المغرب: «الأصالة والمعاصرة» يتجه للحفاظ على رئاسة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة

TT

المغرب: «الأصالة والمعاصرة» يتجه للحفاظ على رئاسة طنجة ـ تطوان ـ الحسيمة

تنتهي المهلة التي حددتها وزارة الداخلية المغربية لتلقي الترشيحات لرئاسة مجلس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، بعد إعلان شغور المنصب الذي كان يشغله الأمين العام السابق لحزب «الأصالة والمعاصرة» المعارض إلياس العماري.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر متطابقة أن الاتجاه يسير نحو احتفاظ «الأصالة والمعاصرة» برئاسة مجلس الجهة، إذ توقعت أن تكون فاطمة الحساني مرشحة وحيدة لخلافة العماري، وسط توافق واضح بين مكونات التحالف الحزبي المسيّر للمجلس.
ورجحت مصادر من داخل المجلس أن تكون الحساني قدمت ملف ترشيحها لدى المكتب المخصص لذلك بمقر الولاية (المحافظة)، أمس، وسط تأييد الأحزاب المشكّلة لتحالف الغالبية محلياً وهي «التجمع الوطني للأحرار» و«الاستقلال» و«الحركة الشعبية».
وأكدت مصادر من داخل «التجمع الوطني للأحرار» أن الحزب ترددت داخله أنباء عن الترشح للمنافسة على خلافة العماري، لكنّ ذلك لم يتم في النهاية. ولفتت إلى أن زيارة رئيس الحزب عزيز أخنوش، لمدينة طنجة نهاية الأسبوع «حسمت الأمر بشكل كبير بعدما بارك تزكية بقاء رئاسة الجهة لحزب الأصالة والمعاصرة».
ودعا الكاتب الجهوي (الأمين العام) لـ«العدالة والتنمية» في طنجة - تطوان - الحسيمة نبيل أشليح، إلى «ضرورة التفعيل والتنزيل الحقيقي لورش الجهوية المتقدمة، ووقف التراجعات السياسية المسجلة على مستوى ضرب أسس التدبير الديمقراطي الحر للجهات». وانتقد «الاستمرار في منطق خلق أغلبيات هجينة». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا تكرار لنفس سيناريو 2015 مع ما ترتب عليه من هدر للزمن التنموي، خصوصاً أن هذا المسار يخالف مسار الديمقراطية الجهوية والمحلية ويضرب أسس بناء جهوية متقدمة حقيقية كما دعا إليها جلالة الملك في مختلف المناسبات».
وتجنب الرد بجواب صريح على سؤال عن نية الحزب تقديم مرشح باسمه للمنافسة على رئاسة مجلس الجهة. وقال أشليح إن «الحزب منفتح على جميع الخيارات، ولا شيء محسوماً قبل منتصف يوم الثلاثاء، ولا تهمنا الرئاسة بقدر ما تهمنا مصلحة سكان الجهة بمختلف مناطقها». وأعرب عن استغرابه من توقيت اتخاذ قرار استقالة العماري، متسائلاً: «لماذا اتخذ القرار الآن؟ وكيف نفسره للرأي العام؟ هذا التغيير سيسيء إلى سكان الجهة ويضيع عليهم مصالحهم».
ودعا «العدالة والتنمية» جميع الفاعلين الحزبيين والمؤسساتيين إلى «تقوية البناء الديمقراطي لبلادنا وترسيخ الجهوية المتقدمة عبر منع محاولات التحكم في الهياكل وعمليات الانتخاب، والتي تروّج بأشكال متعددة على مستوى جهتنا وباقي جهات المملكة من دون استثناء».
وكان محمد مهيدية، والي (محافظ) جهة طنجة - تطوان - الحسيمة، قد أعلن في بيان الخميس الماضي، شغور منصب رئيس الجهة «بناءً على مقتضيات القانون التنظيمي المتعلق بالجهات... وعلى قرار وزير الداخلية القاضي بمعاينة انقطاع العماري عن مزاولة مهام رئيس مجلس جهة طنجة - تطوان - الحسيمة». وخصصت الولاية مكتباً بمقرها لتلقي ترشيحات الراغبين في تولي رئاسة الجهة.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.