«الداخلية» المصرية تتهم 22 «إخوانياً» بإثارة الإشاعات ونشر الفوضى

قالت إنهم «استغلوا» جريمة قتل شاب للتحريض ضد الدولة

TT

«الداخلية» المصرية تتهم 22 «إخوانياً» بإثارة الإشاعات ونشر الفوضى

أوقفت «الداخلية» المصرية 22 عنصراً من جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها السلطات بالإرهابية، واتهمتهم بمحاولة «إثارة وتأليب الرأي العام من خلال نشر الكثير من الأخبار المغلوطة والإشاعات الكاذبة».
وأوضحت الوزارة، في بيان لها أمس، أن المتهمين استغلوا قضية الاعتداء على الطالب محمود البنا ووفاته بمحافظة المنوفية لنشر أخبار مغلوطة وإشاعات لإثارة الفوضى والبلبلة.
ونوّهت إلى «مخططات جماعة الإخوان لاستغلال الأحداث المختلفة لإثارة الرأي العام وتأجيج المشاعر لدى المواطنين والتحريض ضد الدولة من خلال نشر الكثير من الأخبار المغلوطة والإشاعات الكاذبة».
وأضافت: «تم تحديد العناصر القائمة على هذا التحرك وعددهم (22) وضبطهم عقب تقنين الإجراءات حيالهم، حيث عثر بحوزتهم على (ملصقات اثارية - إسبراي - أسلحة بيضاء - وطبنجتين صوت - رشاش صوت) بهدف استغلالها لإثارة حالة من الفوضى والشغب وقطع الطريق وتعطيل حركة المرور أمام مقر محاكمة المتهم بمدينة شبين الكوم خلال جلسة محاكمته، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وتوالي نيابة أمن الدولة العليا التحقيقات».
ووفق اعترافات مصورة، نشرتها الداخلية، أقر عدد من المتهمين، في بمحاولتهم إثارة البلبلة ضد الحكومة المصرية، مستغلين حادث مقتل الطالب البنا. كما أقروا بأنهم تلقوا تعليمات من قيادات إخوانية توجههم باستغلال تلك القضية، التي ينظرها القضاء حالياً.
وكانت محكمة مصرية قد أجلت الأحد الماضي النظر في القضية المعروفة محلياً باسم قضية «شهيد الشهامة» إلى الأحد المقبل.
وكانت الجلسة الأولى للمحاكمة قد انعقدت بمحكمة الأحداث بمدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية شمال القاهرة.
ويحاكم في القضية أربعة متهمين، ويواجهون اتهامات بالقتل العمد مع سبق الإصرار والترصد لفتى (17 عاماً) كان انتقد على وسائل التواصل الاجتماعي محاولة المتهم الرئيسي في القضية الاعتداء على فتاة والتحرش بها.
وحظيت القضية باهتمام واسع جداً على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر وسجلت الوسوم (الهاشتاغ) المرتبطة بها الأعلى تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي.
من جهة أخرى، قررت الدائرة الرابعة إرهاب، المنعقدة في طرة، تأجيل محاكمة 215 متهماً، بتشكيل مجموعات مسلحة لتنفيذ عمليات عدائية ضد أفراد وضباط الشرطة ومنشآتها وتخريب الأملاك والمنشآت العامة، خصوصاً أبراج ومحولات الكهرباء والمعروفة إعلامياً بـ«كتائب حلوان»، إلى جلسة 17 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لاستكمال مرافعة الدفاع.
وتضمن أمر إحالة المتهمين للمحاكة، أنهم في غضون الفترة من 14 أغسطس (آب) 2013 وحتى 2 فبراير (شباط) 2015 بدائرة محافظتي القاهرة والجيزة، تولوا قيادة جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والحريات والحقوق العامة التي كفلها الدستور والقانون، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.