتي بدأت سحب كامل قواتها من شمال سوريا إثر الهجوم، سوى اللجوء إلى دمشق. وأعلنت الإدارة الذاتية الكردية الاتفاق مع الحكومة على انتشار الجيش على طول الحدود مع تركيا لمؤازرة قواتها في التصدي لهجوم أنقرة.
وبموجب الاتفاق، تواصل وحدات من الجيش انتشارها في شمال شرقي البلاد، بعد دخولها الأسبوع الماضي مناطق عدة، أبرزها مدينتا منبج وكوباني في محافظة حلب شمالاً.
ويصرّ الأكراد على أن الاتفاق مع دمشق «عسكري»، ولا يؤثر على عمل مؤسسات الإدارة الذاتية التي أعلنوها بعد سيطرتهم على مناطق واسعة في شمال وشمال شرقي البلاد. وخاضت قوات النظام و«قوات سوريا الديمقراطية» اشتباكات محدودة مع الفصائل الموالية لأنقرة في محيط بلدة عين عيسى (شمال الرقة)، كما سيطر الطرفان على قاعدة غادرتها القوات الأميركية قرب كوباني (شمال حلب).
هذا، ونقلت (رويترز) عن وسائل إعلام رسمية، أن الرئيس السوري بشار الأسد اتهم نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، بأنه «لص... سرق المعامل والقمح والنفط... وهو اليوم يسرق الأرض»، بسبب توغل تركيا في شمال شرقي سوريا، وأكد تعهده باستعادة كل المناطق التي انتُزعت من دمشق خلال سنوات الحرب الأهلية.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.