تحذير من تحويل المسجد الأقصى إلى «ساحة حرب دينية»

TT

تحذير من تحويل المسجد الأقصى إلى «ساحة حرب دينية»

حذر قائد استخباراتي سابق في إسرائيل من تحويل المسجد الأقصى إلى ساحة حرب دينية، قائلاً إن «على أجهزة الأمن والقيادة السياسية أن تجابه مخططات المتطرفين اليهود والمسلمين في هذا الشأن»، مضيفاً أن «الفلسطينيين يخزنون السلاح في الأقصى والمتطرفين اليهود يخططون لعمليات تفجير فيه».
وقال آفي ديختر، الرئيس السابق لجهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) عن الإرهاب اليهودي إن «هناك عدة منظّمات يهوديّة تسعى إلى تدمير المسجد الأقصى، إحداها كشفت في الماضي وهي تخطط لإطلاق صاروخ مضاد للدروع باتجاهه، وأخرى خططت لتدميره عبر إطلاق طائرة مسيّرة تحمل مواد متفجرة». وقال «إن إلقاء قنبلة يدوية في المسجد الأقصى يعادل حرباً». ودعا إلى اتخاذ الإجراءات الفورية لمنع عمليّات إرهاب يهوديّة ضدّ المسجد الأقصى، عبر الاستخبارات وتشديد وجود الجنود الإسرائيليين في المسجد، والحديث إلى الحاخامات (رجال الدين اليهود)، الذين وصفهم بالوحيدين القادرين على التأثير على المتطرّفين.
وفي الوقت ذاته دعا ديختر، الشرطة الإسرائيلية ومخابراتها إلى إجراء تفتيش عن أسلحة داخل المسجد الأقصى، زاعما أن «الفلسطينيين يرسلون عدة إشارات تدل على نيتهم تصعيد الأوضاع ويجب أن لا يفاجأ رجال الشرطة في يوم من الأيام بمسلحين يجابهونهم من هذا المكان المقدس». وأضاف أن على الشرطة أن لا تخشى شيئا في هذا التفتيش، فهو في نهاية المطاف يستهدف حقن الدماء من الطرفين.
المعروف أن ديختر كان قد شغل منصب رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) خلال اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، سنة 2000. وهو يشغل اليوم منصب رئيس اللجنة الخارجية والأمن في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وهو مقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ولا يخفي رغبته في أن يعين وزيراً للدفاع أو وزير الأمن الداخلي في حال تشكيل نتنياهو الحكومة الجديدة. وفي منصبه كرئيس للشاباك كان قد أوصى حكومة إيهود باراك بأن يسمح لرئيس المعارضة أرئيل شارون، أن يقوم بزيارته الاستفزازية للأقصى في نهاية سبتمبر (أيلول) 2000، التي كانت الشرارة التي أشعلت الانتفاضة. وتولى مسؤولية أساسية في الممارسات القمعية ضد الفلسطينيين في حينه. وتباهى أمس بأن قواته قتلت وقتذاك أربعة فلسطينيين داخل المسجد، لكنه أكد اليوم أنه لا يريد أن يرى تكرار ذلك.
ولا يستبعد المراقبون أن تكون تصريحاته حول الأقصى جزءا من حملته للوصول إلى منصب رفيع في الحكومة القادمة. وقد أوضح في مقابلة مع صحيفة «معريب» أن «الحكومة الإسرائيلية تتخذ العديد من القرارات والإجراءات في الأقصى التي لا تعجب الفلسطينيين، مثل السماح لليهود بالصلاة في الأقصى». وأكد أنه شخصيا يؤيد صلاة اليهود في الأقصى، لكنه يتوقع أن تؤدي قرارات كهذه إلى رد فعل فلسطيني حاد، قد يصل إلى درجة المواجهة العسكرية في الأقصى. وقال «غداً سيقرّرون، مثلا، أن الشرطة لا يجب أن تدخل للمسجد الأقصى عند تصعيد الأوضاع، وإن دخلت فإنهم يتوقعون أن يكون رجال الشرطة مكشوفين وغير مسلحين، فيستفردون بهم ويطلقون الرصاص عليهم».
وزعم ديختر أنّ المظاهرات التي اندلعت في يوليو (تموز) 2017. بعد نصب الاحتلال بواباتٍ إلكترونيّة في المسجد الأقصى حال دون نصب وسائل فحص متقدّمة تصعّب إدخال سلاح للمسجد، ودعا إلى إعادة نصب هذه البوابات. ومنذ ذلك الوقت حتى اليوم يقول ديختر «لا يعرف أحد ماذا أدخلوا وماذا خزنوا هناك»، لكنه يتوقع من تجارب الماضي أن تكون بعض الأسلحة قد دخلت إلى الأقصى، ولهذا يقترح إجراء التفتيش.
وعندما سئل ديختر ما إذا كان اقتراحه هذا استفزازيا يدخل إسرائيل في اشتباك مع دائرة الأوقاف الأردنية، التي تتولى رعاية الحرم القدسي، فهاجم مسؤولي الوقف، قائلا: «يشعرون بأنّهم أصحاب المسجد. وأنهم مدعومون، ليس فقط من السلطة الفلسطينيّة القابلة للانكسار، إنما أيضا من قبل دول. يشعرون أنهم منتدبون من قبل كلّ الإسلام. أنا أعرف الفلسطينيين جيّداً، اُنظُر إليهم، وإلى ثقتهم بأنفسهم». وأعرب ديختر عن تأييده السماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى «تماماً كما يسمح بدخول المصلّين المسلمين». وقال إنه على قناعة تامة بأن «حكومة نتنياهو القادمة ستتخذ قرارا بهذا الشأن في القريب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.