الميثان يربك العلماء في بحثهم عن حياة على المريخ

أثارت المعلومات المتضاربة حول انبعاثات الميثان على المريخ جدلاً بين العلماء، لا سيما أن هذا الغاز يُعدّ أهم مؤشر على احتمال حياة كانت موجودة سابقاً على سطح الكوكب الأحمر، وإمكانية انتقال الإنسان للإقامة عليه مستقبلاً.
وفي تطور لافت بهذا الصدد قال ألكسندر تروخيموفيسكي، العضو في فريق مشروع «إكزو مارس - تي جي أو» لاستكشاف المريخ، عبر الاستشعار عن بُعد، إن الأجهزة الروسية التي تم تركيبها على المسبار «إكزو مارس»، لم تعثر على أي آثار للميثان في الغلاف الجوي للكوكب، علماً بأن العلماء الأميركيين تحدثوا في وقت سابق عن انبعاثات كثيفة لهذا الغاز.
وخلال مشاركته في الندوة العملية العاشرة حول المنظومة الشمسية، التي نظمها أخيراً معهد الفضاء الروسي، قال تروخيموفيسكي إن «العلماء الأميركيين العاملين ضمن برنامج (مسبار الفضول) أو (مختبر علوم المريخ)، سجلوا، في يونيو (حزيران)، انبعاثات قوية للميثان في منطقة فوهة غيل، عند الحدود الجيولوجية التي تجسد انقسام قشرة سطح المريخ».
وأشار بالمقابل إلى أن أجهزة المراقبة الروسية لم تسجل أي زيادة على كثافة الميثان، تزيد على حدود حساسية الأجهزة. مع ذلك أكد العالم الروسي أنه لا يشكك أبداً بالمعلومات التي سجلها البرنامج الأميركي، ولا في معطيات علماء الفضاء الأوروبيين بخصوص انبعاثات الميثان على المريخ، ورأى أن الأمر يتطلب العمل لتوضيح هذه الظاهرة، وكيف يظهر الميثان أحياناً ويختفي في أحيان أخرى.
ويولي العلماء غاز الميثان أهمية خاصة، لأن العثور عليه ضمن ظروف محددة على سطح المريخ يشكّل مؤشراً على احتمال وجود حياة في الطبقات العليا من قشرته السطحية. ومن جانب آخر، فإن احتياطي هذا الغاز هناك ربما تشكَّل نتيجة نشاط ميكروبات كانت تعيش على المريخ وماتت منذ زمن بعيد. هذا فضلاً عن أن الميثان يشير إلى ميزات أخرى لتاريخ هذا الكوكب، والاحتمالات المتصلة بأن الظروف عليه كانت مناسبة للحياة في مرحلة مبكرة من عمر المجموعة الشمسية.