المفوضية الأوروبية الجديدة تساند مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين بروكسل وواشنطن

نتائج الجولة السابعة: الرقابة التنظيمية أكثر كفاءة.. والمستهلكون يستفيدون من انخفاض الأسعار وتوفر المنتجات

المفوضية الأوروبية الجديدة تساند مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين بروكسل وواشنطن
TT

المفوضية الأوروبية الجديدة تساند مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين بروكسل وواشنطن

المفوضية الأوروبية الجديدة تساند مفاوضات اتفاق التجارة الحرة بين بروكسل وواشنطن

أعلنت المفوضية الأوروبية ببروكسل، عن اختتام الجولة السابعة من المفاوضات التي استمرت أسبوعا في ميريلاند بالولايات المتحدة، وتركزت حول الجزء التنظيمي من الاتفاقية المحتملة بين الجانبين، وفي مؤتمر صحافي لرئيسي فريقي التفاوض الأميركي دان مولاني والأوروبي إغناسيو غارسيا، تطرق الجانبان إلى ما جرى التفاوض بشأنه، ونشرت المفوضية ببروكسل مضمون التصريحات. وقال الأميركي مولاني: «لو أن المنظمين على أحد جانبي الأطلسي وافقوا، وكان لديهم ثقة في عمل المفتشين على الجانب الآخر من الأطلسي، فيما يتعلق بالأجهزة والمواد الطبية والأدوية على سبيل المثال، ستكون الاستفادة أكبر مما نتصور، ومنها أن الشركات ستستفيد، لأنها لن تكون مضطرة إلى الخضوع مرة أخرى لعدة اختبارات متكررة على منتجاتها، كما أن المستهلكين سوف يستفيدون من انخفاض الأسعار وزيادة توفر المنتجات، وستكون الرقابة التنظيمية أكثر كفاءة.
كما تناول مولاني مسألة الوصول إلى الأسواق واستفادة الشركات الصغرى من هذا الأمر، عن طريق الحد من الروتين وتفادي التأخير عند المناطق الحدودية أو أثناء معالجة مسائل الرسوم أو الضرائب». وأضاف: «يعمل المفاوضون بجد لضمان أن توفر الاتفاقية مزايا لأرباب العمل للشركات الصغرى والمتوسطة».
ومن جانبه قال غارسيا: «لقد جرى التركيز على الجانب التنظيمي لأنه قادر على تقديم أكبر قدر من الفائدة ولكن في الوقت نفسه يشكل أكبر التحديات لأسباب فنية، مما كان يتطلب منا تفكيرا أكثر، ولكن أعتقد أننا أحرزنا تقدما جيدا». وشدد على أن العملية التفاوضية تركز على ضمان أن لا يحدث شيء يعرض للخطر، حماية البيئة، والصحة والسلامة للمستهلكين، وأيضا ملف حماية البيانات الشخصية. وأشار إلى أن المفوضية الجديدة تساند العملية التفاوضية، وستواصل العمل من أجل التوصل إلى اتفاق أكثر طموحا ولن تساوم على هذه الأمور. وأشار إلى تصريحات بهذا الصدد أدلى بها الرئيس الجديد للمفوضية جان كلود يونكر في وقت سابق أمام البرلمان الأوروبي والذي يشهد حاليا جلسات استماع لأعضاء التشكيلة الجديدة للمفوضية قبل التصويت عليها حتى تبدأ عملها الشهر المقبل.
وفي 20 يوليو (تموز) الماضي تمكن المفاوضون من الجانبين من إحراز تقدم كبير في العملية التفاوضية خلال الجولة السادسة التي استضافتها بروكسل، وجرى الإعلان عن قيام كل طرف، بإعداد مقترحات لنصوص موحدة، بشأن العديد من بنود الاتفاق، ليجري طرحها في الجولة السابعة من المفاوضات التي اختتمت مؤخرا، ومنها ما يتعلق بتسوية النزاعات، والصحة، وتسهيل التجارة، والشركات الصغرى والمتوسطة.
وفيما يتعلق بجدول الأعمال التنظيمي، قال غارسيا عقب انتهاء الجولة السادسة إن هذا الموضوع كما هو الحال في الجولات السابقة كرس له الكثير من الوقت، لأنه يعد الجزء الأكثر أهمية من الناحية الاقتصادية من الاتفاقية، مما يجعلها مختلفة عن الاتفاقات التجارية الأخرى، وهو مجال فيه الكثير من الأسس التقنية التي يجب القيام بها بمشاركة كاملة من المنظمين. وقد شهدت المفاوضات في جولتها السادسة مناقشات وافية مرة أخرى بمشاركة المنظمين من كلا الجانبين حيث جرت مناقشة كيفية التعاون الوثيق بين الجهات التنظيمية الرقابية في كلا الجانبين، على مناطق مختلفة من الأنظمة، بما في ذلك المعايير، وتقييم المطابقة، وبطبيعة الحال على كل ما له علاقة بأمور الصحة والصحة النباتية، وقد جرى تكريس الكثير من الوقت لمناقشة ما يمكن أن يتحقق بشكل ملموس في قطاعات محددة.
