رحلة مع: الممثلة رلى شامية: بيني وبين مصر قصة حب طويلة

مع زوجها في قبرص
مع زوجها في قبرص
TT

رحلة مع: الممثلة رلى شامية: بيني وبين مصر قصة حب طويلة

مع زوجها في قبرص
مع زوجها في قبرص

أجندة الفنانة اللبنانية رلى شامية مزدحمة. فإلى جانب التمثيل الكوميدي على شاشات التلفزة وخشبات المسارح، تشتهر أيضاً بالغناء على طريقة المونولوجيست الراحلة فريال كريم. لكن وسط زحمة برنامجها، لا تُقصر في اقتناص أي فرصة للسفر، لأنه كما تقول وسيلة هروب ممتعة من ضغوط الحياة اليومية، كما أنه المناسبة التي تلملم فيها شتات أفكارها وتشحذ فيها كل طاقاتها الفنية. تقول:
- في السفر أستعيد نفسي وطاقتي وأتزود بحماس كبير يسهّل علي كل مرحلة عمل جديدة تنتظرني. ولا أخفي تأثيره السحري علي من الناحية الشخصية أو المهنية، لأنني كلما ابتعدت، أرى الأشياء من زاوية جديدة وأكثر وضوحاً تساعدني على اتخاذ القرارات المناسبة. طبعاً كل هذا إلى جانب أنه يُثري ثقافتي ككل.
- ليست هناك وجهة أفضلها على غيرها. فأنا أرحب بأي وجهة تُقترح عليّ. أستعد لها بحماس الأطفال وأبحث عما يميزها عبر وسائل التواصل الاجتماعي كي تكون لدي فكرة شافية عنها، وعن أهم مناطق الجذب فيها ومعالمها الأثرية. أحب روما وبرشلونة كما أحب باريس ولندن وغيرها من العواصم. بدأت مؤخراً أفكر في زيارة روسيا، ومجرد الفكرة تثير خيالي لما يحمله هذا البلد من تاريخ غني على جميع المستويات.
- أفضل ذكرياتي كانت في اليونان، وقصة حب كبيرة تربطني بمصر «أم الدنيا». فوالدتي متزوجة من مصري لهذا أسافر إليها دائماً، كما استقررت فيها لفترة وتعلمت في مدارسها وعاشرت شعبها الطيّب وزرت غالبية مناطقها، ما ولّد بيني وبينها علاقة وطيدة وقصة حبّ لا تشبه غيرها.
- كل أنواع السفر بالنسبة لي مثيرة، فسواء كانت مرفهة في منتجعات من 5 نجوم أو تغلب عليها الأنشطة الرياضية وروح المغامرات هي بالنسبة لي مناسبة للاكتشاف والتسلية. من هذا المنظور رحلات السفر التي أقوم بها يمكن أن تحمل الفخامة والرفاهية وكذلك التسلية والمغامرات. فبين الطبيعة والمدن الكبرى اختلاف كبير يجذبني ويدفعني إلى التمتع بالاثنين. فطبيعة الريف الأوروبي رائعة وكذلك المدن كلندن ومدريد وروما. مثلاً ما زلت منبهرة بفنون الهندسة المعمارية القديمة والحديثة في لندن وباحتضانها ثقافات متعددة.
- لا أميل كثيراً لزيارة المتاحف، لأن جزءاً كبيراً من وقتي أخصصه للتسوق، حيث يمكنني أن أمضي ساعات وساعات أتنقل من سوق إلى أخرى.
- أسوأ ذكرياتي في السفر كانت بعد عودتي من رحلة إلى الأردن. بعد 10 دقائق فقط من وصولي إلى لبنان تلقيت خبر وفاة والدي، وهو الأمر الذي شكّل لي صدمة كبيرة وارتبط بشكل غريب مع هذه الرحلة.
- في كل مكان أسافر إليه أبحث عن مطاعم محلية تقدم أطباقه الخاصة. فمن خلال نكهات هذه الأطباق يمكنك أن تكتشف الكثير عن ثقافة البلد وتأثيراته التاريخية. من المنطلق نفسه أتحاشى كل الدعوات التي تكون في المطاعم اللبنانية لسبب واحد؛ هو أنها لا يمكن أن تكون بجودة المطاعم نفسها في لبنان.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».