انسحاب إنجلترا من المباريات يعني انتصار العنصرية

على اللاعبين الصمود في أرض الملعب بغض النظر عما يردده مشجعو بلغاريا

إبراهام مهاجم منتخب إنجلترا قال إنه وزملاءه سينسحبون في حال التعرض لإساءات عنصرية (رويترز)
إبراهام مهاجم منتخب إنجلترا قال إنه وزملاءه سينسحبون في حال التعرض لإساءات عنصرية (رويترز)
TT

انسحاب إنجلترا من المباريات يعني انتصار العنصرية

إبراهام مهاجم منتخب إنجلترا قال إنه وزملاءه سينسحبون في حال التعرض لإساءات عنصرية (رويترز)
إبراهام مهاجم منتخب إنجلترا قال إنه وزملاءه سينسحبون في حال التعرض لإساءات عنصرية (رويترز)

شعرت بالصدمة عندما سمعت أن لاعبي المنتخب الإنجليزي لكرة القدم يفكرون في الخروج من الملعب، إذا سمعوا هتافات عنصرية من الجمهور البلغاري، في المباراة التي ستجمع المنتخبين اليوم في تصفيات كأس الأمم الأوروبية. لقد أظهر اللاعبون أصحاب البشرة السمراء مرونة كبيرة للغاية، على مدار الأربعين عاماً الماضية، في التعامل مع هذه القضية، وكانوا يُذكرون أنفسهم دائماً بالبلدان والأندية التي يمثلونها، وكان قرارهم دائماً بعدم مغادرة الملعب، بغض النظر عما يحدث في المدرجات.
وأعتقد أنه لو نفذ المنتخب الإنجليزي تهديده بالانسحاب من ملعب المباراة، حال تعرض أحد لاعبيه للعنصرية، فإن ذلك سيكون بمثابة نكسة كبيرة لكرة القدم ككل، نظراً لأن تداعيات ذلك لن تقتصر على نتيجة المباراة فحسب. في الحقيقة، يعتقد الكثير من أصحاب البشرة السمراء، الذين تحدثت إليهم، سواء كانوا في وظائف لها علاقة بكرة القدم أم لا، أن العنصرية ستنتصر لو خرج لاعبو المنتخب الإنجليزي من الملعب.
لقد قلت لسنوات عديدة إن العنصرية في كرة القدم توفر للحركات الفاشية وسيلة للترويج لرسالتها، وبالتالي فإن إقدام المنتخب الإنجليزي على هذه الخطوة سيساعد تلك الحركات في تحقيق أهدافها.
يتعين على اللاعبين البقاء في الملعب، لأن خروجهم يعني أن الأشخاص الذين يرددون هتافات عنصرية قد حققوا أهدافهم تماماً. وهناك سؤال يطرح نفسه بقوة: هل سيخرج المنتخب الإنجليزي من الملعب لو كانت فائزاً مثلاً بثلاثية نظيفة، مع تبقي 10 دقائق على نهاية المباراة؟ هل سيقدمون على ذلك حقاً؟ وهل لو كانت حافلة الفريق في طريقها لملعب المباراة، وأحاط بها المشجعون ورددوا هتافات عنصرية، هل سيطلب اللاعبون من سائق الحافلة أن يعود بهم مرة أخرى إلى المطار؟ بالطبع لا!
وهناك أسئلة أخرى، يجب طرحها في هذا الصدد، هل انسحاب الفريق من المباراة سيجعل المسيئين يشعرون بأنهم أخطأوا؟ وهل سيكون هناك رد فعل آخر خارج ملعب المباراة؟ وهل انسحاب المنتخب الإنجليزي سيجعل جمهور بلدهم يشعر بغضب شديد، ويحاول الانتقام من الجمهور البلغاري خارج الملعب؟ وماذا لو كان هناك أشخاص من أصحاب البشرة السمراء بين المشجعين الإنجليز أنفسهم في العاصمة البلغارية صوفيا؟
يعتقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحاد الدولي لكرة القدم أن الجمهور يحكم نفسه ذاتياً، لكن الحقيقة هي أن ذلك يؤدي إلى فوضى في المدرجات. ويجب أن نعرف أن الأشخاص الذين يرددون هتافات عنصرية لديهم أجندة واضحة، وهي نشر الفوضى والعنف، وهو ما يعني أن خطر العودة إلى أيام مثيري الشغب في المدرجات تلوح في الأفق.
