انخفاض رواتب اللاجئين السوريين في ألمانيا يدفعهم إلى تحسين مؤهلاتهم

TT

انخفاض رواتب اللاجئين السوريين في ألمانيا يدفعهم إلى تحسين مؤهلاتهم

تختلف أوضاع اللاجئين السوريين والعراقيين الحالية في ألمانيا بحسب نوعية الإقامة، وكذلك شهاداتهم، وطرق تعامل اللاجئ أو اللاجئة مع المراحل المختلفة المطلوبة للاندماج في هذا البلد، ولإيجاد فرصة عمل ولو بسيطة، من خلال عقد مؤقت يمتد لأشهر.
ومنذ بداية وصولهم، تتنوع الإقامات الممنوحة للاجئ ما بين الحماية التي هي عبارة عن عام أو اثنين أو ثلاثة، بحسب المنطقة أو المدينة وحتى الريف، واللجوء الذي يكون مستمراً لسنوات أكثر. وتختلف الحقوق المتعددة المتعلقة بهذه الإقامة، التي ترتبط بشكل تلقائي بعدد سنوات اللجوء.
أما المسؤول عن شهادة إقامة اللاجئ وكونها لسنة أو أكثر، فهو الموظف الألماني الذي يحدد مدى خطورة عيش السوري المتقدم للجوء، واستمرار وجوده في بلده أو في بلد مجاور. هذا، ويتم تجديد الإقامة في ألمانيا إذا كانت عاماً واحداً بشكل تلقائي، أو أن الموظف الألماني قد يطلب مقابلة الشخص المعني، في حال كانت هناك بعض المعلومات أو الأوراق التي لم يزودها بعد للمكتب المختص.
وترى سوسن خربوطلي المقيمة في برلين أنه «لا عدل في ألمانيا بموضوع الإقامة، ولا جوازات السفر التي أصبح على اللاجئ أن يطلبها من سفارته السورية، ثم يدفع كي يحصل على جواز سفر (الواحد نحو 350 يورو للعادي، ونحو 800 يورو للمستعجل). وقد تعاونت الحكومة الألمانية مع اللاجئ بعد اعتراضات على هذا القرار، لكن اللاجئ بقي دون جواز يخول له أن يغادر الأراضي الألمانية. وأصبح علينا أن نفعل المستحيل للحصول على الإقامة الدائمة التي تخول للاجئ أن يحصل على جواز سفر، ولكنها لا تُعطى سوى لمن يعمل منذ قدومه في عام 2014 خارج مدينة برلين، أو للاجئ منذ فترة أكثر من ثماني سنوات، ولها أيضاً شروط كثيرة».
وأضافت خربوطلي لـ«الشرق الأوسط» أن «إقامة السنة أو السنتين لا تؤمن للاجئ عملاً مناسباً، حيث يرفض رب العمل الألماني تشغيل من لديه إقامة سوف تنتهي بعد أشهر... كما أن توظيف مدرّسي بعض المواد كالرياضيات والفيزياء من السوريين في المدارس الألمانية أصبح يتطلب شهادة متقدمة باللغة الألمانية وليست متوسطة، كما كان الأمر في السابق، ما جعل التوظيف حكراً على متقن اللغة، خصوصاً في مجال التدريس».
ويفضل معظم أصحاب العمل الألمان أصحاب الشهادات الألمانية في مجالات كالطب والصيدلة، أي خريجي الجامعات في البلد ذاته، رغم أن تبديل الشهادات ليس بالأمر الصعب في هذا البلد، وفي عموم البلدان الأوروبية.
سالم الذي يعمل بشكل مؤقت في مطعم، يقول: «المشكلة هنا أن أجر اللاجئ السوري أقل من أجر الشخص الألماني حتى لو كانت مؤهلات السوري أكبر من المواطن هنا. رغم أن اللاجئ أيضاً يتَّبع أربعة أشهر بتعلم اللغة، وفيها أربع ساعات يومية يفرضها مركز العمل. كما أصبحت معظم الأعمال تتطلب الحصول على شهادة تُعتَبر أيضاً من أساسيات شروط التقدم للحصول على الجنسية الألمانية».
ويتابع أن الحكومة الألمانية «أصبحت تتبع ما اسمه (براكتيكوم) الشبيه بـ(الفورماسيون) في فرنسا، الذي تمتد مدته الزمنية من 15 يوماً إلى ثلاثة أشهر، ويكون مدفوعاً للاجئ أو لا، بحسب الاختصاص أو التأهيل المطلوب، وهو تأهيل تجريبي لمعرفة إذا كان اللاجئ قادراً على العمل مثلاً في مطعم أو فندق أو أي عمل يختاره».
من جهتها، تشير ميريام إلى أن «اللاجئ عليه أن يلتحق بالتأهيل المهني، خصوصاً مَن قام بإكمال دراسته هنا في ألمانيا منذ سن الشباب، إذ على اللاجئ أن يتخلى بعد فترة عن مساعدات الأطفال التي تستمر حتى بلوغ عمر 25 عاماً، وهذه المساعدات تُمنح أيضاً للأطفال الألمان حتى بلوغهم هذه السن، أي حتى يستطيع الشاب أن يشق طريقه سواء في دراسته أو في عمله عملاً مشرفاً».
وتختلف ألمانيا عن باقي البلدان الأوروبية بوجود مكاتب تشغيل يرتادها اللاجئون، والمشكلة أنها تتقاضى ربع أو ثلث الراتب في حال التوظيف، لمدة ستة أشهر.
يشير أحد الخبراء السوريين العاملين بهذه المكاتب إلى أن «عمل بعض اللاجئين خارج المدن الكبيرة، كبرلين، سواء بشكل نظامي أو بالأسود أمر متاح، لكن العمل بالمدن أعمالاً في الأسود أمر صعب جداً. وهكذا استطاع معظم اللاجئين أن يجدوا مجالاً للعمل في شركات البريد أو في شركات خدمات بسيطة. ويبلغ راتب اللاجئ الشهري نحو 1700 يورو، وهو راتب مناسب للعيش في ألمانيا، إذ إن تكلفة المعيشة رخيصة بشكل عام من ناحية الأغذية وما شابه، في حين أن الفواتير والطبابة قد ترهق حتى العاملين من اللاجئين. بينما تبلغ رواتب الأطباء وعاملي الصحة بالإضافة إلى تعويضاتهم، أكثر من هذا الراتب بكثير، ويحق لهم بعد فترة الحصول على منزل كبير».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.