الكرة النسائية في بريطانيا تحتاج الارتقاء بحكامها

تحكيم الكرة النسائية بحاجة إلى مزيد من الجهد، وتأمل هذه الحوادث الثلاثة قبل التطرق للحلول: لاعبة خط وسط تشيلسي درو سبنس تطارد لاعبة آرسنال كيم ليتل، وتكسر إحدى ساقي ليتيل، لكنها برغم ذلك لم تحصل سوى على بطاقة صفراء،... أما الحكم ديفيد ماكنمارا فقد أوقف ثلاثة أسابيع بعدما لجأ لاستخدام لعبه صخرة ورقة مقص، بدلاً من رمي العملة للتعرف على من يبدأ المباراة بين فريقي بالدوري الممتاز الإنجليزي للنساء... وأخيراً فيل نيفيل مدرب منتخب سيدات إنجلترا يصرخ لعدم احتساب ركلتي جزاء وإلغاء هدف لفريقه ضد أستراليا.
مستوى التحكيم في دوري النساء كان تحت المجهر هذا الموسم. وباستثناء الآن، نظراً لوجود مسابقة محترفة بشكل كامل وتغطية متلفزة أكثر من أي وقت مضى كانت هناك الكثير من الأنظار التي تتطلع عبر هذا المجهر.
تقول جوانا ستيمبسون، رئيس لجنة التحكيم للكرة النسائية في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، إن الانتقادات بفشل التحكيم في مواكبة تطور اللعبة ربما تكون مقبولة... لن نقف مكتوفي الأيدي عند هذا الحد لنقول إننا فعلنا ما يكفي في الماضي. لكننا لم نتحرك بسرعة كافية.
وتتضمن خطة التطوير عدداً من الأشياء، منها دمج كرة القدم النسائية في كل جزء من عملية التعليم التي تتلقاها المحكمات، واختيار مجموعة النخبة، التي تعمل في دوري السوبر للسيدات، (الدوري الممتاز للسيدات)، والتي يقام لها معسكران في السنة من التدريب المفصل حول اللعبة النسائية؛ ونظراً لما تواجهه الحكام الإناث من صعوبات مع اختبارات اللياقة البدنية للانتقال إلى المستويات الرابعة والخامسة وإلى دوري كرة القدم للرجال، ينبغي وضع برنامج للحكام الإناث في الكرة النسائية يتضمن اختبارات اللياقة البدنية الخاصة بذلك.
هذا لا يعني أنه لن يتم تشجيع الحكام النساء على إثبات تقدمهن للمشاركة في مباريات الرجال. لكن أكبر العوائق أمام هؤلاء الحكام النساء هو اختبارات اللياقة البدنية نتيجة لأنهن لا يعملن بدوام كامل. ونظراً لأن هذا الخيار مستبعد بعض الشيء في الوقت الراهن، يضمن المسار السريع إلى قمة تحكيم المباريات النسائية عدم الوقوع في فخ متطلبات اللياقة البدنية التي لا تحتاج لأن تكون صارمة.
وأضافت ستيمبسون: «لطالما واجهت حكم الراية سيان ماسي إليس، مشكلة مع اللياقة. كانت دائماً ما تشارك في وقت متأخر من الموسم، لأنها لم تتمكن من تجاوز اختبار اللياقة البدنية، ولكن نظراً لأنها كانت جزءاً من مجموعة مختارة (المجموعة التي تعمل في الدوري الممتاز للرجال ودوري الدرجة الأولى) وكانت تعمل بدوام كامل، لكنها الآن تمكنت من اجتياز اختبار اللياقة من المرة الأولى كل صيف براحة تامة. هذا مجرد دليل على أن التفرغ في عملك يحدث فارقاً».
وتضيف: «كلما أسرعنا في الحصول على مجموعة من الحكام يعملون بدوام كامل في دوري السوبر للسيدات كان ذلك أفضل».
ستستمر استراتيجية اللعبة الاحترافية التي تقوم على إعدادها كيلي سيمونز، مديرة كرة القدم النسائية للمحترفات، حتى عام 2025 وتأمل ستيمبسون أن تكون الحكام المحترفات جزءاً من هذه الخطة. وتقول: «أرغب في رؤية ذلك في أسرع وقت ممكن لكننا نريد التأكد من قيامنا بذلك بشكل صحيح. المجموعة منتقاة في كرة القدم للرجال يجري تمويلها من ثلاثة مصادر هي كأس الاتحاد الإنجليزي، والدوري الإنجليزي لكرة القدم، والدوري الممتاز. لذلك إذا نظرنا إلى الحكام المحترفات في لعبة النساء، فعلينا أن ندرس من أين سيأتي التمويل».
