البرهان يفتتح المفاوضات مع الحركات المسلحة بجوبا

وفد تفاوضي مشترك من مجلسي السيادة والوزراء

عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
TT

البرهان يفتتح المفاوضات مع الحركات المسلحة بجوبا

عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)
عبد الفتاح البرهان (أ.ف.ب)

يشهد رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، في 14 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، بعاصمة دولة جنوب السودان، الجلسة الافتتاحية للمفاوضات مع الحركات المسلحة المنضوية في تحالف «الجبهة الثورية» والحركة الشعبية لتحرير السودان، بقيادة عبد العزيز آدم الحلو، يحضرها عدد من رؤساء دول الجوار. في أثناء ذلك أصدر مجلس السيادة مرسوماً دستورياً بتعيين سليمان محمد الدبيلو رئيساً لمفوضية السلام ومقرراً للمجلس الأعلى للسلام.
ويترأس البرهان، مجلس السلام الذي يضم في عضويته أعضاء «السيادة»، ورئيس مجلس الوزراء الانتقالي، ووزير مجلس الوزراء، ووزير العدل، ووزير الحكم الاتحادي، إلى جانب ثلاثة خبراء أكْفاء من ذوي الصلة. وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادرها أن وفد المفاوضات الحكومي يضم من أعضاء مجلس السيادة، محمد حمدان دلقو، ومحمد الفكي سليمان، وشمس الدين الكباشي، وياسر العطاء، ومحمد الحسن التعايشي، إلى جانب عدد من وزراء الحكومة.
وتسلم الفريق أول الركن عبد الفتاح البرهان، أول من أمس، دعوة رسمية من رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، لحضور الجلسة الافتتاحية لمفاوضات السلام بين وفدى الحكومة والحركات المسلحة.
من جانبه، أكد مستشار رئيس دولة جنوب السودان توت قلواك، اكتمال الاستعدادات لانطلاق المفاوضات وحرص بلاده على إنجاح المفاوضات وتحقيق السلام الشامل في السودان.
من جهته، أكد عضو مجلس السيادة محمد الحسن التعايشي، وصول الدعوات إلى كل الحركات المسلحة في المفاوضات، وحضور الشركاء الإقليميين والدوليين وعدد من رؤساء الدول الصديقة والشقيقة.
وأشار إلى أن دولة جنوب السودان وما تتمتع به من مشتركات مع السودان مؤهلة لاستضافة عملية السلام. ومن مهام المجلس الأعلى للسلام وضع السياسات العامة المرتبطة بمخاطبة جذور المشكلة ومعالجة آثارها، للوصول إلى تحقيق السلام العادل، كما يختص بالعمل على معالجة قضايا السلام الشامل الواردة في الفصل الخامس عشر من الوثيقة الدستورية للفترة الانتقالية.
كما يعمل «مجلس السلام» على ترسيخ مبادئ السلام ورفع الحس الوطني وتعزيز الأمن والاستقرار، وقيادة المبادرات لبناء الثقة والسعي لمواصلة الحوار في القضايا الجوهرية مع الأطراف كافّة لاستكمال عملية السلام.
ووقّعت الحكومة الانتقالية والجبهة الثورية منتصف الشهر الماضي، اتفاق «إعلان مبادئ» لمعالجة قضايا الحرب والسلام، وحددت شهرين كسقف أعلى لإكمال عملية السلام.
ونص الاتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بين الحكومة والحركات المسلحة وفتح مسارات لوصول الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى مناطق النزاعات والحروب وإرجاء تشكيل المجلس التسريعي وتأجيل تعيين حكام الأقاليم إلى حين الوصول إلى اتفاق سلام نهائي. واتفق الجانبان على تشكيل لجنة مشتركة لتنفيذ المطلوبات الواردة في اتفاق المبادئ قبل الدخول في المفاوضات المباشرة، والتي تهدف إلى إشراك الحركات المسلحة في أجهزة السلطة الانتقالية. وأجرى مجلس السيادة الأسبوع المنصرم، في أديس أبابا مشاورات غير رسمية مع الحركات المسلحة في «الجبهة الثورية» لمناقشة مسارات العملية التفاوضية.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.