«منظمة الصحة العالمية» تؤكد «دحر» الإيبولا في شرق الكونغو

طالبت بالمزيد من الجهود للقضاء على الفيروس عالمياً

TT

«منظمة الصحة العالمية» تؤكد «دحر» الإيبولا في شرق الكونغو

أعلنت «منظمة الصحة العالمية»، أمس (الخميس)، أن الجهود الدولية نجحت في «دحر» وباء «إيبولا» في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، غير أن هناك ضرورة لبذل المزيد من الجهود لإبادة الفيروس القاتل عبر أفريقيا والعالم.
وأفاد المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية الدكتور مايكل راين، وهو الطبيب الذي يقود الحملة ضد الفيروس شديد العدوى، بأنه «رغم أننا لا نستطيع الادعاء بأنه جرى القضاء على الفيروس، فإنه قد تم دحره إلى حد كبير من المدن نحو المناطق الريفية». وأوضح أنه «من المستحيل القول إن الوباء انتهى، فهو لم ينتهِ بعد»، بل إنه «يستحيل التنبؤ بالمكان الذي سينتشر فيه بعد ذلك»، رغم «احتواء الفيروس بشكل كبير في منطقة جغرافية أصغر. الآن علينا أن نقتل الفيروس».
وفي الأشهر الـ14 التي تلت الإعلان عن تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تُوفّي أكثر من 2100 شخص، بينهم أكثر من 160 عاملاً في مجال الرعاية الصحية.
وأفادت «منظمة الصحة العالمية»، الأسبوع الماضي، بأن أكثر من ألف شخص نجوا من المرض وعادوا إلى ديارهم. وفي ذروة انتشار المرض، في أبريل (نيسان)، كانت المنظمة تسجل 130 حالة إصابة في اليوم الواحد، وهو رقم بعيد كل البعد عما سُجّل الأسبوع الماضي حيث لم تتخط الحالات المؤكدة 20 حالة.
وقال راين: «استوجب الأمر وقتاً طويلاً لإجراء التحسينات اللازمة»، مضيفاً أنه «لا توجد عصا سحرية هنا (...)، وهذه الجهود تقوم كل يوم على أساس تعلم كيفية الرصد والمراقبة بشكل أفضل». وأشار إلى أن «حالة الوفاة داخل وحدات علاج (إيبولا) أقل من الثلث»، منوهاً بقيمة لقاحين فعالين يتم استخدامهما الآن لمكافحة المرض. وأوضح أنه «رغم أن إجمالي الوفيات الناجمة عن تفشي المرض لا يزال عند الثلثين، أو 67 في المائة، فإن الوفيات داخل وحدات علاج (إيبولا) قد انخفضت بشكل كبير».
وذكر أن الأولويات الرئيسية تشمل الآن ضمان متابعة كل حالة محتملة من حالات الإصابة بفيروس «إيبولا»، وتقليص وقت قبولها في مرفق العلاج، وذلك للحد من فرص انتشار المرض. وأشار إلى أن العيادات المتنقلة التي أنشأها الشريك الصحي «منظمة أطباء بلا حدود» أثبتت بنجاح أنه يمكن علاج الناس في مجتمعاتهم.
وبالإضافة إلى حصر الفيروس واحتوائه في المناطق النائية، تلفت المنظمة إلى أن «المجتمعات تبدي الآن ثقة متزايدة في مقدمي الرعاية الطبية ذوي المواهب العالية، الذين يعملون بجد». وهذا يعني أن الأشخاص الذين يُحتمل إصابتهم بالعدوى يبحثون الآن عن علاج أكثر احترافاً، وفي الوقت المناسب وبأعداد أكبر من ذي قبل، مما يقلل من خطر انتشار العدوى.
وعندما سُئِل عن آخر المعلومات حول تنزانيا، حيث أنكرت السلطات ظهور المرض بعد أن ثبت أن نتائج الاختبارات لحالات مشتبه بها كانت سلبية، قال الدكتور راين إن المنظمة «لا تزال ملتزمة تقديم المساعدة الفنية»، مضيفاً أن «الحكومة كررت في مناسبات كثيرة التقارير التي تفيد بعدم وجود فيروس (إيبولا) في تنزانيا، وأن نتائج الاختبارات كانت سلبية». واستدرك أن «مخاوفنا حول ذلك تتعلق فقط بعمق التحقيق ومشاركة المعلومات معنا، حتى نتمكن من إجراء تقييم كامل وشامل للمخاطر».


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».