«جولات استفزازية» لمستوطنين في المسجد الأقصى

اقتحم أكثر من 250 مستوطناً باحات المسجد الأقصى، أمس، تحت حراسة مشددة من قوات الاحتلال. وجاء الاقتحام تلبية لدعوات منظمات يهودية لتكثيف «زيارات» المكان احتفالاً بـ«عيد العرش» لدى اليهود.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس إن الاقتحامات تمت من باب المغاربة، ونفذ خلالها المستوطنون «جولات استفزازية» في المسجد، واستمعوا إلى شروحات حول «الهيكل المزعوم» الذي يقول اليهود إنه كان مشيداً هناك، وسط توقعات بارتفاع أعدادهم خلال الأيام المقبلة.
ودأب المستوطنون في الأشهر الماضية على تكثيف الاقتحامات للأقصى مع تزايد دعوات بهذا الخصوص وجهتها منظمات متطرفة. وشارك وزراء ومسؤولون إسرائيليون في بعض هذه الاقتحامات، ما خلّف مزيداً من التوتر مع الفلسطينيين.
والاقتحام الواسع أمس جاء بعد يوم من تحذير دولة فلسطين والمملكة الأردنية من جر المنطقة إلى «حرب دينية» إذا استمر استهداف الأقصى. وفي هذا الإطار، نددت رام الله وعمّان بتصريحات وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي غلعاد أردان التي دعا فيها إلى تمكين اليهود من الصلاة بحرية في المسجد الأقصى. وكان أردان وعد بتغيير الوضع القائم في القدس حتى يتمكن اليهود من أداء الصلاة في الحرم القدسي.
ويدير الأقصى اليوم مئات من الموظفين الأردنيين التابعين لدائرة الأوقاف الإسلامية الأردنية، لكن إسرائيل تفرض بالقوة زيارات لليهود خارج إرادة الأوقاف. وتقول السلطة إن إسرائيل تسعى إلى تقسيم زماني ومكاني للمسجد الذي يعد اليوم بؤرة توتر كبيرة.
وحذّر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير رئيس دائرة شؤون القدس عدنان الحسيني من تداعيات «توالي الهجمات الشرسة التي ينفذها المستوطنون، بحماية سلطات الاحتلال الإسرائيلي، على المسجد الأقصى المبارك، ومنع المصلين والمقدسيين من الدخول إليه، والصلاة فيه». وقال الحسيني في بيان صحافي إن ما يحدث في الأقصى «يستدعي مزيداً من الرباط والوجود لحماية المكان، والحفاظ على قدسيته من الاستباحة»، محذّراً من خطورة دعوة «منظمات الهيكل» أنصارها إلى الصعود إلى ما يسمى بـ«جبل الهيكل» وإقامة صلوات تلمودية في ساحات الحرم.
وأدان الحسيني تصريحات وزير الأمن الداخلي غلعاد أردان التي وعد فيها بإعطاء «حريّة عبادة» لليهود في الأقصى قريباً، واصفاً إياها بالتحريضية والسلوك العنصري الذي سيدفع المنطقة برمتها إلى دوامة من العنف.
كم دعا رئيس مجلس النواب الأردني رئيس الاتحاد البرلماني العربي المهندس عاطف الطراونة، برلمانات العالم إلى الضغط على حكومات بلدانهم لرفض أي توجهات ونوايا لنقل سفاراتهم إلى القدس. وجاء حديث الطراونة خلال كلمة له بأعمال الاجتماع 141 للاتحاد البرلماني الدولي المنعقد في العاصمة الصربية بلغراد، مطالباً برلمانات العالم أيضاً بـ«الانحياز إلى الحق وأصحاب الأرض، والضغط عبر حكومات بلدانهم على حكومة الاحتلال الإسرائيلي كي تكف عن طغيانها وممارساتها الوحشية في الأراضي الفلسطينية».
واتهم الطراونة الاحتلال الإسرائيلي بأنه يضرب بعرض الحائط كل مبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، متوسعاً في الاستيطان، ومستهدفاً الأطفال والشيوخ والنساء، وزاجاً بهم في السجون والمعتقلات، بل إن كل ما يتحرك في أرض فلسطين بشراً وشجراً، عُرضة للرصاص وفوهات البنادق والدبابات والمجنزرات التي تطوق المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وقال: «إننا في الأردن وحيث نرتبط بمعاهدة سلام مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نرى اليوم أن هذا السلام معرضٌ للتهديد، في ظل التعدي الصارخ على بنوده، بخاصة في ملف القدس». وأكد أهمية الدفع بحل الدولتين «كونه خياراً آمناً لتحقيق الأمن والاستقرار».