أبدت مصر قلقها واستياءها من استمرار العدوان التركي على الأراضي السورية، وما يرتبط بذلك من انتهاكات لقواعد القانون الدولي، وما تمخض عن ذلك العدوان من تداعيات خطيرة على الوضع الإنساني بفقدان الأرواح ونزوح عشرات الآلاف. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أمس، إن «هذا العدوان له تأثيرات بالغة السلبية على مسار عملية التسوية السياسية في سوريا».
ورحبت مصر بالموقفين الأوروبي والأميركي الرافضين لهذا العدوان. وأكد بيان «الخارجية» أن «ما صدر عن الاتحاد الأوروبي من موقف واضح، إنما يؤكد على رفض وإدانة تلك الاعتداءات التركية».
وأعربت مصر عن ارتياحها وترحيبها بموقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأخير من تلك التطورات، والمتمثل في الرفض الأميركي الواضح للاعتداءات التركية المتواصلة على الأراضي السورية، وفرض عقوبات أولية على النظام التركي، وذلك في سبيل دفع تركيا للتراجع عن سياساتها العدوانية، مؤكدة أن «اتخاذ مثل هذه المواقف الواضحة والإجراءات العملية إنما يبرهن على وقوف الرئيس ترمب بحزم لنصرة مبادئ وقواعد الشرعية الدولية، وهو ما يجب أن تتسق معه كافة أطراف المجتمع الدولي».
وسبق أن جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رفض بلاده لما وصفه بـ«العدوان التركي على سيادة وأراضي سوريا»، معتبراً أن العملية العسكرية التركية شمال سوريا «تتنافى مع قواعد القانون الدولي وقواعد الشرعية الدولية».
وحذر السيسي، خلال مباحثاته في القاهرة الأسبوع الماضي مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، من «التداعيات السلبية» للعملية على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وعلى مسار العملية السياسية في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 وكذا على «استقرار وأمن المنطقة بأسرها».
وكانت مصر أدانت، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، الهجوم التركي على الأراضي السورية، واعتبرت الخارجية تلك الخطوة «اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمر بها والتطورات الجارية، وبما يتنافى مع قواعد القانون الدولي».
على صعيد متصل، ذكرت مصادر دبلوماسية أمس، أن «جامعة الدول العربية تواصل متابعتها لتنفيذ القرارات الصادرة عن الوزاري العربي الطارئ، بشأن العدوان التركي على شمال شرقي سوريا، خاصة أنه من المفترض تشكيل وفد عربي لزيارة الدول والأطراف المعنية».
وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية في بيان له أمس، أن «الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، استعرض خلال استقباله، تشاي جون، المبعوث الصيني الجديد للشرق الأوسط بمقر الجامعة العربية أمس، الوضع الحالي في المنطقة العربية وما تمر به من أزمات صعبة ومعقدة، مُركزاً على نحو خاص على ما تشهده الدول العربية من تدخلات غير مسبوقة في شؤونها الداخلية من جانب قوى إقليمية، كإيران وتركيا»، مضيفاً أن «الأمين العام تناول العدوان التركي على الأراضي السورية، مشيراً إلى الخطورة الشديدة التي تنطوي عليها العمليات العسكرية التركية، وما يُمكن أن تتسبب فيه من إشعال لمزيد من الصراعات والأزمات الإنسانية في المنطقة».
من جهته، عبر المسؤول الصيني من جانبه عن تطابق في الرؤى حيال هذا الموضوع، خاصة في ضوء القلق من تداعيات هذا التدخل التركي على الحرب على الجماعات الإرهابية.
وكان أبو الغيط قد ثمن المواقف الصينية الثابتة والمبدئية حيال القضية الفلسطينية، مؤكداً أن «الصين لاعب مهم للتوازن العالمي، وأن العالم العربي يحتاج إلى الاستمرار في توثيق علاقاته مع بكين». وتطلع أبو الغيط أمس إلى «استمرار التعاون النشط بين الجامعة العربية والصين على كافة الأصعدة».
مصر تحذر من التداعيات السلبية للعدوان التركي على سوريا
رحبت بالموقفين الأوروبي والأميركي الرافضين له
مصر تحذر من التداعيات السلبية للعدوان التركي على سوريا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة