معارضو ترمب يعتبرون وقف النار استسلاماً للأتراك

معارضو ترمب يعتبرون وقف النار استسلاماً للأتراك
TT

معارضو ترمب يعتبرون وقف النار استسلاماً للأتراك

معارضو ترمب يعتبرون وقف النار استسلاماً للأتراك

أجمعت تعليقات من معارضي الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الحزب الديمقراطي، أو من المعترضين على سياساته في المنطقة من الحزب الجمهوري، على أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه نائب الرئيس مايك بنس، هو انتصار شبه كامل للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن لم يكن استسلاما له. إذ حصل على الأرض وسيطرد المقاتلين الأكراد ويسبب موجة تهجير جديدة، مقابل عقوبات بسيطة، يستعد ترمب لرفعها لأنه مطمئن إلى أن إردوغان سينفذ وعوده.
سياسيون كثر يسألون عن الكلفة التي ستدفعها واشنطن والأكراد مقابل هذا الاتفاق. ورغم أن الاتفاق يوقف القتل في تلك المنطقة، فإن مستقبل الأكراد حلفاء واشنطن بات مشكوكا فيه. ووجهت لترمب انتقادات حادة تتهمه بأنه سعى منذ البداية إلى دفع الأكراد إلى حضن الروس ونظام الرئيس بشار الأسد. وهو ما يؤكده مصدر في المعارضة السورية في واشنطن، قائلا بأن هذه النصائح كانت تتكرر على ممثلي مجلس سوريا الديمقراطية والوفود التي كانت تأتي من سوريا إلى واشنطن، من ممثلين للإدارة ومن الكونغرس على حد سواء، بضرورة الاتفاق مع دمشق بشكل دائم.
يقول الباحث في ملف تركيا في معهد واشنطن باراك بارفي لـ«الشرق الأوسط»، بأن اتفاق بنس - إردوغان «لن يحل المشاكل الأساسية للغزو التركي، فالأكراد تعرضوا للخيانة والمدنيون يفرون، وعزز موقع روسيا وإيران والأسد، والأسوأ من ذلك كله، قد يكون فرصة لإعادة إحياء تنظيم داعش من جديد».
ترمب الذي كرر تمسكه بسياسته تجاه تركيا وبصوابية قراره بسحب القوات من سوريا، قال في خطاب انتخابي في تكساس مساء الخميس، بعد ساعات من الإعلان عن الاتفاق مع تركيا، بأن الأتراك والأكراد يتقاتلون كالأولاد.
وأشاد في تغريدات بحكمة وقيادية الرئيس التركي، قائلا بأن لا حاجة إلى المزيد من العقوبات على تركيا بعدما وافقت على وقف إطلاق النار.
غير أن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام والسيناتور الديمقراطي كريس فان هولن اللذين قدما مشروع قرار لمجلس الشيوخ لفرض عقوبات على تركيا، أكدا تمسكهما بالمشروع إلى أن تثبت تركيا التزامها بتعهداتها.
لكن السيناتور الجمهوري ميت رومني المرشح الرئاسي السابق، كان أكثر المنتقدين حدة لترمب، واصفا ترك الأكراد «بلطمة دموية في سجلات التاريخ الأميركي».
وأضاف رومني في كلمة له في جلسة للمجلس مساء الخميس «لقد قيل... إن تركيا ربما تكون قد خدعت أميركا، وأبلغت الرئيس أنها ستدخل بغض النظر عما نقوم به... إذا كان الأمر كذلك، فيجب أن نعرف ذلك. لأنه سيجعلنا نعرف بشكل كبير عن كيفية تعاملنا مع تركيا، الآن وفي المستقبل».
وأثار رومني فكرة أن الرئيس التركي ربما أعطى الرئيس إنذارا وافق ترمب عليه. وقال «هل نحن ضعفاء للغاية وغير كفؤين دبلوماسيا لدرجة أن تركيا كفّت يد الولايات المتحدة؟ تركيا؟ أعتقد أنه من الضروري عقد جلسات استماع عامة للرد على هذه الأسئلة، وآمل أن يتمكن مجلس الشيوخ من عقد هذه الجلسات الأسبوع المقبل».
باراك بارفي قال إن إردوغان هو الفائز الأكبر في هذه الأزمة. لقد عزز أوراقه على المستوى الداخلي، وهو يتحرك لإزاحة أعدائه الأكراد من الحدود ولم يخسر شيئا على الإطلاق في هذه العملية، ما عدا بعض القعقعة من قبل الكونغرس والحلفاء الأوروبيين.
وأضاف بارفي «لا أحد يفهم حب ترمب للقادة الاستبداديين. لكن إردوغان لعبها بشكل جيد، بعيدا عن قضية القس أندرو برونسون، التي تسجل لترمب. لكن ترمب لا يهمه حلف الناتو ويقدر الملائكة الروس. إنه لا يفهم لماذا نحتاج إلى قوات في كل مكان في العالم الإسلامي لمنع الأعداء من قتال بعضهم البعض».
ونقلت وسائل الإعلام الأميركية تحفظات حتى من بعض المسؤولين في البنتاغون، الذين يحتارون بشأن مصير الأكراد، وأين سيذهب عشرات الآلاف من الأكراد النازحين؟
واعتبر الاتفاق على أنه تنازل كامل من الولايات المتحدة عن الأرض في سوريا بما في ذلك القواعد الأميركية إلى روسيا ونظام الرئيس بشار الأسد، وبأن الثقة بالولايات المتحدة اهتزت بشدة من الحلفاء. وقال معلقون بأن وزير الخارجية مايك بومبيو حاول تطمين الإسرائيليين في زيارته العاجلة لها، بعد تخلي واشنطن عن الأكراد، مؤكدا أن دعمها في وجه الإيرانيين ثابت.
وقال إريك إدلمان سفير الولايات المتحدة السابق في تركيا، ومسؤول كبير سابق في وزارة الدفاع خلال عهد الرئيس جورج بوش الابن، «هذا يبدو وكأنه مجرد تنازل كامل للولايات المتحدة لكل ما طالب به الأتراك. لا أرى ما الذي قدمه الأتراك في المقابل».



