ارتفع معدل الشقق الخالية في أميركا لأول مرة منذ 5 أعوام، في إشارة إلى أن المعروض بدأ في مواكبة حجم الطلب على الإيجار، بعد انتعاشة في عمليات الإنشاء للمباني متعددة الوحدات السكنية.
وذكرت شركة «ريس إنك» في تقرير لها أن معدل الشقق الخالية ارتفع إلى 4.2% في الربع الثالث، بعد أن كان 4.1% في الأشهر الـ3 الماضية، وهي أول زيادة يشهدها منذ نهاية عام 2009.
وأضافت شركة أبحاث العقارات التي يقع مقرها في نيويورك أن صافي تعاقدات الإيجار التي يبلغ عددها 37.233 وحدة يقل عن الوحدات الجديدة التي جرى الانتهاء من إنشائها، وعددها 46.055 وحدة.
تأتي عمليات الانتهاء في ثاني أكبر دفعة منذ عام 2002، عندما قامت شركات التطوير العقاري بإنشاء مزيد من الوحدات المعروضة للإيجار استثمارا للطلب المتزايد بتأثير من أزمة حبس الرهون العقارية، وانتقال الشباب الأميركي إلى الحياة المستقلة.
يقول ريان سيفيرينو، كبير الخبراء الاقتصاديين في «ريس» إن ارتفاع عدد الشقق الخالية عن أدنى معدلاتها منذ أكثر من 10 أعوام يشير إلى «نقطة تحول» في سوق الوحدات السكنية.
وصرح عبر اتصال هاتفي قائلا: «لقد مررنا بمرحلة شهدت ذروة الإشغال، وفي ظل القيام بإنشاءات جديدة، من المرجح أن تنخفض نسب الإشغال في المستقبل».
وأضاف أن شركات تطوير الوحدات السكنية تستعد لإتمام معظم الوحدات في العام الحالي منذ عام 1999، عندما كان الاقتصاد مزدهرا.
وفي ظل تفوق حجم الإنشاءات على إجمالي عدد الوحدات التي من المرجح أن تُستأجر على مدار الأعوام الأربعة المقبلة، يتوقع سيفيرينو أن «معدل الشقق الخالية في البلاد سيتحول إلى الارتفاع ببطء».
وحتى العام الحالي، جرى بناء 113.024 وحدة سكنية في الولايات المتحدة، وهو رقم يتجاوز عدد 85.438 الذي جرى في الأشهر الـ9 الأولى من عام 2013، وفقا لإحصائيات «ريس».
وقد انخفض معدل الشقق الخالية بين أكبر 79 سوقا أميركية عن 3% في الربع الثالث، بعد أن كان 16% في الأشهر الـ3 السابقة بحسب بيانات شركة «ريس». ولا تزال نسبة الشقق الخالية على المستوى المحلي أقل مما كانت عليه في العام الماضي، حيث تقدر بـ4.3%.
* ارتفاع الإيجار
من جانب آخر، ارتفعت أسعار الإيجارات، وترجع «ريس» أحد أسباب ذلك إلى أن الوحدات الجديد تتطلب أسعارا أعلى من المتوسط. وارتفعت قيمة الإيجار الفعلية، أو ما يسدده المستأجر بعد أي تخفيضات في السعر، مثل الشهر المجاني، بنسبة 3.4% عن العام السابق، لتصل إلى 1111 دولارا في الشهر، وفي ارتفاع بسيط عن 1100 دولار في الربع الثاني، وفقا لإحصائيات «ريس»، التي أشارت إلى أن الإيجارات وصلت إلى ارتفاع قياسي على أساس القيمة الاسمية. وبناء على بيانات صادرة من «ريس»، شهدت كل من سان فرانسيسكو وسان جوزيه بكاليفورنيا أكبر معدل للنمو في أسعار الإيجار الفعلي مقارنة بالوقت ذاته في العام الماضي، بمعدل 6.4 و5.9% بالترتيب. وتأتي سياتل في المرتبة الثالثة بنسبة ارتفاع بلغت 5.7%.
وشهدت «دينفر» أكبر ارتفاع في الإيجارات الفعلية بداية من الربع الثاني، بنسبة 1.9%، أو نحو ضعف الزيادة التي شهدها المستوى المحلي وتبلغ 1%. تلتها في المرتبة «أوستن» بتكساس، بزيادة تبلغ 1.7%.
ويقول سيفيرينو إنه من المرجح أن تستمر نسبة الشقق الخالية على المستوى المحلي أقل من 5% حتى عام 2018، حيث يستمر الطلب من الشباب البالغين والزيادة الضئيلة في الدخل في منع أصحاب العقارات من رفع قيمة الإيجار.
* بالاتفاق مع «بلومبيرغ»