اكتساح شبه كامل لـ«المستقبل» في انتخابات «المجلس الشرعي»

الحريري يدلي بصوته في انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي» أمس
الحريري يدلي بصوته في انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي» أمس
TT

اكتساح شبه كامل لـ«المستقبل» في انتخابات «المجلس الشرعي»

الحريري يدلي بصوته في انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي» أمس
الحريري يدلي بصوته في انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي» أمس

حققت اللوائح المدعومة من «تيار المستقبل» اكتساحاً شبه كامل في انتخابات «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» اللبناني التي جرت أمس. وشدد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على أنه «على مسافة واحدة من جميع المرشحين».
قال خلال إدلائه بصوته إن «الموازنة ستقر وستتبعها الإصلاحات».
وتنافس 100 مرشح من مختلف المناطق على المقاعد البالغ عددها 24. وتوزعوا على لوائح عدة مدعومة في معظمها من «المستقبل». وكانت المنافسة الأبرز بين لائحتين أساسيتين في الشمال (7 مقاعد)؛ الأولى مدعومة من رئيس الحكومة سعد الحريري والثانية من رئيس الحكومة السابق النائب نجيب ميقاتي والنائبين عمر كرامي وجهاد الصمد، وكانت النتيجة مناصفة بين الاثنين بثلاثة مقاعد، إضافة إلى مرشح محسوب على الوزير السابق محمد الصفدي.
وقالت مصادر في حملة «المستقبل» الانتخابية لـ«الشرق الأوسط»، إن «21 فائزاً من أصل 24 هم من المحسوبين على المستقبل أو على مؤيديه وأصدقائه»، نافية المعلومات التي أشارت إلى خلافات بين رئيس الوزراء سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة حيال الترشيحات.
وفي بيروت، حضرت الانتخابات التي نظمت في دار الفتوى الهيئة الناخبة المؤلفة من الرئيس الحريري والمفتي دريان ورئيس الحكومة السابق تمام سلام، ووزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن، ووزير الاتصالات محمد شقير، والنواب نهاد المشنوق وفؤاد مخزومي وعدنان طرابلس ورلى الطبش، وأعضاء «المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى» وأمين الفتوى ومدرسي الفتوى وشيوخ القراء والقضاة الشرعيين العاملين وأعضاء المجلس الإداري للأوقاف الإسلامية والمدير العام للأوقاف والأمين العام للمجلس الشرعي والأئمة المنفردين والمتعاقدين والمكلفين والقضاة المسلمين السنيين العدليين والإداريين العاملين وأعضاء المجلس الدستوري وموظفي الفئات الأولى في الإدارات العامة، ورئيس وأعضاء المجلس البلدي من المسلمين السنة.
وبعدما افتتح المفتي دريان عملية الاقتراع وأدلى بصوته، قال: «نشهد في دار الفتوى انتخابات شفافة في جو ديمقراطي مؤسساتي، يسوده الانفتاح والتنافس، ونحن على مسافة واحدة من جميع المرشحين، ودار الفتوى هي دار جامعة لكل العلماء والمسلمين واللبنانيين، دار الاعتدال والوسطية في مسيرتنا، وأهنئ الذين سيفوزون بهذه الانتخابات لمتابعة ما قام به المجلس الشرعي السابق في كثير من الإنجازات، ونأمل من المجلس الحالي أيضاً تحقيق مزيد من الشؤون التي تهم المسلمين في لبنان، للتطوير والعمل الجاد، والنهوض بمؤسساتنا، وأقول لمن لم يوفق بالفوز: نحن معهم أيضاً في إكمال المسيرة، وكلنا نعمل من أجل دار فتوى قوية، معززة بكل أبنائها وتعمل لكل المسلمين ولكل اللبنانيين».
وقال الحريري بعد الإدلاء بصوته: «اليوم الانتخابات مخصصة للمجلس الشرعي، والكل ينتخب في أجواء هادئة ومطمئنة. يهمنا أن تكون دار الفتوى في حمى أهلها، وكان من الضروري أن تجري هذه الانتخابات، ونرجو أن تسود كل الانتخابات في لبنان مثل هذه الأجواء». ورداً على سؤال حول موازنة عام 2020، قال الحريري: «إن شاء الله ستقر وسيتبعها سيل من الإصلاحات، والقرارات التي تريح البلد».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.