الجيش اللبناني يحاول فتح الطرق... و«الداخلية» تؤجل الانتخابات البلدية

مستشار للحكومة توقع رد فعل «إيجابياً» للمانحين الأجانب على الإصلاحات

متظاهرون يقطعون الطريق ويظهر أمامهم عناصر من الجيش اللبناني في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت (أ.ف.ب)
متظاهرون يقطعون الطريق ويظهر أمامهم عناصر من الجيش اللبناني في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت (أ.ف.ب)
TT

الجيش اللبناني يحاول فتح الطرق... و«الداخلية» تؤجل الانتخابات البلدية

متظاهرون يقطعون الطريق ويظهر أمامهم عناصر من الجيش اللبناني في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت (أ.ف.ب)
متظاهرون يقطعون الطريق ويظهر أمامهم عناصر من الجيش اللبناني في الضواحي الشرقية للعاصمة بيروت (أ.ف.ب)

قال مصدر أمني اليوم (الثلاثاء) إن القوى الأمنية تحاول إقناع المحتجين بإعادة فتح الطرق في مختلف أنحاء البلاد بالوسائل السلمية، لكنها لن تستخدم القوة إذا ما رفضوا ذلك في الوقت الذي لا تزال فيه البلاد تعاني من حالة من الشلل بفعل المظاهرات المناهضة للحكومة، وفقاً لوكالة «رويترز».
وكانت حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري أعلنت أمس (الاثنين) سلسلة من التدابير بما في ذلك إصلاحات تأجلت طويلا تهدف لمكافحة الفساد والهدر وذلك سعيا لتهدئة الغضب الموجه للنخبة السياسية وبسبب تردي الأوضاع الاقتصادية.
كما أعلنت وزيرة الداخلية والبلديات، ريا الحسن، تأجيل الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية في بعض البلدات والقرى اللبنانية، بحسب ما نقلت الوكالة الوطنية للإعلام. 
وقالت الحسن في بيان: «ستؤجل الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية في بعض البلدات والقرى حتى إشعار آخر، بسبب الظروف الحالية التي تمر بها البلاد والتي تحول دون إمكان إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية الفرعية الأحد المقبل، وعملاً بمقتضيات المصلحة العامة، وسلامة العملية الانتخابية، على أن يستثنى من القرار البلدات والقرى التي فاز اعضاء المجالس البلدية والاختيارية بالتزكية».
وكما في الأيام السابقة، أعلن وزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب استمرار إقفال المدارس والثانويات والمعاهد الرسمية والخاصة غدا (الأربعاء).
من جانبه، قال نديم المنلا مستشار الحكومة اللبنانية اليوم إنه من المتوقع أن يكون رد فعل المانحين الأجانب على الإصلاحات التي أعلنتها الحكومة «إيجابيا للغاية»، مضيفا أنها تبعث برسالة واضحة أن البلاد تتعامل مع عجز الموازنة. وأضاف أن بعض الجماعات السياسية اقترحت إجراء تعديل وزاري وأن مثل هذه المسألة ستُحسم خلال أيام، لكنها لم تصل بعد إلى حد النقاش الجاد ولم تصدر عن الحريري.
ونقل مكتب الحريري عن منسق الأمم المتحدة في لبنان قوله اليوم إن حكومات أجنبية عبرت عن تأييدها لأهداف الإصلاح التي حددتها الحكومة اللبنانية.
ومنذ يوم الخميس، تدفق مئات الآلاف على الشوارع في مختلف أنحاء لبنان بفعل الغضب من الطبقة السياسية التي يتهمونها بدفع الاقتصاد إلى نقطة الانهيار.
وظلت البنوك والمدارس مغلقة اليوم. وفي ساعات الصباح بدت أعداد المحتجين في وسط بيروت ومدينة طرابلس الشمالية أقل منها في الأيام السابقة.
وقال مستثمرون إن الاضطرابات تظهر أن الوقت بدأ ينفد أمام لبنان لحل مشاكله الاقتصادية. ويعاني لبنان من واحد من أعلى أعباء الدين العام على مستوى العالم.
والاحتجاجات في أغلبها سلمية منذ مساء يوم الجمعة عندما اشتبك بعض المتظاهرين مع رجال الأمن في وسط بيروت.
وفي ساعة متأخرة من مساء أمس، حدث احتكاك في بيروت بين جنود وشبان على دراجات نارية يرفعون رايات «حزب الله» و«حركة أمل».
ويسد المحتجون الطرق الرئيسية في إطار المظاهرات التي تجتاح البلاد والتي وحدت اللبنانيين من مختلف الطوائف ولم يتصدرها أي من الأحزاب التي تهيمن منذ فترة طويلة على الساحة السياسية.
وأعيد فتح بعض الطرق الرئيسية اليوم لكنها ظلت مغلقة في بعض المناطق.
وقال مصدر أمني عن محاولة إقناع المحتجين بفتح الطرق الرئيسية: «إذا اقتنعوا كان بها وإذا لم يقتنعوا فستظل الطرق مغلقة». وأضاف أن بعض الطرق أعيد فتحها في الجنوب. وتابع: «لن نصطدم بالمحتجين ونخلق مشكلة على الأرض».
ومن بين الإصلاحات التي أعلنها الحريري خطوة رمزية بخفض مرتبات الوزراء والنواب إلى النصف وكذلك خطوات لتنفيذ إجراءات تأخرت كثيرا وتعد حيوية لوضع المالية العامة على مسار مستدام.
ويعاني لبنان من واحد من أعلى معدلات المديونية الحكومية في العالم نسبة إلى الناتج الاقتصادي. ويشارك في الحكومة معظم الأحزاب الرئيسية.
وتأثر الاقتصاد بالشلل السياسي والصراعات الإقليمية التي تفاقمت بفعل الضغوط على النظام المالي وتزايدها في الوقت الذي تراجعت فيه التدفقات المالية الواردة من الخارج. ويبلغ معدل البطالة بين اللبنانيين دون سن الخامسة والثلاثين 37 في المائة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».