سيناء تشيّع 9 قتلى ضربت قذيفة «مجهولة» حافلتهم

جرح 5 من الشرطة بانفجار عبوة ناسفة في بئر العبد

TT

سيناء تشيّع 9 قتلى ضربت قذيفة «مجهولة» حافلتهم

شيّع المئات من أهالي مدينة بئر العبد في شمال سيناء، أمس، جثامين 9 أشخاص من عائلة واحدة قُتِلوا، جراء «قذيفة مجهولة المصدر» استهدفت حافلة كانت تقلهم، مساء أول من أمس، لدى تنقلهم من إحدى مزارع الزيتون، حيث يعملون في جني ثمارها.
وبحسب مصادر قبلية، تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، فإن «القتلى من أبناء قبيلة البياضية (إحدى أكبر قبائل مركز بئر العبد)، وكانوا موجودين في قرية تفاحة التي تقع على بعد 3 كيلومترات من مدينة بئر العبد جنوباً، حيث كانوا يستقلون سيارة (ربع نقل) استعداداً للعودة إلى منازلهم بقرية الدراويش التابعة لمركز بئر العبد، بعد يوم عمل في جني الزيتون، وتعرضوا لسقوط قذيفة أودت بحياة 9 أشخاص من أسرة واحدة، وإصابة 6 آخرين».
وعلى صعيد قريب الصلة، تعهّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، باستمرار «بسط سيطرة قوات الأمن في المنطقة»، مؤكداً، خلال كلمته أمس ضمن فعاليات «الندوة التثقيفية» للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى «حرب أكتوبر 1973»، أن «مسألة السيطرة على شمال سيناء في تحسُّن مستمر، لكن الأمر يتطلب الكثير من الجهد للسيطرة الكاملة».
وفي السياق، أصيب 5 مجندين بشظايا متفرقة، أول من أمس، إثر انفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون في طريق مدرعة تابعة للجيش، بمنطقة جنوب مدينة بئر العبد.
وقال مصطفى البياضي، وهو مزارع كان قرب موقع الانفجار لـ«الشرق الأوسط»: «غادرت المزرعة برفقة إخوتي وعدد من العمال في نحو الساعة الرابعة عصراً، وقبل وصولنا إلى الطريق الدولي الذي يبعد عن المنطقة نحو 3 كيلومترات، سمعنا صوت انفجار شديد، وشاهدنا تصاعداً للدخان من مزرعة عمي عطية سالمان، فعدنا للمزرعة على الفور، وتبين سقوط قذيفة على سيارته ومَن فيها، وقمنا باستدعاء الإسعاف، ونقل المصابين إلى مستشفى بئر العبد المركزي لإسعافهم، فيما تم نقل جثث الضحايا لاحقاً».
وقال مصدر طبي بمديرية الصحة بشمال سيناء لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن «مستشفى بئر العبد استقبل المصابين في الحادث، بالإضافة إلى 9 ضحايا ينتمون لأسرة واحدة: الأب (عطية أحميد) والأم و7 أشقاء وشقيقات وهم: (صالحة، ومحمد، ونجوى، وعبد الله، ونسرين، وسعيد، وإسراء)».
وأضاف أن «أسباب الإصابات والجثث حسب تقرير الأطباء نتيجة شظايا انشطارية من قذيفة مجهولة المصدر». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إطلاق القذيفة، حتى مساء أمس، فيما تحدث مصدر أمني بشمال سيناء لـ«الشرق الأوسط»، مشترطاً عدم ذكر اسمه، بأنه «تمت مباشرة التحقيق في الواقعة من الشرطة والنيابة العامة، وقام فريق من النيابة بمناظرة الجثث، وصرحت النيابة بدفن الجثث بناحية سكناهم بقرية الدراويش غرب بئر العبد». وزار اللواء محمد عبد الفضيل شوشة محافظ شمال سيناء، أمس، المصابين بمستشفى بئر العبد.
وبحسب بيان رسمي، فقد نقل محافظ شمال سيناء «تحيات رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع للمصابين، وأهالي الضحايا»، مؤكداً أن «الرئيس السيسي وجّه بمتابعة حالتهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم وصرف التعويضات المناسبة للمصابين».
وعقب زيارة المحافظ للمصابين بمستشفى بئر العبد، توجه إلى قرية الدراويش غرب المدينة، حيث قدم «العزاء في المتوفين من أبناء عشيرة الربايعة التابعة لقبيلة البياضية». وتشهد مدينة بئر العبد حالة من التأهب الأمني، وتكثيف القوات الأمنية لعمليات التفتيش على الحواجز الثابتة والمتحركة في الشوارع الرئيسية والفرعية، وإجراء الفحص الأمني لمن يتم الاشتباه فيه.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.