دراسة تنجح في تحديد اللون الأول في الكون

توهج برتقالي يشبه ضوء لمبة قديمة

اللون الأول للكون
اللون الأول للكون
TT

دراسة تنجح في تحديد اللون الأول في الكون

اللون الأول للكون
اللون الأول للكون

يغوص الكون في بحر من الضوء، من الخفقان الأبيض والأزرق للنجوم الصغيرة إلى التوهج الأحمر العميق لغيوم الهيدروجين. وإلى جانب الألوان التي تراها العيون البشرية، هناك ومضات من الأشعة السينية وأشعة جاما، ورشقات نارية قوية، فالكون مليء بالألوان المرئية وغير المرئية، لكن من بين كل ذلك، كان هناك لون واحد ظهر قبل كل الألوان الأخرى، وهو اللون الأول للكون، والذي سعى فريق بحثي بريطاني يضم العالمان كارل قلازبروك وإيفان بالدري، إلى معرفته.
وكان العالمان قد قاما عام 2002 بحساب اللون المتوسط من كل الضوء الذي نراه من النجوم والمجرات اليوم لتحديد اللون الحالي للكون، واتضح أنه «تان» شاحب يشبه لون القهوة مع الكريم، وأسموا اللون بـ«لاتيه الكونية»، وفي دراستهم الجديدة التي نُشرت أول من أمس، في دورية «الفيزياء الفلكية»، سعياً لمعرفة اللون الأول في الكون، توصلوا إلى أنه توهج برتقالي يشبه ضوء لمبة قديمة بقوة 60 واط.
ووفق تقرير لموقع الكون اليوم «Universe Today»، فإن اللون الأول في الكون ظهر بعد نحو 380 ألف سنة من الانفجار الكبير الذي أنشأ الكون قبل نحو 13.8 مليار سنة.
يقول إيفان بالدري خلال التقرير: «بعد الانفجار الكبير مباشرة كانت درجات الحرارة مرتفعة جداً لدرجة أن الضوء لم يكن موجوداً، حيث كان على الكون أن يبرد حتى يظهر الضوء، وبعد نحو 10 ثوانٍ دخل الكون عصر الضوء، وفي ذلك الوقت، كانت درجة حرارة الكون نحو مليار درجة كلفن».
ورغم وجود ضوء، لم يكن هناك لون بعد، حيث كانت درجات الحرارة لا تزال مرتفعة إلى الحد الذي لا يسمح للضوء باختراق البلازما الكثيفة، ولن يظهر اللون حتى تبرد النوى والإلكترونات الموجودة في البلازما بدرجة كافية لربط الذرات، واستغرق الكون نحو 380 ألف سنة حتى يصل لهذه الحالة، كما يؤكد بالدري.
وبحلول ذلك الوقت، كان الكون المرئي سحابة كونية شفافة من الهيدروجين والهيليوم، وكانت جميع الفوتونات «جسم أولي من الضوء» التي تشكلت في الانفجار الكبير حرة في التدفق عبر المكان والزمان، وكان الكون أكثر دفئاً، نحو 3 آلاف كلفن، ومملوءاً بتوهج دافئ ساطع.
ويضيف: «كان للكون المبكر في هذا التوقيت درجة حرارة متساوية تقريباً، وكان للضوء توزيع للأطوال الموجية المعروفة باسم (الجسم الأسود)، والذي يعطي عند نحو 3 آلاف كلفن لوناً عبارة عن توهج برتقالي أبيض ناصع، على غرار الضوء الدافئ للمبة قديمة بقوة 60 واط».
وتحصل الكائنات على لونها من نوع المواد التي تصنعها، لكن لون الجسم الأسود يعتمد فقط على درجة حرارته، حيث يمتص كل الإشعاع الكهرومغناطيسي الساقط عليه، ويشع إشعاعاً حرارياً يتناسب مع حرارته، على كامل الأطوال الموجية.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.