اجتماع عربي ـ أفريقي في القاهرة للتحضير لقمة الرياض الشهر المقبل

TT

اجتماع عربي ـ أفريقي في القاهرة للتحضير لقمة الرياض الشهر المقبل

شهدت الجامعة العربية، أمس، اجتماع اللجنة المنظمة للتحضير لمؤتمر وزراء الزراعة العرب والأفارقة، الذي تستضيفه مصر في الفترة ما بين 9 - 11 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، في إطار إعداد الملفات التي ترفع للقمة العربية - الأفريقية المقرر عقدها بالرياض يوم 25 نوفمبر. ويعد الاجتماع هو الرابع من نوعه للجنة، وشارك فيه ممثلون عن الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي ومصر الدولة المستضيفة لاجتماع وزراء الزراعة العرب والأفارقة، وقال السفير كمال حسن علي، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالجامعة، في تصريحات صحافية، في ختام اجتماع اللجنة، «إن عقد المؤتمر الوزاري المشترك حول التنمية والأمن الغذائي هو أحد مقررات القمة العربية الأفريقية، التي عقدت في مالابو بغينيا الاستوائية». وأضاف أنه تم مناقشة تقارير اللجان الفنية والأوراق التي ستقدم للمؤتمر والبرنامج الخاص به، مشيرا إلى أن أنه سيكون هناك اجتماع خامس يوم 3 نوفمبر المقبل. وأكد السفير حسن أن الهدف من المؤتمر هو تدعيم التعاون بين الجانب الأفريقي والجانب العربي، خاصة في مجال الزراعة، حيث سيكون أحد بنود جدول أعمال قمة الرياض مناقشة خطة العمل الأفريقية العربية المشتركة، لتحديد مجال التعاون الاقتصادي والاجتماعي بين الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، لافتا إلى أن هذه الأنشطة تعد جزءا من الخطة الخاصة بالمسار الزراعي، والأقدم بين الجانبين.
وردا على سؤال حول مدى رضاء الجامعة العربية عن التقدم المحرز في مسار التعاون العربي الأفريقي بعد انعقاد أكثر من قمة، قال السفير حسن «نحن نعمل على تدعيم مسار التعاون العربي الأفريقي»، مشددا على أن العلاقات العربية الأفريقية كبيرة ومتشعبة... وأحاط بالتعاون بين الجانبين الكثير من الظروف والمتغيرات، ونسعى في الوقت الراهن لتوثيق التعاون في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمجالات الفنية، مثل الزراعة، إضافة إلى التشاور السياسي.
وردا على سؤال حول وجود تأثير سلبي للتغلغل الإسرائيلي بأفريقيا على مسار التعاون العربي الأفريقي، قال الأمين العام المساعد «إن إسرائيل تسعى لذلك... إلا أن هناك إرادة عربية أفريقية مشتركة للتعاون، هي أكبر من أي تآمر من أي جهة كانت».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.