قتلى وأسرى حوثيون بينهم قيادي ميداني في جبهات بحجة وتعز

قصف الميليشيات دفع نازحين إلى الهروب جنوب الحديدة

TT

قتلى وأسرى حوثيون بينهم قيادي ميداني في جبهات بحجة وتعز

سقط قتلى وجرح بصفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية بمعارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية في محافظة حجة، شمال غربي صنعاء، وفي جبهتي الصلو والأقروض، جنوب شرقي محافظة تعز، بالتزامن مع استمرار ميليشيات الانقلاب بتصعيدهم العسكري في محافظة الساحلية، غرب اليمن.
ففي محافظة حجة، المحاددة للسعودية، سقط العشرات من ميليشيات الحوثي الانقلابية، بين قتيل وجريح، خلال الـ48 ساعة الماضية، في معارك مع الجيش الوطني وغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية، علاوة على أسر الجيش الوطني 5 انقلابيين بينهم قيادي بارز.
وقالت المنطقة العسكرية الخامسة، في بيان لها نشرته عبر مركزها الإعلامي، إن «عشرات القتلى والجرحى سقطوا، في 7 غارات شنتها مقاتلات تحالف دعم الشرعية، صباح السبت، منها 3 غارات استهدفت مواقع وتجمعات الانقلابيين شرق الحمراء بمديرية مستبأ، و3 غارات أخرى شمال مزارع الجر وأخرى شرق حرض، فيما لا تزال جثث الميليشيات متناثرة في خطوط التماس».
وأعلنت المنطقة الخامسة، الجمعة، أسر 5 انقلابيين بينهم قيادي حوثي بارز في محافظة حجة، إضافة إلى سقوط عدد من الانقلابيين بين قتيل وجريح، وذلك خلال تصديه وكسر هجوم واسع لميليشيات الحوثي الانقلابية. وقالت في بيان لها إن «الجيش الوطني كسر أوسع هجوم لميليشيات الحوثي في حجة وكبدها الخسائر الفادحة، حيث لقي العشرات من الميليشيات مصرعهم وجُرحَ آخرون، في حين أسر 5 عناصر بينهم قيادي بارز، في أعنف هجوم يتصدى له الجيش الوطني بجميع محاور القتال في محافظة حجة».
وأوضحت أن «الميليشيا شنت هجومها الواسع على مواقع المنطقة العسكرية الخامسة جنوباً في بني حسن بعبس، مروراً بمستبأ وشرق حيران، وصولاً إلى جنوب مديرية حرض الحدودية»، وأن «الهجوم استمر نحو 6 ساعات متواصلة قبل أن تتقهقر الميليشيا مخلفة قتلى وجرحى بالعشرات، ووقوع 5 من العناصر الميليشاوية بقبضة الجيش الوطني، بينهم قيادي حوثي بارز، وآخر جريح تم نقله إلى مشافي المملكة لتلقي العلاج».
وذكرت المنطقة الخامسة أن «مقاتلات التحالف العربي شنت 4 غارات جوية متفرقة في مناطق مختلفة بمديريتي عبس وحرض»، لافتة إلى أن «ميليشيا الحوثي الانقلابية، كانت قد أعدت طوال الشهرين الماضيين لهذا الهجوم وحشدت له من أغلب المديريات الخاضعة لها في محافظة حجة».
ونقل مركز إعلام المنطقة عن مصادر ميدانية وطبية، شهادتها عن «وصول طواقم الإسعاف إلى مستشفيات عبس ومدينة حجة محملة بجثث وجرحى ميليشيا الحوثي».
وبالانتقال إلى الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، تواصل ميليشيات الانقلاب سلسلة خروقاتها اليومية للهدنة الأممية من خلال القصف واستهداف مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني والأحياء والقرى السكنية شرق مدينة الحديدة والريف الجنوبي للمحافظة، التحيتا وحيس والدريهمي، بمختلف أنواع الأسلحة.
وذكر مركز إعلام قوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، أن «مسلسل الجرائم والانتهاكات الحوثية بحق المواطنين الأبرياء أدى إلى سقوط مئات المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال وكبار السن خلال عمليات الاستهداف والقتل المباشر من قبل الحوثيين، كما أن آخرين سقطوا بسبب الألغام والعبوات الناسفة التي زرعتها الميليشيا في الطرقات العامة والمزارع بمختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة».