يتعين على الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم أن يبذلا مزيداً من الجهد، وأن يتخذا المزيد من الخطوات لمواجهة العنصرية، ويتعين على المسؤولين في الاتحادين أن يتعاملوا مع الأحداث العنصرية بكل قوة وحزم، ويجب أن تكون العقوبات معروفة قبل بداية المباراة، خصوصاً أن هذه هي الرياضة الشعبية الأولى في العالم.
أعلم أن المدير الفني للمنتخب الإنجليزي، غاريث ساوثغيت، قال إن إنجلترا تثق في البروتوكول الذي أعلن عنه الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، الذي يتضمن ثلاث خطوات: الأولى إخطار حكم المباراة، كي يوجه رسالة إلى الجماهير، ثم إيقاف الحكم للمباراة مؤقتاً في حال تكرار الهتافات العنصرية، وأخيراً إيقاف المباراة نهائياً، في حال تعذر استكمالها في ظروف طبيعية. لكن تخيلوا المشاهدين في المنازل، وهم ينتظرون لمدة تتراوح بين 10 و15 دقيقة لحدوث شيء ما إذا قام حكم المباراة بإخراج اللاعبين من الملعب، في حال ترديد الجمهور لهتافات عنصرية!
كما يتعين علينا أن ننظر إلى الأمر من وجهة النظر التي تتعلق بكرة القدم نفسها؛ حيث سيحتاج اللاعبون إلى إجراء عمليات الإحماء مرة أخرى قبل عودتهم لاستكمال المباراة، حتى لا يتعرضوا للإصابة.
في الحقيقة، تكمن المشكلة في أن مسؤولي الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم يتخذون القرارات كرد فعل، وليس كإجراء استباقي، بمعنى أنهم يتصرفون دائماً بعد الحدث وليس قبله. ويجب على هؤلاء المسؤولين أن يفرضوا عقوبات صارمة ومشددة على من يرددون الهتافات العنصرية، مثل حرمان النادي الذي يردد جمهوره هتافات عنصرية من خوض المباريات الأربع التالية على ملعبه. ولو تكرر الأمر مرة أخرى، يجب تشديد العقوبة، وهكذا.
إنني لم أفكر مطلقاً في الانسحاب من ملعب المباراة، عندما كنت لاعباً، ولم يكن ذلك خياراً أمامي من الأساس. ربما كان يمكن للاعبين الآخرين من أصحاب البشرة السمراء أن يخرجوا من الملعب إذا تعرضوا لهتافات عنصرية، وبالتالي لن يكون أمام المدير الفني في هذه الحالة إلا إدخال لاعب بديل.
ولعل الأمر المهم في هذه الحالة هو الحالة الذهنية والنفسية للاعبين. ويحصل اللاعبون في الوقت الحالي على مبالغ مالية كبيرة من أجل تحمل الضغوط الكبيرة التي يواجهونها. لكن لو تعرض اللاعب لإساءة عنصرية في الشارع بعيداً عن ملعب المباراة، فكيف سيكون رد فعله؟ هل سيستسلم لهذا الأمر؟
يمكن للاعبين في الوقت الحالي الاستعانة بعلماء النفس الرياضي، وهناك الكثير من الموارد المتاحة أمامهم للتعامل مع هذا الأمر، وهي الأشياء التي لم تكن متاحة للاعبي جيلي، بل كان يتعين علينا أن نتعامل مع مثل هذه الأشياء بمفردنا. وهذه هي الطريقة التي يحكم بها الناس على شخصيتك، لأن هذه القضية تعد مشكلة اجتماعية، وليست مشكلة من مشكلات كرة القدم فقط. وبالتالي، فإن الطريقة الوحيدة للقضاء على العنصرية هي معاقبة النادي الذي يتورط جمهوره في هذا الأمر بخوض المباريات التالية من دون جمهور.
إن أفضل نصيحة يمكنني تقديمها إلى تامي إبراهام أو أي لاعب آخر من أصحاب البشرة السمراء هي أن يلعب بشكل جيد، وأن يسجل هدفاً، بل وأن يسجل ثلاثة أهداف في المباراة، ثم يذهب ويقف أمام هذا الجمهور الذي يسيء إليه، ليقول لهم إنهم لا يمكنهم التغلب عليه. أما الخروج من ملعب المباراة فهو بمثابة استسلام، بما يعني أن العنصرية هي التي انتصرت.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.