وتناولت المناقشات الأخيرة 9 قطاعات بمشاركة المنظمين ومنها المستحضرات الصيدلية والسيارات، والمواد الكيماوية والهندسة، «ولكن يظل من الضروري القيام بالعمل التقني في هذه المجالات وستشهد الأشهر القليلة المقبلة العمل على الوصول إلى الفهم الواضح في التوصل إلى ماهية الأهداف الملموسة التي نريد تحقيقها في الاتفاقية». وأشار المسؤول الأوروبي إلى أن المفاوضات تطرقت أيضا إلى مجالات أخرى مثل التنمية المستدامة، والطاقة، والعمل، والبيئة، والشركات الصغرى والمتوسطة. ولمح إلى أن طبيعة المناقشات كانت تختلف من مجال إلى آخر؛ «فعلى سبيل المثال واصلنا النقاش حول تسوية المنازعات وهناك تقدم تحقق، وسيكون هناك نص موحد وأصبحنا قريبين جدا من تحقيق موقف موحد، كما أننا على وشك إعداد اللمسات الأخيرة لنصوص موحدة في مجالات مثل الشركات الصغرى والمتوسطة، وتسهيل التجارة، والصحة والصحة النباتية».
كما أشار إغناسيو إلى أن الجولة السادسة من المفاوضات عرفت مشاركة أصحاب المصلحة، وشكلت المفاوضات فرصة للانخراط جنبا إلى جنب أكثر من 400 من ممثلي المجتمع المدني، والمستهلكين، والمنظمات البيئية غير الحكومية، ونقابات الصحة العامة، والشركات، وكان هناك عدد كبير من العروض التي قدمت في الجلسة وأيضا العديد من الأفكار المثيرة للاهتمام التي طرحت بشأن كيفية ضمان أن تجلب الاتفاقية المنافع الملموسة للمواطنين والشركات.
وفي النصف الثاني من شهر مايو (أيار) الماضي، انعقدت في واشنطن الجولة الخامسة من المفاوضات. وترى المفوضية الأوروبية، أن اتفاقية شاملة للتجارة والاستثمار يمكن أن تزيد الناتج المحلي الإجمالي الأوروبي بنسبة تتراوح ما بين 0.27 في المائة و0.48 في المائة، والدخل القومي الإجمالي الأوروبي بنسبة تصل إلى 86 مليار يورو، وحسب الأرقام الصادرة عن الاتحاد الأوروبي سيؤدي هذا الاتفاق الطموح إلى تحقيق مكسب للأسرة الأوروبية كل عام سيصل إلى 545 يورو، وستعزز الاقتصاد الأوروبي بنسبة مابين 0.5 في المائة إلى واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي أو 119 مليار يورو سنويا، وتقول المفوضية الأوروبية ببروكسل إن العلاقات الاقتصادية بين الطرفين هي الأقوى في العالم وتشكل ما يقرب من نصف الناتج الإجمالي العالمي وقرابة ثلث التجارة العالمية وما يقرب من 2.7 مليار دولار من التدفقات التجارية يوميا، وهناك استثمار لـ3.7 تريليون دولار عبر الأطلسي، وهناك فرص عمل وروابط قوية بين الشركات ورجال الأعمال. وقالت أيضا إن إنجاز اتفاق التجارة الحرة والشراكة عبر الأطلسي سيطلق العنان لمزيد من الإمكانات مما يعني أخبارا جيدة للمواطنين من الجانبين بل وللاقتصاد العالمي ككل.
وخلال القمة الأوروبية الأميركية التي انعقدت في بروكسل أواخر مارس (آذار) الماضي جرت مناقشة تطورات مسلسل التفاوض الجاري حاليا بين الجانبين. وعرفت القمة توجيه رسالة أميركية للرأي العام الأوروبي بأن هذه الاتفاقية لن تكون لها أي تداعيات سلبية على البيئة والصحة وإنما ستكون لها فوائد تنموية واستثمارية للمواطنين في ضفتي الأطلسي وأيضا للاقتصاد العالمي، حسب ما جاء على لسان الرئيس الأميركي باراك أوباما. وقال في المؤتمر الصحافي الختامي: «لن أوقع على اتفاقية يمكن أن تكون لها أضرار على البيئة والصحة».



السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
TT

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)
وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية، وذلك بعد إعلان وزير الاستثمار المهندس خالد الفالح، 9 صفقات جديدة، إلى جانب 25 اتفاقية أخرى، معظمها ما زالت تحت الدراسة ضمن «جسري» المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمي، مؤكداً أن هذه المبادرة «ليست سوى البداية».

جاء هذا الإعلان في كلمته خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد»، التي تُقام في مؤتمر الاستثمار العالمي الثامن والعشرين، الثلاثاء، في الرياض، بمشاركة أكثر من 100 دولة، قائلاً إن هذه الصفقات تمثّل خطوة مهمة نحو تحقيق هدف المملكة في بناء سلاسل إمداد أكثر مرونة وكفاءة.

وأكد أن البرنامج يعكس رؤية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء الذي كان له الدور البارز في إطلاق هذه المبادرة قبل عامين، مشيراً إلى أن البرنامج هو جزء من الاستراتيجية الوطنية للاستثمار، ويشمل عدة برامج حكومية داعمة، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية واللوجيستيات (ندلب).

الطاقة الخضراء

وأضاف الفالح أن المملكة تسعى إلى تسهيل الوصول للمعادن الأساسية، وتشجيع التصنيع المحلي، وزيادة الوصول إلى أسواق الطاقة الخضراء العالمية.

وأوضح أن «التوريد الأخضر» هو جزء من المبادرة السعودية؛ إذ ستعزّز المملكة سلاسل الإمداد عبر الاستثمار في الطاقة المتجددة، لافتاً إلى أننا بصدد تطوير 100 فرصة استثمارية جديدة في 25 سلسلة قيمة تتضمّن مشروعات رائدة في مجالات، مثل: الطاقة الخضراء والذكاء الاصطناعي.

وحسب الفالح، فإن الحكومة السعودية تقدّم حوافز خاصة إلى الشركات الراغبة في الاستثمار بالمناطق الاقتصادية الخاصة، وأن بلاده تستعد للتوسع في استثمارات جديدة تشمل قطاعات، مثل: أشباه الموصلات، والتصنيع الرقمي، في إطار التعاون المستمر بين القطاعات الحكومية والقطاع الخاص، لتعزيز قدرة المملكة على تحقيق أهداف «رؤية 2030».

وشدد على التزام الحكومة الكامل بتحقيق هذه الرؤية، وأن الوزارات المعنية ستواصل دعم هذه المبادرة الاستراتيجية التي تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة وتوطين الصناعات المتقدمة في المملكة.

الصناعة والتعدين

من ناحيته، كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف، عن جذب ما يزيد على 160 مليار دولار إلى السوق السعودية، وهو رقم مضاعف بواقع 3 مرات تقريباً، وترقية رؤوس الأموال في قطاع التعدين إلى مليار دولار، وأن استثمارات الثروة المعدنية تخطت 260 مليون دولار.

وزير الصناعة والثروة المعدنية يتحدث إلى الحضور (الشرق الأوسط)

وأبان أن السعودية تعمل بشكل كامل لتأكيد التعاون المبني على أساسات صحيحة وقوية، وأطلقت عدداً من الاستراتيجيات المهمة، وهي جزء لا يتجزأ من صنع مجال سلاسل الإمداد والاستدامة.

وتحدث الخريف عن مبادرة «جسري»، كونها ستُسهم في ربط السعودية مع سلاسل الإمداد العالمية، ومواجهة التحديات مثل تحول الطاقة والحاجة إلى مزيد من المعادن.

وأضاف أن المملكة لا تزال مستمرة في تعزيز صناعاتها وثرواتها المعدنية، وتحث الشركات على الصعيدين المحلي والدولي على المشاركة الفاعلة وجذب استثماراتها إلى المملكة.

بدوره، عرض وزير الدولة، عضو مجلس الوزراء، الأمين العام للجنة التوطين وميزان المدفوعات، الدكتور حمد آل الشيخ، استثمارات نوعية للمملكة في البنى التحتية لتعزيز موقعها بصفتها مركزاً لوجيستياً عالمياً.