فوز بوتاس بجائزة اليابان يحسم لـ«مرسيدس» لقب «بطولة العالم للصانعين» لـ«فورمولا 1»

قلّص الفارق عن زميله هاميلتون إلى 64 نقطة مع تبقي أربعة سباقات حتى نهاية الموسم

بوتاس يحتفل بكأس سباق اليابان (ا ف ب)
بوتاس يحتفل بكأس سباق اليابان (ا ف ب)
TT

فوز بوتاس بجائزة اليابان يحسم لـ«مرسيدس» لقب «بطولة العالم للصانعين» لـ«فورمولا 1»

بوتاس يحتفل بكأس سباق اليابان (ا ف ب)
بوتاس يحتفل بكأس سباق اليابان (ا ف ب)

جاء فوز الفنلندي فالتيري بوتاس بالمركز الأول في سباق جائزة اليابان الكبرى أمس على حلبة سوزوكا ضمن الجولة السابعة عشرة من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، حاسماً لفريق مرسيدس لانتزاع لقب الصانعين للمرة السادسة توالياً، ومعادلة رقم فيراري القياسي (بينها خمس مرات مع الألماني الأسطورة مايكل شوماخر).
وتقدم بوتاس على الألماني سيباستيان فيتيل سائق فيراري، وزميله في مرسيدس البريطاني لويس هاميلتون، في حين جاء سائق فيراري الآخر شارل لوكلير من موناكو في المركز السادس.
والفوز هو الثالث لبوتاس، هذا الموسم، بعد سباقي «أستراليا الافتتاحي» و«أذربيجان» في الجولة الرابعة، والسادس في مسيرته، وقلّص بالتالي الفارق عن زميله «هاميلتون» إلى 64 نقطة، مع تبقي أربعة سباقات حتى نهاية الموسم، والمنافسة على 104 نقاط.
وطبقاً للنتائج حتى نهاية السباق الياباني، وقبل أربعة سباقات متبقية في بطولة العالم، بات لقب فئة السائقين متاحاً فقط أمام أحد سائقي فريق «مرسيدس»، هاميلتون، المرشح الأبرز، وزميله، بوتاس.
ومن الناحية الحسابية، يستطيع هاميلتون إحراز لقبه العالمي السادس والاقتراب من الرقم القياسي المسجل باسم شوماخر (7 ألقاب)، في سباق جائزة المكسيك الكبرى في حال فوزه وحصوله على النقطة الإضافية لأسرع لفة، من دون احتلال بوتاس المركزين الثاني أو الثالث علماً بأن الصراع بات محصوراً بين سائقي مرسيدس بعد نتائج سباق اليابان.
وكان بوتاس انطلق من المركز الثالث في التجارب الرسمية الأخيرة التي أقيمت قبل سباق الأمس بثلاث ساعات، بعد أن حال إعصار هاغيبيس دون إقامتها السبت وشهدت مفاجأة لفيراري بحلول سائقيها فيتيل ولوكلير في المركزين الأولين.
بيد أن بوتاس نجح في انتزاع المركز الأول عند الانطلاق الذي شهد اصطداماً بين سيارتي الهولندي ماكس فيرستابن سائق فريق رد بول، ولوكلير، سرعان ما أدى إلى انسحاب الأول بسبب الأضرار التي لحقت بسيارته في اللفة الخامسة عشرة، في حين اضطر الثاني إلى الدخول إلى المرأب من أجل تغيير الجناح الأمامي لسيارته.
وقال بوتاس: «أنا سعيد جدّاً. الانطلاق من المركز الثالث لم يكن سهلاً. خضت سباقاً رائعاً ونجحت في انتزاع المقدمة، ثم السيطرة على السباق بفضل السرعة الفائقة التي تميزت بها السيارة».
في المقابل، اعترف فيتيل بارتكابه خطأ عند الانطلاق بقوله: «كان خطئي، خسرت الزخم في تلك اللحظة، وتميزت مرسيدس بسرعة أكبر منا. كان الأمر صعباً للاحتفاظ بالمركز الثاني».
وكان فيتيل محظوظاً لأن مراقبي السباق لم يعاقبوه على تحرك سيارته قليلاً قبل إطفاء الأضواء بالكامل، قبل أن يحقق انطلاقة متأخرة.
وبقي فيتيل محاصَراً بين سيارتي مرسيدس إلى أن دخل المرأب لتغيير إطارات سيارته في اللفة السابعة عشرة ولحق به بوتاس في اللفة التالية، وخرج متقدماً عليه لكن متخلفاً عن زميله هاميلتون الذي اعتمد فريقه استراتيجية التوقف لمرة واحدة خلال السباق. بيد أن البريطاني الساعي إلى إحراز لقبه العالمي السادس اشتكى من تآكل إطارته في اللفة الثانية والعشرين فاضطر إلى تغييرها في اللفة ذاتها.
وبدأ هامليتون يضيق الخناق على فيتيل صاحب المركز الثاني الذي دخل مرة جديدة إلى المرأب في اللفة الـ32 لتغيير إطارات فيراري، وحذا حذوه بوتاس بعدها بخمس لفات ليتركا هاميلتون في صدارة السباق.
وتساءل هاميلتون عن كيفية التتويج بالسباق، لا سيما إن كان عليه الدخول مجدداً إلى المرأب، وتحدث إلى فريقه بالقول: «قولوا لي ماذا يتوجب علي القيام به للفوز بالسباق؟».
وبالفعل دخل هاميلتون مرة جديدة في اللفة 43 وخرج وراء فيتيل وحاول تخطيه في اللفتين الأخيرتين، لكن من دون جدوى، ليكتفي بالمركز الثالث وكان عزاؤه تحقيق أسرع لفة في السباق وإحرازه نقطة إضافية.
وهنّأ هاميلتون فريقه بإحراز لقب الصانعين بقوله: «قمنا بجهود كبيرة على مدى السنوات السبع الأخيرة. قام الفريق بعمل رائع، وأنا فخور كوني جزءاً من هذا الإنجاز. آمل أن يحتفل الجميع».
وعما إذا كان يعتقد بإمكانية فوزه لولا استراتيجية فريقه خلال السباق، أجاب هاميلتون: «هذه النقطة ليست مهمة. إنه مجرد افتراض. فالتيري استحق الفوز وكل الأنظار متوجهة إلى سباق المكسيك الآن».
وأهدى مدير مرسيدس النمسوي توتو وولف الفوز السادس توالياً في فئة الصانعين إلى مواطنه الأسطورة نيكي لاودا الذي تُوفّي في وقت سابق من العام الحالي. وقال وولف: «نريد إهداء هذا الفوز إلى روح نيكي لأنه كان جزءاً مهمّاً منذ بداية المغامرة. لقد كان رجلاً استثنائياً».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».