ترمب يتهم الأكراد بإطلاق سراح «دواعش» لإبقاء الأميركيين

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب إصراره على تنفيذ سحب القوات الأميركية بشكل كامل من شمال سوريا، منتقداً معارضيه سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، الذين اتهموه بالتسبب في فوضى سياسية جراء «قراره المتسرع». وقال في تغريدات جديدة: «الأشخاص الذين أوصلونا إلى الفوضى في الشرق الأوسط هم أنفسهم الأشخاص الذين يرغبون في البقاء هناك!».
وفيما رفض ترمب اتهامه بأن قرار سحبه القوات الأميركية قد يكون السبب في هروب سجناء تنظيم «داعش» وعودتهم إلى أوروبا، قال في تغريدة: «أوروبا كانت لديها الفرصة لاسترداد مقاتلي (داعش)، لكنها لا تريد تحمل التكلفة... دعوا الولايات المتحدة تدفع».
لكنه اتهم الأكراد بأنهم قد يكونون هم الذين يطلقون سراح مقاتلي «داعش» من أجل إجبار الولايات المتحدة على تغيير موقفها. وقال: «قد يكون الأكراد يطلقون سراح بعضهم لتوريطنا. لكن يمكن لتركيا والدول الأوروبية حيث جاء أغلبهم، إعادة اعتقالهم بسهولة، لكن عليهم التحرك بسرعة».
من جهة أخرى، تساءل ترمب عما إذا كان البعض يريد منه مقاتلة حليف في الناتو. وقال في تغريدة أخرى: «عقوبات كبيرة على تركيا آتية! هل يعتقد الناس حقاً أننا يجب أن نخوض حرباً مع تركيا العضو في حلف الناتو؟ الحروب لن تنتهي أبداً!». وأضاف ترمب: «الولايات المتحدة تحتجز الآن أسوأ عناصر (داعش). يجب ألا تسمح لهم تركيا والأكراد بالهرب. كان ينبغي على أوروبا إعادتهم بعد طلبات كثيرة. يجب عليهم فعل ذلك الآن. لن يأتوا أبداً إلى الولايات المتحدة أو يسمح لهم بالدخول إليها!».
تغريدات ترمب جاءت رداً على تصريحات عدد من الدول الأوروبية وكذلك عدد من المسؤولين الأميركيين الحاليين والسابقين، الذين عدّوا أن قرار سحب القوات الأميركية بهذا الشكل السريع قد يعرض المنطقة للخطر وأوروبا لهجمات إرهابية جديدة.
وبعد انتقادات وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس الذي كان قد استقال على خلفية إعلان ترمب قرار الانسحاب في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، أعرب بريت ماكغورك، المبعوث الرئاسي الخاص لقوات التحالف الدولي الذي استقال من منصبه نهاية العام الماضي أيضاً، عن أسفه لما وصفه بتفكك السياسة الأميركية في سوريا بعد سنوات من المكاسب ضد التنظيم.
وقال ماكغورك على «تويتر»: «القوات المسلحة الأميركية تنسحب من شمال شرقي سوريا حيث كانت مناطق (داعش). هذا كله دون تفكير أو تجهيز أو تخطيط». وأضاف: «ستكون لذلك تداعيات خطيرة على أمننا القومي تتجاوز سوريا. الآن نتمنى أن يخرج رجالنا سالمين».
وازداد بشكل واسع عدد المعترضين على قرار ترمب، خصوصاً في أوساط الحزب الجمهوري، الذي يستعد عدد كبير من أعضائه النافذين لحشد الأصوات اللازمة لتمرير مشروع قانون يتجاوز «الفيتو الرئاسي» ويجبر ترمب على تغيير سياسته، بحسب أوساط في الكونغرس. وقالت تلك الأوساط إن مجلسي الشيوخ والنواب يستعدان لعقد جلسات خاصة يوم الخميس المقبل، خلف أبواب مغلقة على الأرجح، لبحث قائمة من العقوبات، أعدها أعضاء من الحزبين في المجلسين.
زعيم الأغلبية الجمهورية ميتش ماكونيل، قال إنه لم يتلق بعد أي توصية لإجراء تصويت على أي مشروع بعد، وإنه لم يحصل على تحديثات جديدة حول هذا الأمر.
هذا؛ وأعلنت لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ أن وزير الدفاع مارك إسبر ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي سيمثلان أمامها الخميس المقبل خلف أبواب مغلقة، لإطلاعها على الوضع في سوريا وعلى العملية العسكرية التركية بشكل موسع.
وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، قد جدد، في تصريحات له يوم الأحد الماضي، استعداد إدارة الرئيس ترمب لفرض عقوبات جديدة على تركيا، إذا تبين للرئيس أنها لا تلتزم بالشروط التي وضعها على حملتها العسكرية. وأعلن منوتشين الجمعة الماضي أن ترمب يستعد لتوقيع أمر تنفيذي يمنح وزارة الخزانة سلطات جديدة «مهمة للغاية»، لفرض عقوبات على تركيا. غير أن تصريحاته لم تُرضِ، على ما يبدو، الجمهوريين.
وفيما وصف السيناتور ماركو روبيو الإعلان بأنه «أخبار مرحب بها»، فإن السيناتور ليندسي غراهام الذي أعلن مع السيناتور الديمقراطي كريس فان هولن، عن إعداد مشروع قرار لمعاقبة تركيا، قال إن الإدارة «تحتاج لرفع مستوى لعبتها». وأضاف غراهام: «نحن نشهد تطهيراً عرقياً في سوريا من قبل تركيا، وتدمير حليف موثوق به وهم الأكراد، وعودة ظهور (داعش)».
وأعربت السيناتور مارثا مكسالي، من ولاية أريزونا، عن دعمها مشروع القرار، وقالت على محطة «فوكس نيوز»: «أود أن أشارك في رعاية هذا القرار». وأضافت: «لا يمكن أن يكون لدينا حليف مفترض تحت قيادة إردوغان يستمر في الاتجاه الخاطئ ويغزو بلداً آخر».
إلى ذلك نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي قوله إن فريقاً دبلوماسياً أميركياً كان يعمل في مشروعات إرساء الاستقرار شمال شرقي سوريا غادر البلاد بعد يوم من إعلان واشنطن أنها تعتزم سحب ألف جندي من سوريا. وأشار المسؤول إلى أن القوات الأميركية لا تزال في سوريا، لكنه أكد أن المراحل المبكرة من الانسحاب بدأت، دون ذكر تفاصيل.
وفي وقت سابق قال مسؤولان أميركيان لـ«رويترز»، إن الولايات المتحدة تبحث خيارات عدة، لكنهما أضافا أن الجيش الأميركي سيسحب على الأرجح معظم قواته خلال أيام وليس أسابيع.
وقال أحدهما إن الانسحاب الكامل ربما يستغرق أسبوعين أو أكثر، غير أن ذلك ربما يتم بوتيرة أسرع من المتوقع. ونقلت أوساط إعلامية أميركية عن البنتاغون أن سحب القوات الأميركية من سوريا سيتم خلال أسبوعين على الأكثر، وأن وجهتهم الآن هي العراق، وأن 125 جندياً أميركياً سيبقون في قاعدة التنف جنوب شرقي سوريا، على مثلث الحدود المشتركة بين الأردن والعراق وسوريا. ومن المعروف أن القوات الأميركية تستخدم تلك القاعدة لمنع إيران من التمدد من العراق نحو سوريا ولبنان.