قضاء إسرائيل يرفض كشف أسرار «الحرب ضد حركة المقاطعة»

TT

قضاء إسرائيل يرفض كشف أسرار «الحرب ضد حركة المقاطعة»

رفضت محكمة العدل العليا الالتماس الذي قدمته جهات حقوقية في إسرائيل، وطلبت فيه الكشف عن بعض أسرار النشاطات التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية بواسطة جهات متعددة، لمحاربة المنظمات التي تروج للمقاطعة «BDS».
وقال القضاة إن من حق الحكومة أن تعمل في هذا المجال وغيره وتوقع معاهدات مع جهات تدعم الدولة من الخارج، وإنهم لا يستطيعون إلزام الحكومة بإعطاء معلومات من شأنها أن تتسبب في أخطار على من يساند إسرائيل ضد المقاطعة.
وكان المحامي إيتاي ماك، أحد أبرز الناشطين ضد سياسة بيع الأسلحة الإسرائيلية في الخارج، قد تقدم بالالتماس إلى المحكمة، في أعقاب القرار بإقامة دائرة خاصة في وزارة الشؤون الاستراتيجية لمحاربة نشاطات مقاطعة إسرائيل. وقد ادعى أن الحكومة الإسرائيلية ترتبط، في حربها هذه، مع قوى يمينية متطرفة في العالم من تيارات معادية لإسرائيل ولليهود ولحقوق الإنسان. وطلب من المحكمة إلزام الحكومة بالكشف عن هذه الجهات، حتى يعرف الجمهور الإسرائيلي ماذا تفعل حكومته وكيف تتصرف بالأموال العامة.
والمحامي ماك معروف بالمعارك الجماهيرية والقضائية التي خاضها لمنع زيارات شخصيات إلى إسرائيل من أوروبا والولايات المتحدة وجنوب أفريقيا، تنتمي إلى النازيين الجدد.
وقال ماك إن حكومة إسرائيل استأجرت مكتب المحامين الدوليين الضخم «سيدلي أوستين»، الذي يضم 1900 محام، من أجل القيام بإجراءات قضائية ضد ناشطي حركة المقاطعة وإجراءات إعلامية وغيرها في الجامعات الأميركية، بتكلفة وصلت إلى بضعة ملايين من الدولارات تصرف بشكل غير قانوني. وأشار إلى أن وزارة الشؤون الاستراتيجية تقوم بتحويل أموال لنشاطات وزارة الخارجية في أنحاء العالم، والمنظمات اليهودية خارج البلاد، مقابل حملات إعلامية في الجامعات. كما تقوم الوزارة بنشاطات سرية أخرى لم يكشف عنها.
وأضاف المحامي ماك، أن «هناك مخاطر من سرية النشاط الإسرائيلي في العالم ضد ناشطي حركة المقاطعة، وأن أكثر ما يقلق هو المصطلحات العسكرية التي يستخدمها كبار المسؤولين في الوزارة تجاه قضايا استراتيجية وفي صراعات ضد مواطنين في دول أخرى ينتقدون إسرائيل». وأضاف أن الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في تسويق «الاحتلال» مماثلة للصعوبات التي واجهها نظام جنوب أفريقيا في تسويق «الأبرتهايد»؛ حيث إن بريتوريا شنت حملة حجب معلومات وملاحقة ضد ناشطين مناهضين لـ«الأبرتهايد»، ما تسبب لاحقاً باستقالة رئيس الحكومة، وفتح تحقيق جنائي ودعاوى مدنية في الولايات المتحدة. وأضاف أنه «يأمل ألا تستغل إسرائيل السرية من أجل تجاوز الخطوط الجنائية».
لكن المحكمة العليا في القدس الغربية رفضت الالتماس وغرمته تكاليف المحكمة. وقال القاضي يتسحاق عميت إنه من شأن الكشف عن هذه الجهات أن يعرقل جهود الحكومة الإسرائيلية في محاربة من يحاربها.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».