مقتل سائح فرنسي وطعن جندي تونسي بهجوم «إرهابي» محتمل

TT

مقتل سائح فرنسي وطعن جندي تونسي بهجوم «إرهابي» محتمل

أفادت وزارة الداخلية التونسية بأن عنصراً تكفيرياً تونسياً هاجم صباح أمس في منطقة جرزونة القريبة من وسط مدينة بنزرت (60 كيلومتراً شمال العاصمة التونسية)، جندياً تونسياً وطعنه بآلة حادة، قبل أن يتوجه إلى شخص ثان ويطعنه بدوره، ليتبين أنه سائح يحمل الجنسية الفرنسية، وقد توفي متأثراً بجراحه إثر نقله إلى المستشفى المحلي القريب من مكان الحادثة.
وفي تفاصيل هذه الحادثة، أشارت الداخلية التونسية إلى أن المتهم اعتدى على الجندي على مستوى الوجه، بينما أصاب الضحية الفرنسية على مستوى الرقبة والوجه والصدر، ما أدى إلى وفاته بعد فترة زمنية وجيزة من نقله إلى المستشفى.
وأكدت المصادر الأمنية ذاتها، أن الحادثة يشتبه في كونها إرهابية، وقد نفذها تونسي يبلغ من العمر نحو 28 سنة، قبل أن يفر من مكان الحادثة. ولا تزال الوحدات الأمنية المختصة في مكافحة الإرهاب والجريمة تتعقب خطاه للقبض عليه؛ خصوصاً وقد أعلنت أنها تمكنت من معرفة هويته، وهو مسجل لديها في قضايا حق عام في السابق.
وتعيش منطقة بنزرت حالة استنفار أمني كبير بحثاً عن الفاعل الذي تحصن بالفرار، لمعرفة الأسباب والدّوافع الكامنة وراء ارتكاب هذه الجريمة المزدوجة.
وكانت مدينة بنزرت التونسية قد عرفت نهاية شهر سبتمبر (أيلول) الماضي حادثتي طعن إرهابيتين، نفذهما عنصر تكفيري تونسي يدعى مالك الذوادي، قبل أن يلوذ بدوره بالفرار، ولكن وحدات الأمن أطلقت عليه النار وأصابته على مستوى الكتف، بعد عملية ملاحقة أمنية بين طرق المدينة. وقد أسفر الهجوم الإرهابي عن وفاة رئيس مركز الأمن بمحكمة الاستئناف في بنزرت، وإصابة عسكري بجراح متوسطة الخطورة في جريمة ذات صبغة إرهابية. واعترف منفذ الهجوم بانتمائه إلى تنظيم «داعش» الإرهابي من خلال دعمه خلية «أجناد الخلافة» الإرهابية المتحصنة في المناطق الغربية للبلاد التونسية. وألقت أجهزة الأمن المختصة في مكافحة الإرهاب القبض على سبعة عناصر على علاقة وثيقة بحادثة الطعن الإرهابية، وشنت بعدها سلسلة من المداهمات الأمنية لأوكار الخلايا الإرهابية النائمة، وألقت القبض على 56 عنصراً تكفيرياً.
وأكد علي الزرمديني، الخبير الأمني التونسي، أن كل المؤشرات ترجح أن يكون الهجوم الجديد في مدينة بنزرت إرهابياً، وفي إطار ما بات يعرف بـ«الذئاب المنفردة»؛ حيث مكنها تنظيم «داعش» الإرهابي من استغلال كل الفرص المتاحة، وتنفيذ عمليات منفردة على حد تعبيره. وأشار إلى إلقاء القبض على عدد من العناصر الإرهابية بمناطق تابعة لولاية - محافظة - بنزرت، وهو ما يجعل الهجوم الإرهابي الحالي أقرب إلى التنفيذ من قبل عناصر إرهابية تعمل بشكل منفرد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.