10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

10 قتلى في غارة جنوب الخرطوم

مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)
مواطنون في بورتسودان 30 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أفاد مُسعفون متطوعون أن عشرة مدنيين سودانيين قُتلوا، وأصيب أكثر من 30 في غارة جوية جنوب الخرطوم.

وقالت غرفة الاستجابة الطارئة بالمنطقة، وهي جزء من شبكة من المتطوعين في جميع أنحاء البلاد يعملون على تنسيق إيصال المساعدات في الخطوط الأمامية، إن الضربة التي وقعت، الأحد، استهدفت «محطة الصهريج بمنطقة جنوب الحزام، للمرة الثالثة في أقل من شهر».

وقالت المجموعة إن القتلى قضوا حرقاً، وإن بين الجرحى الثلاثين خمسة في حالة حرجة لإصابتهم بحروق من الدرجة الأولى.

ونُقل بعض المصابين والجثامين المتفحمة إلى مستشفى بشائر الذي يبعد أربعة كيلومترات عن موقع القصف، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

ويأتي الأهالي إلى منطقة الصهريج من مناطق مختلفة بغرض التبضع وشغل أعمال هامشية مثل بيع الأطعمة والشاي.

وقالت المجموعة إن قصف محطة الصهريج، للمرة الثالثة في أقل من شهر، «ليس سوى جزء من حملة تصعيد مستمرة تدحض ادعاءات أن القصف يركز فقط على الأهداف العسكرية، حيث تتركز الغارات على المناطق السكنية المأهولة».

ومنذ أبريل (نيسان) 2023، أسفرت الحرب بين الجيش النظامي السوداني وقوات «الدعم السريع» عن مقتل عشرات الآلاف. وفي العاصمة وحدها، قُتل 26 ألف شخص بين أبريل 2023 ويونيو (حزيران) 2024، وفقاً لتقرير صادر عن كلية لندن للصحة والطب الاستوائي.

وشهدت الخرطوم بعضاً من أسوأ أعمال العنف في الحرب، حيث جرى إخلاء أحياء بأكملها. ولم يتمكن الجيش، الذي يحتكر الأجواء بطائراته النفاثة، من استعادة السيطرة على العاصمة من قوات «الدعم السريع».

وتفيد أرقام الأمم المتحدة بأن ما يقرب من ثلث النازحين داخل السودان، البالغ عددهم 11.5 مليون شخص، فرُّوا من العاصمة.

واتُّهمت قوات «الدعم السريع» والجيش مراراً باستهداف المدنيين وقصف المناطق السكنية دون تمييز.