السيسي وآبي أحمد أكدا أهمية تجاوز أي معوقات بمفاوضات «سد النهضة»

صورة نشرتها أمس صفحة الرئاسة المصرية للسيسي ورئيس وزراء إثيوبيا
صورة نشرتها أمس صفحة الرئاسة المصرية للسيسي ورئيس وزراء إثيوبيا
TT

السيسي وآبي أحمد أكدا أهمية تجاوز أي معوقات بمفاوضات «سد النهضة»

صورة نشرتها أمس صفحة الرئاسة المصرية للسيسي ورئيس وزراء إثيوبيا
صورة نشرتها أمس صفحة الرئاسة المصرية للسيسي ورئيس وزراء إثيوبيا

بينما اعتبرها مراقبون «بادرة لانفراجة في أزمة ملف (سد النهضة) الإثيوبي». قالت الرئاسة المصرية إن «الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أكدا في اتصال هاتفي بينهما أمس» أهمية تجاوز أي معوقات بشأن مفاوضات (سد النهضة)، سعياً للتوصل إلى اتفاق يحقق آمال وتطلعات شعوب الدول الثلاث؛ مصر والسودان وإثيوبيا، وفي إطار إعلان المبادئ الموقع بينهم». وأكدت الرئاسة أنه «تم خلال الاتصال، التوافق على التطلع نحو دعم الجوانب المتعددة للعلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا».
وكانت مصر قد أعلنت مطلع الأسبوع الماضي، وصول مفاوضات «سد النهضة» لـ«طريق مسدودة نتيجة تشدد الجانب الإثيوبي، ورفضه المقترحات كافة التي تراعي مصالح مصر المائية». وقال الرئيس السيسي في تصريح متزامن حينها إن «بلاده ستواصل اتخاذ ما يلزم من إجراءات وفي إطار محددات القانون الدولي لحماية حقوقها». كما دعا في تصريح آخر المجتمع الدولي للقيام بـ«دور بناء في حث جميع الأطراف على التحلي بالمرونة».
وتجري مصر وإثيوبيا والسودان، مفاوضات منذ نحو 8 سنوات، من دون التوصل إلى نتيجة... وتخشى القاهرة أن يؤدي السد للإضرار بحصتها من مياه النيل، والتي تقدر بـ(55.5 مليار متر مكعب)، وتعتمد عليها بنسبة أكثر من 90 في المائة في الشرب والزراعة والصناعة... وقد تمكنت الدول الثلاث في سبتمبر (أيلول) عام 2016 من التوصل إلى اتفاق مع مكتبين فرنسيين لإجراء الدراسات الفنية اللازمة، لتحديد الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المترتبة على بناء السد الإثيوبي، غير أنه لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية محل توافق بين الأطراف كافة حتى الآن. وفي يوليو (تموز) الماضي، سعت إثيوبيا إلى طمأنة مصر بالتأكيد على عزمها استئناف المفاوضات الثلاثية حول السد. وبعث آبي أحمد، رسالة للسيسي، نقلها وزير الخارجية الإثيوبي، أكد فيها (أحمد) «اهتمام بلاده وعزمها على استئناف مسار المفاوضات لتنفيذ ما تضمنه إعلان المبادئ المبرم بين الدول الثلاث عام 2015 بهدف التوصل إلى اتفاق ثلاثي حول قواعد ملء وتشغيل السد، وعلى نحو يراعي بشكل متساوٍ مصالح الدول الثلاث».
وتلقى الرئيس السيسي أمس (الجمعة) اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء الإثيوبي. وأكد بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن «رئيس الوزراء الإثيوبي أعرب عن شكره وتقديره للرئيس السيسي ولمصر، على التهنئة بفوزه بجائزة نوبل للسلام».
وأضاف راضي أن «الرئيس السيسي كرر تهنئته لآبي أحمد على جائزة (نوبل)، وقد تم التوافق خلال الاتصال عن التطلع نحو دعم الجوانب المتعددة للعلاقات الثنائية».
وكان السيسي قد هنأ آبي أحمد، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بمناسبة فوزه بجائزة «نوبل» أمس. وقال إن «فوز (آبي أحمد) هو فوز جديد لقارتنا السمراء الطامحة دوماً للسلام والساعية لتحقيق الاستقرار والتنمية... وأتمنى أن تستمر جهودنا البناءة الرامية لإنهاء جميع الصراعات والخلافات في القارة الأفريقية بإرادة من أبنائها وشعوبها العظيمة».
وسبق أن أكد مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري في بيان أمام مجلس النواب (البرلمان) قبل أيام، أن «الحوار (مع إثيوبيا) لا يزال مفتوحاً من أجل الوصول لحلول، بشرط ألا يؤثر ذلك على حقوق مصر»، مؤكداً أن «الجلسة الأخيرة بين الدول الثلاث شهدت تشدداً من الجانب الإثيوبي حول ثوابت كانت محل توافق، والتي كانت تتعلق بملء السد، وفترة ملئه وآليته، وما بعد ملء السد وتشغيله، طالما أن السد أصبح حقيقة واقعة». مشيراً إلى أن «هناك نوعاً من الخلاف مع الجانب الإثيوبي، طبقاً لاتفاق إعلان المبادئ، الذي كان ينص على أنه في حال عدم اتفاق الدول الثلاث يكون هناك وسيط دولي»، كما لفت إلى أن «مصر طالبت بذلك؛ لكن الجانب الإثيوبي طلب مزيداً من التفاوض، ووجدنا الأنسب أن تكون هناك وقفة ووجود وسيط دولي، طالما أن هناك اختلافاً حول الجوانب الفنية». وتبني إثيوبيا السد بهدف أن تصبح أكبر دولة مصدرة للطاقة في أفريقيا من خلال توليد أكثر من 6000 ميغاواط، ووفقاً للمخطط سيتم الانتهاء من المشروع عام 2023. وسبق أن أكدت وزارة الشؤون الخارجية الإثيوبية مؤخراً، أن «إثيوبيا مقتنعة بضرورة استمرار المشاورة الفنية»، باعتبارها «توفر الخيار الوحيد لحل الخلافات بين الدول الثلاث فيما يتعلق بملء وتشغيل السد».
ورفضت إثيوبيا من قبل مقترحات مصر بشأن قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة»، وصعدت لهجتها حينها. منتقدة ما اعتبرته أنه «يتعارض مع سيادتها». وتقول مصادر مصرية إن «القاهرة تستهدف التوصل لاتفاق عادل ودائم بشأن السد الإثيوبي في إطار من التعاون والمصلحة المشتركة».
من جهة أخرى، أجرى السيسي، مساء أول من أمس، اتصالاً هاتفياً مع الرئيس الغابوني علي بونجو. وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن «الرئيس أكد الأهمية الخاصة التي يوليها للتشاور مع الرئيس بونجو، في ضوء العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين، وحرص مصر على العمل على تعزيز التعاون مع الغابون في مختلف المجالات».
من جانبه؛ أشاد الرئيس الغابوني «بالتطور المستمر في مسار العلاقات الثنائية بين مصر والغابون»، معرباً عن تقديره العميق لمصر وشعبها وقيادتها، منوهاً إلى «وجود آفاق واسعة لتطوير العلاقات ودفع أطر التعاون المشترك بين البلدين في مختلف المجالات».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.