بالنسبة إلى ريبيكا ويلش، الحكم صاحبة أعلى تصنيف في إنجلترا، والتي تعمل لمدة 30 ساعة في الأسبوع بوزارة الصحة البريطانية، إلى جانب أنها تعمل حكماً في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات ودوري الدرجة الخامسة الإنجليزي، فإن الحكام النساء يستوفون معايير الاحتراف الجديدة. وتقول: «إن التدقيق سيتصاعد مع كونه دوري محترفين - هذا هو المعيار. لكن النتائج التي نحصل عليها من الدوري الممتاز، وتقييمات الأندية وتقييمات البرامج (تقييم الأندية والمسؤولين للحكام السيدات في كل مباراة) تشهد ارتفاعاً».
قد لا يعملون بدوام كامل ولكن المعايير المهنية ازدادت. تقول ويلش: «نحصل على كل المقاطع المصورة لمبارياتنا وتتوافر لنا الفرصة لمشاهدتها مرة أخرى».
لأول مرة، يقوم الاتحاد بتحليل ما يجعل التحكيم في كرة القدم النسائية مختلفاً. تقول ستيمبسون: «كل حكم في الدوري الإنجليزي الممتاز للسيدات لديه مراقب مباريات يحلل كل قرار. نحن نبحث عن الاتجاهات الأكثر انتشاراً والمشاكل المستمرة ونضع برامجنا التدريبية حولها».
لكن التغيير يستغرق وقتاً. وتقول: «عندما تواجه التحاماً قوياً في مباريات كرة القدم للرجال، تجد 10 لاعبين حولك يسارعون لإخبارك بأن ذلك كان التحاماً قوياً. في مباريات السيدات تسقط الفتيات ثم ينهضن ويواصلن اللعب؛ إنهن لا يعترضن على الالتحامات القوية».
وأضافت: «قلنا في تدريبنا للحكام على مدى سنوات: فكروا في نقاط تحفيزكم، فكروا في الأشياء التي ستستخدمونها في عملية تحديد الهوية هذه، أحد هذه الأشياء هو رد فعل اللاعب».
وقالت: «نحن نطلب من الحكام تغيير عمليات التفكير الخاصة بهم من مباراة إلى أخرى، من الرجال إلى النساء، وقد يكون ذلك صعباً للغاية وقد يستغرق وقتاً. خاصة إذا كنت بدوام جزئي».
لقد قلصت ويلش ساعات عملها للمساعدة في التغلب على هذا. وتقول: «هناك حصص مختلفة للتعليم، جلسات عالية الكثافة، اختبارات سباق وأخرى للقوة. على مدار أسبوع كامل، عليك القيام بست مراحل تدريبية مختلفة، لذلك إن لم تتمكن من القيام بجلستين يومياً ينبغي عليك ممارسة التمارين الرياضية كل يوم للحفاظ على مستويات اللياقة البدنية».
الحصول على هذا التوازن هو التحدي الأكبر. تقول ستيمبسون: «لدينا أربعة حكام نساء فقط يقمن بالتحكيم في مباريات كرة القدم النسائية، لكن الأخريات يشاركن في التحكيم في مباريات الرجال أيضا. ومعظمهن لديهن وظائف، وغالبيتهن لديهن أسر».
إن عرض الحقائق التي يواجهها الهواة أو الحكام الذين يعملون بدوام جزئي وغير متفرغين يساعد على تأكيد الفهم، لكن ستيمبسون تدرك أن وضعهم جيد، فتقول إن: «هناك تصور بأنهم لا يتحلون بالكفاءة اللازمة لإدارة المباريات. لا نريد الجدال مراراً وتكراراً على حقيقة أنهم يعملون بدوام جزئي لأن الملاحظات في مجال التحكيم كبيرة للغاية. والحقيقة هي أن لدينا حكام جيدون للغاية».
وترى ويلش أن فهم مدى تأثير القرارات الخاطئة عليهم هو أمر أكثر أهمية، وتقول: «عندما أكون مخطئة، فإن ذلك يؤلمني بقدر ما يؤذي المدرب واللاعبين. وانتقاد القرارات، طالما تم بالطريقة الصحيحة، فأنا من أشد المعجبين به. أعتقد أنه لو لم تكن هناك أي ردة فعل. فستكون كرة القدم مختلفة تماماً. لكن يجب عليك أن تسترخي، وأن تبدين ثقة كبيرة بنفسك وألا تظهري أنك لم تتأثري بأي من ردود الفعل لأنه، بكل تأكيد، ستكونين هناك بمفردك».