«النواب» المصري يعتزم تشكيل لجنة لمكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية

TT

«النواب» المصري يعتزم تشكيل لجنة لمكافحة الإرهاب وخطاب الكراهية

أكد الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب المصري (البرلمان)، «اعتزام مصر تشكيل لجنة برلمانية خاصة لـ(مكافحة الإرهاب والتطرف وخطاب الكراهية)، لتكون نموذجاً يحتذى به من برلمانات دول العالم»، مشدداً في ختام أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي الـ14 في العاصمة الصربية بلغراد الليلة قبل الماضية «على موقف مصر الراسخ بشأن احترام مبادئ القانون الدولي، خصوصاً المساواة في السيادة بين الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء».
وشهدت أعمال الجمعية العامة للاتحاد البرلماني الدولي حضوراً مصرياً بارزاً من خلال مشاركة وفد برلماني مصري رفيع المستوى برئاسة الدكتور عبد العال.
وبحسب كالة أنباء «الشرق الأوسط» الرسمية أمس، فإن «الدكتور علي عبد العال، التقى على هامش الاجتماعات مع نظرائه من رؤساء البرلمانات ورؤساء الوفود العربية». واستعرض تقريراً حول أعمال اللجنة التنفيذية للاتحاد، بصفته ممثلاً عن المجموعة البرلمانية العربية في اللجنة التنفيذية، وبحث المجتمعون عدداً من القضايا المدرجة على جدول أعمال الجمعية في إطار التشاور بينهم لصياغة موقف موحد ومشترك تجاه هذه القضايا.
وضم الوفد البرلماني المصري كلاً من رئيس لجنة العلاقات الخارجية النائب كريم درويش، ووكيل لجنة حقوق الإنسان النائبة مارجريت عازر، والنواب رانيا علواني، وحسن عمر حسنين، ومحمود رشاد موسى، والأمين العام لمجلس النواب المستشار محمود فوزي.
وفيما يتعلق بمشاركة رئيس البرلمان المصري في اجتماع الفريق الاستشاري رفيع المستوى لمكافحة الإرهاب والتطرف، فقد أشار عبد العال في كلمة له إلى «المقاربة الشاملة التي تنتهجها مصر في حربها ضد الإرهاب، التي تتضمن، إلى جانب المواجهة الأمنية، التصدي للجذور الآيديولوجية التكفيرية المسببة للإرهاب، والسعي إلى علاج جذور المشكلة، عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ومحاربة الفكر والآيديولوجيا المتطرفة، وتعزيز قيم الديمقراطية، وتصويب الخطاب الديني».
كما أكد عبد العال في بداية الأعمال التحضيرية للجمعية، بحسب بوابة «الأهرام» الإلكترونية الرسمية في مصر أمس، «أهمية تعزيز وتفعيل دور القانون الدولي في منع النزاعات والصراعات وفي تحقيق السلام والتنمية، والدور الذي يمكن أن تطلع به البرلمانات في هذا الشأن»، لافتاً إلى أن «الالتزام بالقانون الدولي يسهم في منع النزاعات والصراعات، وتحقيق السلام والتنمية، ويساعد في مواجهة تحديات مثل منع انتشار أسلحة الدمار الشامل والتغير المناخي والتوزيع العادل للمياه في البحيرات والأنهار الدولية»، موضحاً أن «السبب في عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، هو عدم تطبيق قواعد القانون الدولي والالتزام بها، وأن لمصر، كما للغالبية الساحقة من شعوب ودول العالم، مصلحة أكيدة في الالتزام بقواعد القانون الدولي للعيش في منظومة دولية عادلة، وقادرة على مواجهة التحديات».
وعلى هامش الاجتماعات السابقة، أجرى رئيس البرلمان المصري عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائه من رؤساء برلمانات كل من «صربيا، والجزائر، وتشيلي، وقبرص، ومالاوي، والنمسا، وأوغندا، وكينيا». وهدفت اللقاءات إلى تبادل وجهات النظر، وتوحيد الرؤية البرلمانية تجاه بعض القضايا التي تهم المصالح المصرية... وتناولت اللقاءات مباحثات تتعلق بسبل تعزيز مجالات التعاون كافة، خصوصاً على الصعيد البرلماني، إلى جانب التنسيق وتبادل وجهات النظر في القضايا العالمية والإقليمية محل الاهتمام المشترك.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.