اقتحام واسع للأقصى وقبر يوسف

اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى أمس، في أوسع اقتحام منذ أسابيع طويلة، مستغلين الاحتفالات المستمرة بعيد العرش اليهودي.
وقال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إن نحو 814 مستوطنا، بينهم طلبة معاهد، اقتحموا باحات المسجد الأقصى على شكل مجموعات متتالية، ونفذوا جولات استفزازية، وأدوا طقوسا تلمودية. وأضاف: «كل ذلك تم في وقت شددت فيه سلطات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على مداخل المسجد الأقصى وبواباته، بذريعة تأمين الحماية للمستوطنين».
وأكدت دائرة الأوقاف الإسلامية أن المستوطنين اقتحموا المسجد خلال فترات الزيارات الصباحية وبعد الظهر. وقالت الأوقاف إن المستوطنين استباحوا حرمة الأقصى، ودنسوا ساحاته، وتلقوا شروحات عن أسطورة وخرافة «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً دينية تلمودية داخل المسجد وفي الجهة الشرقية منه.
وفوجئ مصلون داخل الأقصى بتدفق أعداد كبيرة من المستوطنين على دفعات متتالية، ما خلق توترا كبيرا.
ونادرا ما يسمح لأعداد كبيرة من المستوطنين بالوجود في وقت واحد في المسجد. وجاء ذلك استجابة لدعوات جماعات الهيكل المزعوم لمواصلة اقتحام الأقصى في الأيام المتبقية لعيد العرش.
واحتفل اليهود أمس باليوم الرابع للعيد. وشارك آلاف الإسرائيليين في مسيرة تقليدية في القدس تجرى في عيد المظلة.
واشتملت هذه المسيرة على ثلاثة مسارات، بين أحضان الطبيعة والمتنزهات ووسط المدينة وإلى الحدائق. وجابت مسيرة كبيرة وسط المدينة وسط إجراءات مشددة.
واتخذت إسرائيل جملة من الإجراءات الأمنية في المدينة وحول الأقصى. وفي الوقت الذي شددت فيه إسرائيل قبضتها على المسجد وقيدت دخول المصلين، أبعدت إمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ إسماعيل نواهضة واعتقلت 4 نسوة.
ودأب المستوطنون في الأشهر الماضية على تكثيف الاقتحامات للأقصى مع تزايد دعوات منظمات متطرفة لذلك وشارك وزراء إسرائيليون ومسؤولون في بعض هذه الاقتحامات. وحذرت فلسطين والمملكة الأردنية من جر المنطقة إلى حرب دينية إذا استمر استهداف الأقصى.
ولم يكتف المستوطنون باقتحام الأقصى، بل اقتحموا أيضا قبر يوسف في نابلس. واقتحم المستوطنون المنطقة التي يوجد بها القبر ويفترض أنها تحت السيطرة الفلسطينية، تحت حماية الجيش الإسرائيلي، ما فجر مواجهات.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن 51 مواطنا أصيبوا، بينهم 3 إصابات بالرصاص الحي نقلت إلى مستشفى رفيديا، وإصابة واحدة بالرصاص المطاطي نقلت إلى مستشفى رفيديا، و13 إصابة بالرصاص المطاطي جرى إسعافها ميدانياً، و34 إصابة اختناق بالغاز بينهم 4 أطفال رضع جرى إسعافهم ميدانياً، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال التي قامت بحراسة مئات المستوطنين الذين وصلوا بحافلات خاصة إلى قبر يوسف قرب مخيم بلاطة شرق نابلس.
وأدى المستوطنون الصلوات وأدوا طقوسا تلمودية واحتفلوا بعيد العرش.