أوزيل: لم أندم على الاعتزال دولياً ومستمر مع آرسنال حتى 2021

أكد لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل أنه سيبقى مع فريقه آرسنال الإنجليزي حتى نهاية عقده في 2021، وأنه لم يندم على قرار اعتزال اللعب الدولي مع منتخب بلاده، مشيرا إلى أن العنصرية باتت مشكلة كبيرة في ألمانيا.
واعتزل أوزيل اللعب الدولي عقب كأس العالم 2018 في روسيا، مشيرا إلى أنه تعرض للاستهداف العنصري بعدما التقط صورة فوتوغرافية مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قبل انطلاق المونديال.
وقال أوزيل أمس في مقابلة مع بوابة «ذي أتلتيك»: «بعد مرور وقت وتأمل الموقف، أدرك أنني اتخذت القرار الصحيح. كانت فترة عصيبة للغاية بالنسبة لي بما أنني لعبت تسعة أعوام مع منتخب ألمانيا وكنت أحد أنجح اللاعبين في الفريق، فزت بلقب كأس العالم وألقاب أخرى، خضت مباريات كثيرة وظهرت بشكل جيد في أغلبها وبذلت قصارى جهدي».
وأضاف: «ولكن بعد الصورة (مع إردوغان) شعرت بعدم الاحترام وعدم الحماية، كنت أتعرض لاستهداف عنصري حتى من رجال السياسة والشخصيات العامة، دون أن يخرج أي شخص من المنتخب الوطني في ذلك الوقت ويقول - توقفوا عن فعل هذا، إنه لاعبنا، لا يمكن إهانته على هذا النحو -، الجميع التزم الصمت».
وشدد أوزيل المولود في ألمانيا لأبوين تركيين أن العنصرية أصبحت مشكلة خطيرة في ألمانيا، وقال: «هناك مشكلات كبيرة، انظروا فقط لما حدث في مدينة هاله الألمانية الأسبوع الماضي، هجوم آخر معاد للسامية».
وأوضح نجم آرسنال أنه تعرض لسلسلة من وقائع الاستهداف العنصري في كأس العالم بعدما فشلت الماكينات الألمانية في تجاوز دور المجموعات.
وتابع: «عندما خرجنا من البطولة وكنت في طريقي لمغادرة الملعب، الجماهير الألمانية قالت لي عد إلى بلدك وكلاما آخر».
وشدد أوزيل على أنه تعرض أيضا لخسائر مالية بسبب ما حدث له في المنتخب الألماني. موضحا: «قبل المونديال كان من المفترض أن أبرم بعض العقود الإعلانية، لكن فجأة كل شيء توقف وتم محوي من حملاتهم الإعلانية، وبعض الهيئات الخيرية الألمانية استبعدتني كسفير لها ونصحوني بأن أنأى بنفسي عن الصور الخاصة بهم. لكن أكثر شيء أغضبني هو رد فعل المدرسة التي زرتها في جيلسنكيرشن، دائما كنت أساندهم واتفقنا على تنفيذ برنامج معا يستمر لمدة عام، في النهاية كنت في طريقي لحضور مراسم الاحتفال ومقابلة كل الموظفين والأطفال ومن بينهم الكثير من المهاجرين. كل شيء كان مخططا له لكن بعدها مدير المدرسة قال لفريقي إنه لا ينبغي حضوري بسبب الاهتمام الإعلامي وزيادة نفوذ حزب «البديل من أجل ألمانيا» (إيه إف دي) اليميني في المدينة، لم أصدق ذلك، بلدتي، مدرستي، لقد مددت لهم يدي لكني في المقابل تعرضت لما لم أتعرض له من قبل».
وأوضح أوزيل أنه سيبقى مع فريقه آرسنال الإنجليزي حتى نهاية عقده في 2021 رغم عدم استخدامه أساسياً من قبل مدربه الإسباني أوناي إيمري.
ولم يشارك أوزيل أساسيا منذ مطلع الموسم سوى في مباراتين من أصل 11 لفريق «المدفعجية»، وذلك بعد موسم مخيب في 2018 – 2019، وقال: «قد تمر في ظروف صعبة كما يحصل الآن، لكنها ليست سببا للهرب، ولن أقوم بذلك».
ومنذ وصوله في عام 2013، أصبح أوزيل رابع أفضل ممرر في الدوري الإنجليزي، لكن تأثيره تراجع في عهد المدرب إيمري. وتابع: «كان (المدرب الفرنسي السابق) أرسين فينغر عنصرا رئيسيا في سبب قدومي إلى آرسنال، لكن حتى عندما رحل أردت البقاء».
وكان إيمري أعلن مؤخرا أن أوزيل لا يلعب أساسيا لأن «آخرين يستحقون أكثر منه». وأضاف اللاعب الألماني المقتنع بالعودة: «عملت مع أحد أبرز المدربين في العالم، أرسين فينغر، جوزيه مورينيو، يواكيم لوف، واحترمتهم كثيرا. الأمر مماثل مع أوناي».
وأردف لاعب ريال مدريد الإسباني السابق قائلا: «سألعب. أثق بقدرتي على تقديم المتوقع مني، وأريد مساعدة النادي على تحقيق أهدافه».
وتحدث أوزيل عن الاعتداء المسلح الذي تعرض له عندما كان رفقة زميله البوسني سياد كولاشيناتس وزوجته أمينة في يوليو (تموز) الماضي قائلا: «لم نتعرض لضرر كبير، وهذا الأهم، لكن زوجتي أرادت الرحيل من لندن فورا. لم تعد تشعر بالأمان». وأضاف: «عدت إلى التدريب وكنت أتدرب بشكل صحيح، لكن عقلي بقي مع زوجتي في البيت، كنت أقول لنفسي - تدرب جيدا وعد بعد ذلك إلى جانب زوجتك - عشنا أسابيع صعبة، لكن لم أرغب في ترك لندن أبدا. والآن، حتى بالنسبة لزوجتي، فالأمور على ما يرام».