فريزر يمهد الطريق أمام المدربين «السود» بالدوري الأميركي

ثاني مدرب من أصول أفريقية يتولى فريقاً في الدرجة الأولى... ويرشحه النقاد لقيادة منتخب الولايات المتحدة

روبين فريزر أثبت قدراته مدرباً بارعاً مع فريق كولورادو رابيدز
روبين فريزر أثبت قدراته مدرباً بارعاً مع فريق كولورادو رابيدز
TT

فريزر يمهد الطريق أمام المدربين «السود» بالدوري الأميركي

روبين فريزر أثبت قدراته مدرباً بارعاً مع فريق كولورادو رابيدز
روبين فريزر أثبت قدراته مدرباً بارعاً مع فريق كولورادو رابيدز

وقف روبين فريزر ثابتاً على حدود ملعب ريد بول أرينا، في حين كان يرى فريقه كولورادو رابيدز يفترس نظيره نيويورك ريد بولز.
عن يمين فريزر وقف زميله السابق كريس أرماس يحاول تحفيز لاعبي ريد بولز على الانطلاق من الخلف، لكن الهدف الثاني الذي سجله فريق كولورادو رابيدز حسم النتيجة. كانت تلك بداية سلسلة مباريات شهدت فوز كولورادو رابيدز بـ5 من إجمالي 6 مباريات، قبل أن يسقط في تصفيات هذا الموسم من بطولة الدوري الأميركي لكرة القدم.
وقال فريزر لدى سؤال أحد العاملين في كولورادو رابيدز حول شعوره بعد صافرة نهاية المباراة: «لدي شعور رائع للغاية». يذكر أن فريزر لم يتولَ منصب المدرب الأول لأي فريق على مدار 7 سنوات، قبل أن يعرض عليه كولورادو رابيدز فرصة العودة إلى «دنفر»، مسقط رأسه. خلال تلك الفترة، عمل فريزر في لجنة التخطيط بنادي ريد بولز عندما حصد بطولة «سبورترز شيلد» عام 2013. وعمل مساعداً لصديقه المقرب غريغ فاني عندما أصبح نادي تورونتو أول فريق ببطولة الدوري الأميركي يحصد 3 ألقاب محلية عام 2017 وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز ببطولة دوري أبطال الكونكاكاف.
وعندما وقف فريزر على مقعد المدير الفني، كانت تلك نهاية فترة تجاوزت العام لم يحظَ خلالها الدوري الأميركي بمدرب من أصحاب البشرة السمراء. ويعدّ فريزر خامس مدرب أسود في تاريخ الدوري الأميركي والثاني فقط من أصول أفريقية. وقبل ظهور عرض كولورادو رابيدز، ارتبط اسم فريزر بكثير من الفرص عندما كان مساعد مدرب. وخلال مقابلات أجرتها معه «الغارديان» وصحف أخرى، قال فريزر إنه لا يعتقد أن مسألة العرق كان لها دور في عدم حصوله فعلياً على أي من الفرص السابقة.
ومع أن الدوري الأميركي يفرض قواعد تحتم على الأندية عقد مقابلات للمرشحين من أبناء الأقليات لأي منصب تدريبي أو فني، فإن قليلاً للغاية من الأميركيين أصحاب الجذور الأفريقية يعملون بهذه المناصب. من بين الأسباب وراء ذلك التكلفة المرتفعة نسبياً لدورات التدريب. مثلاً، تبلغ تكلفة دورة الحصول على تصريح من الفئة الأولى (أ) 4 آلاف دولار. وبالطبع تفرض هذه التكاليف عبئاً أكبر على أبناء الفئات المغبونة. واعترف اتحاد الكرة بهذا الأمر ونفذ برامج منح لمدربين من أبناء أقليات عرقية ذي أصول أفريقية أو آسيوية أو غير ذلك، لتغطية نفقات دورات التدريب المرتبطة بتراخيص المدربين التابعة لـ«يويفا». إلا أن اتحاد الولايات المتحدة لكرة القدم لم يقر برنامجاً مشابهاً. ومع ذلك، قال فريزر إنه يرى أن التركيب العرقي لفصول التدريب التي حضرها بها تنوع متزايد.
وقال: «في وقت مضى، كان من الأسهل بكثير الحصول على ترخيص بممارسة التدريب، لكن دورات التدريب اليوم أصبحت أكثر تفصيلاً بكثير. ونتيجة لذلك، نعاين وجود مدربين أفضل، وهو أمر شاهدته خلال السنوات الخمس أو الست الماضية. أعتقد أنه خلال الأعوام الأخيرة ارتفع مستوى التدريب بفضل التثقيف وخوض المدربين عدداً من تلك الدورات المتطورة المتاحة».
وقال فريزر إنه تمكن من التحرك بسرعة أكبر بكثير خلال عملية التدريب لأنه كان لاعباً سابقاً. جدير بالذكر أن «ترخيص الاحتراف» بالكرة الأميركية متاح فقط للمدربين المحترفين. وأضاف أنه لاحظ أن هناك مزيداً من أبناء الأقليات يشاركون في الدورات الخاصة بتراخيص ممارسة التدريب التي خاضها في الفترة الأخيرة عما كانت عليه الحال عندما بدأ تثقيف نفسه في هذا الاتجاه منذ أكثر من عقد.
وقال: «عندما خضت دورة الحصول على ترخيص تدريب احترافي، كان إجمالي المشاركين بين 12 و15 فرداً. لذا كان من الصعب الحكم على التركيبة العامة للمشاركين بالدورات. إلا أنني أعتقد أن هناك تنوعاً أكبر في المدربين المتخرجين بهذه الدورات في الوقت الحالي. من الواضح أن هناك إقبالاً أكبر على المشاركة بمجال كرة القدم، وهناك تنوع أكبر في أوساط اللاعبين، ما يعني تنوعاً أكبر في أوساط اللاعبين السابقين الذين يحاولون العمل مدربين».
ويوجد نادي كولورادو رابيدز في منطقة متنوعة الأعراق «متروبوليتانية» يسكنها نحو 3 ملايين شخص - ربعهم تقريباً من أصول هسبانية. ومن الملاحظ أن هناك نحو 20 لاعباً من أبناء الأقليات في أكبر فريقين سناً بأكاديمية النادي، وقد أرسل النادي في وقت قريب كشافين إلى بطولة «سيونو أليانزا»؛ واحدة من أكبر البطولات للاعبي كرة القدم الناشئين أصحاب الأصول اللاتينية الذين لم يكتشفهم أحد بعد داخل الولايات المتحدة. وكان كولورادو رابيدز واحداً من 6 أندية بالدوري الأميركي تبعث بكشافين لهذه البطولة، وإن كان النادي يرسل كشافين كذلك إلى بطولات محلية للاعبين لاتينيين أيضاً. وبفضل المشاركة في مثل هذه الجهود، يعتقد فريزر أن دائرة اللاعبين المحتملين، وكذلك المدربين تتسع.
وقال فريزر: «أعتقد أن الأمر أصبح مختلفاً اليوم، تتسع الدائرة وتتوافر فرص أمام أعداد أكبر من الفتية عما كانت عليه الحال من قبل، وبدأنا نعثر على مواهب في أماكن لم نكن نجد بها مواهب من قبل. ويبدو هذا الأمر منعكساً بصورة مباشرة عندما تمعن النظر في مباريات الناشئين وفرق الأكاديميات حالياً. وهناك مواهب يمكن إيجادها اليوم بين جميع المجموعات العرقية، وتحاول غالبية الأندية الوصول إلى أفضل اللاعبين، وإذا قمت بتوسيع القاعدة، فستحصل على تنوع أكبر في صفوف اللاعبين».
من جانبه، قارن جوناثان لويس الذي أحرز هدفي الفوز في المباراة التي جرت أواخر أغسطس (آب) أمام ريد بولز، بين فريزر وكل من باتريك فييرا مدرب نادي نيس الفرنسي الذي تولى تدريبه في نادي نيويورك سيتي، ومدرب المنتخب الأميركي للرجال غريغ بيرالتر، الذي ضمه خلال بطولة الكأس الذهبية الصيف الماضي. وقال لويس: «فريزر استغل أول جلسة تدريبية له في إعادة التأكيد على مبادئ أساليب اللعب المعتمدة على الاستحواذ والتمركز التي يشدد عليها فييرا وبيرالتر. وفيما وراء الفلسفات المشتركة، ارتبط الرجلان بكونهما ينتميان إلى أصول جامايكية - أميركية».
وقال لويس: «قدم لي نصائح جيدة للغاية وعرفته لمدة شهر حتى تعرضي للإصابة، قدمت بعض أفضل مستويات أدائي في كرة القدم خلال مسيرتي، بجانب أن هناك بعض الروابط بيننا، فأنا وهو ننتمي في جزء من جذورنا إلى جامايكا. وقد تمكنا من التواصل معاً لما وراء العلاقة التقليدية بين مدرب ولاعب، وامتدت إلى المستوى الشخصي كذلك. إنه شخص أحببته ويقدم لي الثقافة والمعرفة... وهو يثق في ويعطيني القدرة على التعلم من أخطائي».
تجدر الإشارة إلى أن فلسفات فريزر تعود أصولها إلى المحادثات التي كانت تجري بينه وبين زميله فاني عندما كانا معاً في «إل إيه غالاكسي»، وكذلك أثناء توليهما تدريب الفئات العمرية لأقل من 12 عاماً في النادي أواخر التسعينات. الشهر الماضي، تمكن كولورادو رابيدز تحت قيادة فريزر من التعافي بعد أن كان مهزوماً بفارق هدفين، لكن ريد بولز بقيادة فاني تمكن من تسجيل هدف ثالث ليقر بذلك الهزيمة الوحيدة للفريق الذي يقوده مدربه السابق. من ناحيته، قال فاني إنه كان واضحاً أن فريزر استلهم فلسفاته الكروية من الفترة التي عملا خلالها معاً وطبقها على كولورادو رابيدز.
من ناحية أخرى، كان حارس المرمى الشهير تيم هوارد وروبين فريزر في وقت مضى معاصرين بعضهما لبعض، حيث شاركا خلال أواخر التسعينيات وأوائل القرن الجديد بالدوري الأميركي. هذا الموسم، وبعد تعرض هوارد لكثير من الإصابات أصبح يقود عملية البحث عن المواهب الصغيرة لضمها لصفوف كولورادو رابيدز. وقد أخبر هوارد الصحافيين الشهر الماضي، أن نادي كولورادو رابيدز وجد في فريزر مرشداً ومعلماً أفضل منه، وأن الكرة الأميركية ربما تكون على موعد مع مدربها العظيم الجديد.
وأضاف هوارد: «هذا ما ينبغي أن يكون عليه المدرب الأميركي العظيم. وهذا ما يعنيه النجاح في الدوري الأميركي. لقد تجولت عبر أوروبا وأدركت أن أفضل المدربين ليسوا من يملكون أفضل الأفكار، وإنما من بمقدورهم التعبير عن أفكارهم بدقة وتحفيز لاعبيهم. واليوم نجد الحالة المعنوية في كولورادو بأفضل حالاتها تحت قيادة فريزر».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».