المغرب: حزب معارض يدعو الحكومة لوضع ميثاق اجتماعي جديد

دعا حزب الاستقلال المغربي المعارض، حكومة سعد الدين العثماني، إلى وضع ميثاق اجتماعي جديد، وتدارك التأخر في الإصلاح الذي كان عنواناً للحكومة السابقة، مؤكداً أن الحكومة «فشلت في صيغتها الأولى في الاستجابة لانتظارات المواطنات والمواطنين».
وقال نزار بركة، أمين عام حزب الاستقلال المغربي، في لقاء جمعه ببرلمانيي حزبه عقب افتتاح السنة التشريعية الرابعة من الولاية العاشرة للبرلمان، نشر الموقع الرسمي للحزب مضامينها أمس، إن الحكومة في صيغتها الجديدة «لا بد من أن تقدم مشروع قانون مالياً (موازنة) جديداً من إعدادها، يأتي في ضوء البرنامج الحكومي الجديد، وذلك حتى يتم إعطاء الهوية السياسية والمعنى الديمقراطي لهذه الحكومة الجديدة». وأضاف بركة أن مطالبته الحكومة بتقديم برنامج جديد حتى يفهم المواطن أن «الكفاءة والفاعلية والديمقراطية والمساءلة والتقييم وتقديم الحساب، كل ذلك منظومة واحدة وضرورية لتحقيق الانتقال التنموي والمرحلة الجديدة التي نتطلع إليها»، مشدداً على ضرورة إطلاق «جيل جديد من الاستراتيجيات القطاعية التي دعا إليها الملك».
واعتبر بركة أن الدخول البرلماني والسياسي لهذه السنة يأتي في ظروف وصفها بـ«الخاصة»، والمتمثلة في «إجراء تعديل حكومي كما أمر به الملك في خطاب العرش (عيد الجلوس)، الذي جاء بعد شهور من الانتظارية والترقب».
وزاد بركة منتقداً الحكومة أن التعديل يأتي بعد أن «فشلت الحكومة في صيغتها الأولى في الاستجابة لانتظارات المواطنات والمواطنين، وفي القيام بالإصلاحات الكبرى المنتظرة، وفي استعادة الثقة المفقودة لدى المواطنين والمستثمرين ببلادنا، وفي قدرتها على تجاوز التحديات التي تواجهها»، مؤكداً أن العاهل المغربي «لأول مرة في التاريخ يدعو في خطاب العرش إلى تغيير وتعديل الحكومة، واشترط في أن يرتكز هذا التعديل على التقليص، والكفاءة والنجاعة، أي أن الحكومة في صيغتها الأولى لم تكن تتوفر على هذه المواصفات التي تحدث عنها جلالة الملك»، حسب تعبيره.
واتهم بركة حكومة العثماني الأولى بتكريس الإحساس لدى المواطنين بـ«فقدان الأمل في تحسين ظروف عيشهم اليومية وفقدان الأمل كذلك في إمكانية الخروج من الأزمة المركبة التي يعيشها المجتمع والتي واجهتها الحكومة ببطء كبير وتردد في اتخاذ القرارات وفي بعض الأحيان بالتدخل المتأخر». وزاد بركة منتقداً: «في كثير من القضايا، كان هناك استسلام من طرف الحكومة، وهو ما ظهر خلال حملة المقاطعة، حيث ظلت الحكومة مكتوفة الأيدي، بل هذه المقاطعة استطاعت أن تعطي نتائج لم تتمكن الحكومة من الوصول إليها»، في إشارة إلى الحملة التي استهدفت 3 علامات تجارية في السوق المغربية، من ضمنها شركة أفريقيا لتوزيع المحروقات التي يملكها رجل الأعمال ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، الذي يشرف على وزارة الفلاحة والصيد البحري.
وحث بركة الفريق البرلماني لحزبه على الرفع من وتيرة المعارضة «الاستقلالية الوطنية وتعزيز حصيلته الإيجابية للسنة الماضية، إلى جانب الرفع من وهجه وحضوره المتميز من خلال المبادرات التشريعية والأسئلة الشفوية والكتابية، ومساءلة رئيس الحكومة، التي تتضمن مختلف انشغالات وهموم الشعب المغربي بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية».