بري يدعو إلى إقرار الإصلاحات خلال يومين

لقاء بين الحريري وباسيل... والحكومة تستأنف دراسة مشروع الموازنة

الحريري وباسيل خلال لقائهما في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري وباسيل خلال لقائهما في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
TT

بري يدعو إلى إقرار الإصلاحات خلال يومين

الحريري وباسيل خلال لقائهما في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)
الحريري وباسيل خلال لقائهما في بيروت أمس (دالاتي ونهرا)

شدد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري على ضرورة حسم المعنيين خلال اليومين المقبلين ملفات الموازنة والإصلاحات، تمهيداً لإحالة مشروع موازنة المالية العامة للعام 2020 إلى البرلمان لإقرارها في الموعد الدستوري، في آخر محاولة لإنقاذ الموازنة من السجالات السياسية، وممارسة الضغوط لإقرارها، بالتزامن مع جلسة حكومية لاستئناف درسها.
وتساءل بري في لقاء الأربعاء النيابي في عين التينة: «لماذا نعيش حالة إنكار وكأننا لا نعاني من أزمة مالية، اقتصادية واجتماعية، رغم التوافق بإجماع المستويات الرئاسية والقيادات المسؤولة على 22 بنداً في لقاء قصر بعبدا، وهي إصلاحات بدءاً من الموازنة مروراً بالكهرباء إلى آخره من بنود؟».
ونوه بري باجتماعات اللجنة الوزارية المتلاحقة، إلا أنه أبدى استغرابه «لإعادة البحث من جديد بملف الإصلاحات طالما بُتّ بهذا الملف من ضمن البنود الـ22، وإلا فليحسم التصويت هذا الأمر». ونفى بري «الشائعات التي تروج عن وقف مفاعيل سيدر؛ حيث أكدت الجهات المعنية الفرنسية أن لا صحة لهذه الشائعات»، معيداً «التشديد على ضرورة حسم المعنيين خلال اليومين المقبلين ملفات الموازنة والإصلاحات».
وفي سياق المباحثات بين الكتل السياسية حول الموازنة، عرض رئيس الحكومة سعد الحريري في السراي مع وزير الخارجية جبران باسيل، الأوضاع السياسية والاقتصادية العامة في البلاد، وذلك بحسب ما أفادت صفحة رئاسة الحكومة عبر «تويتر». وجاء اللقاء في أعقاب حديث عن اختلافات في الآراء بين الكتل السياسية حول ملفات مرتبطة بإجراءات حكومية خاصة بالموازنة.
وقالت مصادر سياسية لـ«الشرق الأوسط» إن وزير الخارجية «لم يكن دقيقاً في نقل موقف حزب الله إلى الحريري». وقالت المصادر: «كان باسيل تواصل مع حزب الله، وأبلغه الحزب بأنه يؤيد زيادة الضرائب على الكماليات بشرط الاتفاق على لائحة الكماليات، لكن باسيل لم ينقل الموقف بهذه الدقة إلى الحريري، إذ أبلغه أن الحزب يرفض زيادة الضريبة على القيمة المضافة 1 في المائة على الكماليات». وقالت المصادر إن «الحزب اعتبر أن باسيل لم يكن دقيقاً في نقل فحوى النقاش؛ خصوصاً أنه لا يعارض زيادة الضرائب على الكماليات شرط تحديد السلع المصنفة تحت هذا المعيار في قائمة محددة».
وأوضح أحد ممثلي الحزب في الحكومة الوزير محمد فنيش قبيل انعقاد جلسة مجلس الوزراء، أن «حزب الله يوافق على رفع 1 في المائة على ضريبة القيمة المضافة، شرط أن تكون على الكماليات. أما الضرائب التي تطال ذوي الدخل المحدود فهذه لن نقبل بها».
وبينما استأنفت الحكومة مناقشات الموازنة، أعلن وزير المال علي حسن خليل أنه «بالوقائع، تنتهي الموازنة قبل انقضاء المهلة الدستورية». وقال: «لم أسمع أن التيار الوطني الحر بدّل موقفه بخصوص الضرائب التي تضمنتها ورقته».
وفي السياق نفسه، نفت مصادر مطلعة على لقاء الحريري وباسيل لقناة «أو تي في» التلفزيونية التابعة لـ«التيار الوطني الحر»، ما أشيع عن أن الحريري مستاء من باسيل بسبب ما قيل عن أن الأخير غيّر رأيه ببعض الإصلاحات.
وأعلن أحد ممثلي «القوات اللبنانية» في الحكومة الوزير كميل أبو سليمان: «إننا لن نسير بأي موازنة من دون إصلاحات بنيوية ونحن مع البحث بالإصلاحات قبل البحث بأي ضريبة أو رسوم جديدة». وقال وزير الأشغال يوسف فنيانوس إن «تيار المردة» يوافق على مشروع الموازنة الذي قدمه وزير المال.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».