الحكومة اللبنانية تقر الإصلاحات الاقتصادية وموازنة 2020

الحريري أكد أنه سيدعم إجراء انتخابات برلمانية مبكرة إذا أراد المحتجون ذلك

مجلس الوزراء اللبناني خلال انعقاده في قصر بعبدا الرئاسي (أ.ب)
مجلس الوزراء اللبناني خلال انعقاده في قصر بعبدا الرئاسي (أ.ب)
TT

الحكومة اللبنانية تقر الإصلاحات الاقتصادية وموازنة 2020

مجلس الوزراء اللبناني خلال انعقاده في قصر بعبدا الرئاسي (أ.ب)
مجلس الوزراء اللبناني خلال انعقاده في قصر بعبدا الرئاسي (أ.ب)
وافق مجلس الوزراء اللبناني، اليوم (الاثنين)، على ورقة الإصلاحات التي طرحها رئيس الحكومة سعد الحريري وميزانية 2020، بعد خمسة أيام من المظاهرات الواسعة التي تطالب برحيل الطبقة السياسية الحاكمة.
وكانت الحكومة اللبنانية اجتمعت في قصر بعبدا الرئاسي، فيما خرج المتظاهرون إلى الشوارع مجدداً في يوم مفصلي من حراكهم غير المسبوق، وانتهاء مهلة الـ72 ساعة التي حددها الحريري للقبول بخطة إنقاذ إصلاحية، مساء الاثنين.

وقال رئيس الوزراء اللبناني، في كلمة متلفزة، إن الإصلاحات التي أقرتها الحكومة شملت خفض رواتب النواب والوزراء في لبنان 50%، وكذلك إقرار قانون لتشكيل هيئة لمكافحة الفساد، موضحاً أن هذه القرارات ربما لا تحقق مطالب الشارع لكنها تحقق مطالبه منذ سنتين. كما شدد على أنه لن يسمح بتهديد المحتجين في الشارع، واصفا ورقة الإصلاحات بأنها انقلاب اقتصادي في لبنان.
وأكد الحريري أنه لن تكون هناك ضرائب جديدة في ميزانية 2020 التي ستكون نسبة العجز فيها 0.63 في المائة، مشدداً على أن الاحتجاجات «استعادت الهوية الوطنية اللبنانية وكسرت الحواجز الطائفية». وتابع: «من موقع مسؤوليتي قمت بواجبي وأنتم تطالبون بكرامتكم وصوتكم مسموع، وإذا كانت الانتخابات النيابية المبكرة هي مطلبكم فأنا مستعد». وقال: «القرارات التي اتخذناها لا تحقق مطالبكم ولن أطلب منكم التوقف عن التظاهر ولا أسمح بتهديدكم وعلى الدولة حمايتكم لأنكم البوصلة».
وكانت القوى السياسية الرئيسية أبلغت الحريري، أمس (الأحد)، موافقتها على الخطة التى اقترحها لحل الأزمة الاقتصادية.
وفي التطورات، ستظل البنوك مغلقة غدا (الثلاثاء) على الرغم من إعلان الحكومة. وجاء في بيان لجمعية المصارف أن «أبواب المصارف ستبقى مقفلة يوم غد، في انتظار استتباب الأوضاع
العامة في البلاد».
ويخشى كثر أن يتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي إذا فتحت البنوك أبوابها.
وضاقت شوارع وسط بيروت ومدن أخرى من الشمال إلى الجنوب، أمس الأحد، بمئات الآلاف من الرجال والنساء والشباب الناقمين على الطبقة السياسية التي يأخذون عليها فسادها وسوء إدارتها لأزمة اقتصادية، ما دفع اللبنانيين إلى تخطي انقساماتهم الطائفية والحزبية والتظاهر مجتمعين في تحرك نادر مطالبين بتحصيل حقوقهم.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.