وقال: «يتواصل تشريد العائلات والأسر من منازلهم في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة جراء قصف واستهداف الميليشيات الحوثية لمنازلهم وتشريدهم منها، وعمدت ميليشيات الحوثي إلى انتهاك حقوق الإنسان في مختلف مناطق الحديدة منذ بدء الهدنة الأممية لوقف إطلاق النار في الحديدة نهاية العام الماضي، حيث تمارس جرائم التهجير القسري ضد المواطنين الأبرياء بقصف منازلهم وأحيائهم السكنية والأسواق العامة والمزارع بشكل يومي».
ونقلت عن نازحين تحدثوا أنهم «شُرِّدوا من منازلهم بسبب قذائف الميليشيات الحوثية المستمرة لهم، حيث قامت بقصف منازلهم وتشريدهم من منازلهم وتمركزت فيها».
وأعلن الجيش الوطني تمكن الفرق الهندسية التابعة له من انتزاع كميات من الألغام التي زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في مديرية الصفراء شمال محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي شمال غربي صنعاء.
ونقل مركز إعلام الجيش عن مصدر عسكري قوله، بأن «الفرق الهندسية التابعة لقوات الجيش الوطني في جبهة النقعة بمديرية الصفراء تمكنت من انتزاع أكثر من 97 لغماً من جبل عار والمناطق المحيطة به، تنوعت بين 46 عبوة موجهة، و12 عبوة ذات أشراك مموهة، و39 لغماً فردياً».
وذكر أن «الفرق الفنية تواصل مسح المناطق المحررة مؤخراً في مديرية الصفراء حتى تطهيرها بالكامل من الألغام كما تم تطهيرها من الميليشيات الحوثية سابقاً».
وكانت قوات الجش الوطني تمكنت من السيطرة، الثلاثاء، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في مديرية الظاهر، جنوب غربي صعدة، على «جبال بني سعد وعدد من التباب المحيطة بها عقب هجوم مباغت شنته على مواقع تمركز ميليشيا الحوثي المتمردة التي لاذت بالفرار»، وتمكنت من «قطع خطوط إمداد الميليشيا الحوثي في (لية) الممتد من الظاهر وحتى عمق حيدان».
كما تمكن الجيش، الأربعاء، من إسقاط صاروخ حوثي من نوع «قاهر» إيراني الصنع فوق جبال كتاف، شرق صعدة، وقالت قيادة كتاف في بيان لها أن «قوات الدفاع الجوي في محور كتاف صعد، بقيادة اللواء رداد الهاشمي، وبمساندة من قوات التحالف العربي، تمكنت صباح الأربعاء، من إسقاط صاروخ نوع (قاهر) أطلقته الميليشيات الحوثية في أحد جبال كتاف. وبعد الفحص والتحري تبين أن الصاروخ إيراني الصنع يحمل تاريخ 2019».
وأضافت «ويأتي هذا التطور في إدخال منظومة جديدة لدى كتيبة الدفاعات الجوية لمحور كتاف، وبحمد الله وتوفيقه تم إسقاطه ونحن لهم بالمرصاد».
تزامن ذلك مع استمرار المعارك في الجبهات الشمالية والغربية بمحافظة الضالع، بجنوب البلاد، وسط استمرار الجيش في عمليته العسكرية لاستكمال تطهير مديرية قعبطة، غربا، من قبضة ميليشيات الانقلاب، وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية.
وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» بأن «الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنا، صباح السبت، من إفشال محاولات ميليشيات الحوثي التقدم إلى مواقع الجيش الوطني غرب قعطبة واستعادة مواقع خسرتها الأسبوع المنصرم في عملية عسكرية نفذها الجيش، بإسناد المقاومة الشعبية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين».
وأشار إلى أن «الهجوم الحوثي تركز بشكل اعنف في منطقة الفاخر، غرب قعطبة، وذلك بعدما دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية خلال اليومين الماضيين بتعزيزات عسكرية إلى مواقعها من محافظة إب، بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها الميليشيات».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».