فرقة «كامكاران» الكردية في أمسية فنية بلندن

أغان بين الشعر الصوفي واللحن الهادئ والفولكلور والإيقاع السريع

فرقة كامكاران.. الكل يشترك في العزف والأداء في تبادل جميل للأدوار (تصوير: جيمس حنا)
فرقة كامكاران.. الكل يشترك في العزف والأداء في تبادل جميل للأدوار (تصوير: جيمس حنا)
TT

فرقة «كامكاران» الكردية في أمسية فنية بلندن

فرقة كامكاران.. الكل يشترك في العزف والأداء في تبادل جميل للأدوار (تصوير: جيمس حنا)
فرقة كامكاران.. الكل يشترك في العزف والأداء في تبادل جميل للأدوار (تصوير: جيمس حنا)

فرقة كامكاران الموسيقية تتكون من مجموعة من الإخوة وأخت مع مشاركة بعض الزوجات أو الأبناء، يتميزون بالحس الموسيقي الرفيع والأداء الرائع والصوت الرخيم. أقاموا أول من أمس حفلا غنائيا في قاعة باربيكان بوسط لندن، حضره جمع غفير من الأكراد والإيرانيين والإنجليز وجاليات أخرى مقيمة في بريطانيا، بحيث لم يبق أي مقعد شاغر داخل القاعة. ذلك أن فرقة كامكاران لها صيت عالمي واسع خصوصا بعد أن اصطحبوا شيرين عبادي الإيرانية الحائزة جائزة نوبل للسلام بطلب منها إلى حفل استلام الجائزة لكي يشنفوا آذان الجمهور بأغان كردية وفارسية تعكس حضارة إيران المتنوعة والعريقة.
وهذه ليست المرة الأولى لفرقة كامكاران في بريطانيا، إذ إنهم سبق أن أقاموا حفلات مشتركة مع «أوركسترا لندن السيمفونية» في مدن بريطانية قبل 10 أعوام وتحديدا في عام 2004. إضافة إلى عروض كثيرة قدّموها في مدن أوروبية وولايات أميركية ودول آسيوية مختلفة. ومن الجدير بالذكر أيضا أنهم أحيوا في شهر مايو (أيار) الماضي حفلا موسيقيا في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، كنشاط خيري يعود ريعه إلى مرضى السرطان في كردستان.
بدأ الحفل - كالعادة - بتقديم أعضاء الفرقة واحدا تلو الآخر حيث تلقوا ترحيبا حارا من الجمهور. وبما أن الفرقة من كردستان إيران، فقد فضل القائمون على الحفل - أو بطلب من كامكاران ربما - تقسيمه إلى جزأين؛ فارسي وكردي.
الجزء الأول والمخصص للطرب الفارسي كان أغلب أغانيه من الشعر الفارسي القديم الذي يتميز بطابع صوفي عرفاني، فاختاروا لها ألحانا هادئة تدخل في آذان الجمهور وقلوبهم وعقولهم بانسيابية جميلة وعجيبة.
أما في الجزء الثاني من الحفل الذي كان مخصصا للأغاني الكردية، والذي استؤنف بعد استراحة قصيرة، فيبدو أن كامكاران فضلوا أن يناسب فيه صوتهم الصورة التي يظهرون بها، فدخلوا القاعة هذه المرة بالملابس الكردية ذات الألوان الزاهية والتصميم الجميل، مما حدا بالأكراد الحاضرين - الذين كانوا يشكلون النسبة الأكبر بين الجمهور - أن تتملكهم حالة من الإعجاب والفرح جعلتهم يستمرون في التصفيق والهتاف مدة غير قصيرة.
أما الأغاني فقد كان أغلبها من الفولكلور الكردي الذي تتميز كلماته بالبساطة والتلقائية وألحانه بالإيقاع السريع الذي كان سببا في جعل الجمهور - حتى الذين لم يكونوا يفهمون شيئا من معاني الكلمات - يستمر في تصفيق متناغم مع الأغاني ويأخذه إلى حالة نفسية جميلة بعيدة عن ضغوطات الحياة وبؤس الأخبار التي تُتداول في وسائل الإعلام والتي تتحدث أغلبها عن العنف والإرهاب خصوصا في منطقة الشرق الأوسط هذه الأيام.
يبقى أن نقول إن مما يميز فرقة كامكاران أيضا أنه ليس هناك توزيع للعزف على الآلات وأداء الأغنيات بين أعضائها، بل الكل يشترك في العزف والأداء في نفس الوقت، في تبادل جميل للأدوار حسب نوع وقوة صوت العضو وآلته التي تتطلب الفقرة الغنائية إبراز نغمتها في الأغنية.



هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
TT

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز
من حفل افتتاح بطولة العالم للجمباز

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.
يكشف خرما تفاصيل تأليف مقطوعاته الموسيقية التي عُزفت في البطولة، إلى جانب الموسيقى التصويرية لفيلم «يوم 13» المعروض حالياً في الصالات المصرية، فيعبّر عن فخره لاختياره تمثيل مصر بتقديم موسيقى حفلِ بطولة تشارك فيها 40 دولة من العالم، ويوضح: «أمر ممتع أن تقدّم موسيقى بشكل إبداعي في مجالات أخرى غير المتعارف عليها، وشعور جديد حين تجد متلقين جدداً يستمعون لموسيقاك».
ويشير الموسيقار المصري إلى أنه وضع «ثيمة» خاصة تتماشى مع روح لعبة الجمباز: «أردتها ممزوجة بموسيقى حماسية تُظهر بصمتنا المصرية. عُزفت هذه الموسيقى في بداية العرض ونهايته، مع تغييرات في توزيعها».
ويؤكد أنّ «العمل على تأليف موسيقى خاصة للعبة الجمباز كان مثيراً، إذ تعرّفتُ على تفاصيل اللعبة لأستلهم المقطوعات المناسبة، على غرار ما يحدث في الدراما، حيث أشاهد مشهداً درامياً لتأليف موسيقاه».
ويتابع أنّ هناك فارقاً بين وضع موسيقى تصويرية لعمل درامي وموسيقى للعبة رياضية، إذ لا بدّ أن تتضمن الأخيرة، «مقطوعات موسيقية حماسية، وهنا أيضاً تجب مشاهدة الألعاب وتأليف الموسيقى في أثناء مشاهدتها».
وفي إطار الدراما، يعرب عن اعتزازه بالمشاركة في وضع موسيقى أول فيلم رعب مجسم في السينما المصرية، فيقول: «خلال العمل على الفيلم، أيقنتُ أنّ الموسيقى لا بد أن تكون مجسمة مثل الصورة، لذلك قدّمناها بتقنية (Dolby Atmos) لمنح المُشاهد تجربة محيطية مجسمة داخل الصالات تجعله يشعر بأنه يعيش مع الأبطال داخل القصر، حيث جرى التصوير. استعنتُ بالآلات الوترية، خصوصاً الكمان والتشيللو، وأضفتُ البيانو، مع مؤثرات صوتية لجعل الموسيقى تواكب الأحداث وتخلق التوتر المطلوب في كل مشهد».
يشرح خرما طريقته في التأليف الموسيقي الخاص بالأعمال الدرامية: «أعقدُ جلسة مبدئية مع المخرج قبل بدء العمل على أي مشروع درامي؛ لأفهم رؤيته الإخراجية والخطوط العريضة لاتجاهات الموسيقى داخل عمله، فأوازن بين الأشكال التي سيمر بها العمل من أكشن ورومانسي وكوميدي. عقب ذلك أضع استراتيجية خاصة بي من خلال اختيار الأصوات والآلات الموسيقية والتوزيعات. مع الانتهاء المبدئي من (الثيمة) الموسيقية، أعقد جلسة عمل أخرى مع المخرج نناقش فيها ما توصلت إليه».
ويرى أنّ الجمهور المصري والعربي أصبح متعطشاً للاستمتاع وحضور حفلات موسيقية: «قبل بدء تقديمي الحفلات الموسيقية، كنت أخشى ضعف الحضور الجماهيري، لكنني لمستُ التعطّش لها، خصوصاً أن هناك فئة عريضة من الجمهور تحب الموسيقى الحية وتعيشها. وبما أننا في عصر سريع ومزدحم، باتت الساعات التي يقضيها الجمهور في حفلات الموسيقى بمثابة راحة يبتعد فيها عن الصخب».
وأبدى خرما إعجابه بالموسيقى التصويرية لمسلسلَي «الهرشة السابعة» لخالد الكمار، و«جعفر العمدة» لخالد حماد، اللذين عُرضا أخيراً في رمضان.