الاقتراض من الخارج على خط الإشاعات في مصر... ونفي رسمي

«التموين» تؤكد عدم تخفيض حصص المخابز من الدقيق المدعم

TT

الاقتراض من الخارج على خط الإشاعات في مصر... ونفي رسمي

دخلت أنباء تتعلّق باتجاه مصر للاقتراض من الخارج، على خط السياسة، أمس، ما دعا الحكومة المصرية إلى التحرك الرسمي لنفي ما تردّد من إشاعات حول سعيها الحصول على قرض جديد من «صندوق النقد الدولي» في يناير (كانون الثاني) المقبل، لتمويل برنامج إصلاح اقتصادي جديد.
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أنه تواصل مع وزارة المالية، التي أكدت «تحسُّن واستقرار الاقتصاد المصري بشكل ملحوظ، بشهادة كل المؤسسات الدولية، ولا توجد حاجة للحصول على قروض جديدة»، موضحةً أنه «سيكون هناك تعاون مع (صندوق النقد الدولي) خلال المرحلة المقبلة، في مجال الدعم الفني، بما يضمن استمرار مصر في تنفيذ سياسات مالية سليمة، للحفاظ على الاستقرار الاقتصادي، والحفاظ على النجاح الذي تحقّق، وتخفيض عجز الموازنة العامة والدين الحكومي، وزيادة النمو لخلق فرص العمل، خصوصاً للنساء والشباب».
كما نفت «المالية» ما تردد من أنباء «بشأن فرض ضريبة جديدة على السجائر والمشروبات الغازية، لتمويل تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل»، مشددةً على «توفر التمويل اللازم لتطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، وأن أي ضرائب جديدة لا تُفرض بقرار حكومي، لكن بنصّ قانوني بموافقة مجلس النواب (البرلمان)».
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» عن أنه، في ضوء ما تردد من أنباء حول اعتزام الحكومة تسريح أعداد كبيرة من موظفي الجهاز الإداري للدولة توفيراً للنفقات، تواصل المركز مع «الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة»، الذي أكد أنه «لا نية على الإطلاق لتسريح أي من موظفي الدولة، والحكومة تسعى لتطوير ورفع كفاءة الجهاز الإداري للدولة، وذلك بهدف تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، دون المساس بحقوق الموظفين أو تسريحهم».
وحول ما تردد عن توقف الحكومة عن استقبال طلبات التصالح في مخالفات البناء، قال «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء»، إنه تواصل مع وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، التي أوضحت «استمرار تلقي جميع الطلبات المقدَّمة من المواطنين للتصالح، دون رفض أي طلب، أو إبداء الرأي فيه، وترك ذلك للجان المختصة التي ستتولى البتّ في تلك الطلبات».
وتناشد الحكومة المصرية من وقت لآخر وسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي تحري الدقة والموضوعية ‏في نشر الأخبار، والتواصل مع الجهات المعنية، للتأكد قبل نشر ‏معلومات لا تستند إلى أي حقائق، وتؤدي إلى إثارة البلبلة بين المواطنين.
وكشف «المركز الإعلامي لمجلس الوزراء» أنه في ضوء ما تردد من أنباء عن قيام وزارة التموين بحذف مليون و100 ألف مواطن غير مستحقين للدعم، ضمن المرحلة الخامسة لتنقية البطاقات التموينية، تواصل المركز مع وزارة التموين التي أكدت أنه «لم يتم بدء العمل في المرحلة الخامسة حتى الآن»، لافتة إلى «استمرارها في تلقي طلبات التظلمات الخاصة بالمرحلة الرابعة حتى آخر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي»، مشددة على أنه «لن يتم حذف أي مواطن مستحق للدعم التمويني، وأن عملية الاستبعاد تتم وفقاً لمعايير محددة، مع استمرار استخراج بطاقات جديدة للفئات الأولى بالرعاية».
كما نفت الوزارة ما تردد حول تخفيض حصص المخابز من الدقيق المدعم، مؤكدة «انتظام صرف جميع حصص المخابز من الدقيق المدعم كاملة، دون أي تخفيض وفي مواعيدها المحددة»، موضحة أنه «يوجد رصيد كافٍ من الدقيق لدى المطاحن، وأن منظومة الخبز تسير وفق دورة إنتاج محددة يتم من خلالها تسليم حصص القمح والدقيق للمطاحن والمخابز، ‏دون أي تغيير».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.