السيسي يعلن عن لقاء مع رئيس وزراء إثيوبيا حول سد النهضة في موسكو

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد - أرشيف (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد - أرشيف (رويترز)
TT

السيسي يعلن عن لقاء مع رئيس وزراء إثيوبيا حول سد النهضة في موسكو

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد - أرشيف (رويترز)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد - أرشيف (رويترز)

كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم (الأحد)، عن اتفاق مع رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد على عقد لقاء في موسكو لحل أزمة سد النهضة.
وقال السيسي، في كلمته خلال فعاليات الندوة التثقيفية الـ31 للقوات المسلحة المصرية، إن «مصر تعمل على تعظيم المتاح من المياه عبر محطات تحلية المياه»، إلا أنه حذر في الوقت نفسه من أنه «وفقاً للمعايير الدولية فإننا قد دخلنا مرحلة الفقر المائي»، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.
وكانت الرئاسة المصرية أفادت، أول من أمس (الجمعة)، بأن السيسي تلقى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإثيوبي. وقال المتحدث باسم الرئاسة، السفير بسام راضي، إن «الاتصال تضمن التأكيد على أهمية تجاوز أي معوقات بشأن مفاوضات سد النهضة، سعياً للتوصل إلى اتفاق يحقق آمال وتطلعات شعوب الدول الثلاث، مصر والسودان وإثيوبيا، وفي إطار إعلان المبادئ الموقّع بينها».
وكانت مصر قد أعلنت، مطلع الأسبوع الماضي، وصول مفاوضات «سد النهضة» لـ«طريق مسدودة نتيجة تشدُّد الجانب الإثيوبي، ورفضه المقترحات كافة التي تراعي مصالح مصر المائية».
وتجري مصر وإثيوبيا والسودان، مفاوضات، منذ نحو 8 سنوات، من دون التوصل إلى نتيجة... وتخشى القاهرة أن يؤدي السد للإضرار بحصتها من مياه النيل، التي تُقدر بـ«55.5 مليار متر مكعب»، وتعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة.
وفي سياق آخر، أكد السيسي على أن انتصارات حرب أكتوبر (تشرين الأول) المجيدة باتت علامة فارقة في تاريخ العلوم العسكرية، مضيفاً «إن مَن لا يملك جيشاً وطنياً وسلاحاً عصرياً لا يملك أمناً». وأضاف: «إن مصر دولة محورية في محيط مضطرب... فلا أمن ولا استقرار لتلك المنطقة من دون مصر التي يرغب مَن يستهدفها في إسقاط منطقة بأكملها، وليس دولة فحسب»، حسب ما ذكرت وكالة «أنباء الشرق الأوسط» الرسمية.
وتابع الرئيس المصري: «إن شعب مصر لم يتغير، وقادر على مواصلة التضحية من أجل وطنه، نحن نمضي في طريقنا بنجاح، وفق شهادات المؤسسات الدولية»، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الدولة تدرك شدة ما يتحمله المصريون من مصاعب اقتصادية.
ودعا السيسي المصريين إلى العمل معاً من أجل تشييد دولة حديثة عصرية تمتلك مقومات التقدم والازدهار، قائلاً: «إن تطور الحضارة البشرية امتد ليطال مفهوم الحرب الحديثة الذي بات يشمل أيضاً الحروب غير المتماثلة، التي تتضمن حرب المعلومات وأساليب الدعاية الإعلامية التي أصبح الاجتزاء والتضليل وسيلة مهمة من وسائلها، وهو الأمر الذي يتعين علينا جميعاً الانتباه له، في ظاهره يتجمل بالدعوة إلى مصلحة هذا الشعب، أما باطنه فلا يضمر لمصر ولشعبها سوى الشر والسوء».
وقال السيسي: «إن هذا يأتي عبر زعزعة الاستقرار والثقة المتبادلة بين الشعب ومؤسسات دولته... لقد انتصرنا في حرب أكتوبر المجيدة التي عكست إيماناً عميقاً بشرف وعدالة القضية، التي حمل أبناء مصر على أكتافهم عبء الدفاع عنها، فأعز الله مصر ومكّن أبناءها ليخطّوا بأحرف من نور معركة نضال وطني أضحت علامة فارقة في تاريخ العلوم العسكرية، ودرساً يتلقاه طلابها حتى يومنا هذا».
وأضاف السيسي: «إن دراستنا لنصر أكتوبر العظيم تقودنا إلى خلاصات ضرورية لبناء الوطن؛ أولها يكمن في التضحية من أجل وطننا، والعمل بصبر واجتهاد لبنائه، وثقتي بشعب مصر، ومعدنه الأصيل، أنه لم يتغير، وما زال قادراً وراغباً في التضحية من أجل وطنه، وثانيها فتكمن في الإصرار بحكمة على تحقيق الهدف، الذي سيتحقق بإذن الله بمواصلة طريقنا، الذي أعرب المصريون عن اعتزامهم استكماله، رغم ما يتحملونه من مصاعب اقتصادية تدرك الدولة مدى شدتها، ولكنه الطريق الحتمي، لنحقق معاً ما نحلم به من أجل وطننا، ذلك الطريق الذي نمضي فيه معا بنجاح، وفق شهادات المؤسسات الدولية، التي أشادت بما حققته مصر من معدلات نمو اقتصادي واعدة، ودوماً ما نؤكد على أن قوتنا تكمن في وحدتنا».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».