الجيش اليمني: انتصارات الضالع مفتاح تحرير إب

أسقط صاروخاً إيراني الصنع في كتاف صعدة

جانب من الألغام الحوثية التي نزعها المشروع السعودي (حساب «مسام» في تويتر)
جانب من الألغام الحوثية التي نزعها المشروع السعودي (حساب «مسام» في تويتر)
TT

الجيش اليمني: انتصارات الضالع مفتاح تحرير إب

جانب من الألغام الحوثية التي نزعها المشروع السعودي (حساب «مسام» في تويتر)
جانب من الألغام الحوثية التي نزعها المشروع السعودي (حساب «مسام» في تويتر)

تواصل قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، لليوم الثالث، معاركها ضد ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، في الجبهات الشمالية والغربية لمحافظة الضالع، بجنوب البلاد، وسقط تقدمها والسيطرة على عدد من القرى والجبال الاستراتيجية في جبهة قعطبة، غربا، وتكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية، وأسر عدد من عناصر ميليشيات الحوثي.
وقال مصدر لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية دفعت بتعزيزات عسكرية جديدة من محافظة إب، وسط اليمن، إلى المواقع التي ما زالت تحت سيطرتها في محافظة الضالع، وذلك عقب الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها الميليشيات»، مضيفا أن «ميليشيات الانقلاب تستميت لاستعادة مواقعها التي تم دحرها بما فيها المواقع العسكرية المحادة لمحافظة إب».
وأشاد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر، بالانتصارات التي حققتها قوات الجيش في الضالع وما يحرزونه من تقدم ميداني يهدف إلى استكمال التحرير بالمحافظة وطرد الميليشيات الانقلابية واستعادة مؤسسات الدولة.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الأحمر، الأربعاء، بقائد محور الضالع قائد اللواء 30 مدرع العميد الركن هادي العولقي، للاطلاع على المستجدات الميدانية. ونوه إلى جهود وتضحيات جميع الوحدات العسكرية من منتسبي الجيش والمقاومة التي شاركت في العملية والمرابطة في مختلف الجبهات ضد الحوثيين، طبقا لما أورده موقع وكالة «سبأ» للأنباء اليمنية الرسمية.
وعبر الأحمر عن الشكر والتقدير للأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة ودعمهم للشرعية في مواجهة المشروع الإيراني التخريبي في بلادنا والمنطقة. مشددا على مضاعفة الجهود والعمل لاستكمال التقدم الميداني.
وبدوره، أكد الناطق باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده عبد الله مجلي، أن «الانتصارات التي حققها الجيش الوطني في محافظة الضالع، تمثل أهمية استراتيجية، لكونها تؤمّن محافظات الضالع ولحج وعدن، وتعد مفتاحا لتحرير محافظة إب». ونقل موقع الجيش الوطني الرسمي «سبتمبر. نت» قوله إن «قوات الجيش الوطني تمكنت من تحرير مناطق واسعة واستراتيجية في مديرية قعطبة، منها الزبيريات، والقفلة، والفاخر، وباب غلق، عقب معارك خاضتها مع ميليشيا الحوثي المتمردة» و«تمكن من تأمين تحرك قوات الجيش الوطني، في اتجاه مواقع تمركز الميليشيا الحوثية، في محافظة إب».
وذكر مجلي أن «الفرق الهندسية لقوات الجيش الوطني، شرعت في تطهير المناطق المحررة من الألغام الأرضية والعبوات الناسفة، التي زرعتها الميليشيا الحوثية، تمهيدا لعودة المواطنين الذين شردتهم الميليشيات».
تزامن ذلك مع استمرار المعارك وتقدم الجيش الوطني في معقل ميليشيات الحوثي بمحافظة صعدة، شمال غربي صنعاء، واستمرار التصعيد العسكري للميليشيات الانقلابية في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن.
ففي محافظة صعدة، أكدت قيادة محور كتاف العسكري الحكومي، تمكن الجيش الوطني، الأربعاء، من إسقاط صاروخ حوثي من نوع «قاهر» إيراني الصنع فوق جبال كتاف، شرق صعدة، الواقعة شمال غربي صنعاء.
وقالت القيادة في بيان مقتضب لها، تابعته «الشرق الأوسط» إن «قوات الدفاع الجوية في محور كتاف صعد، بقيادة اللواء رداد الهاشمي، وبمساندة من قوات التحالف العربي، تمكنت صباح الأربعاء، من إسقاط صاروخ نوع (قاهر) أطلقته الميليشيات الحوثية في أحد جبال كتاف. وبعد الفحص والتحري تبين أن الصاروخ إيراني الصنع يحمل تاريخ 2019».
وأضاف: «ويأتي هذا التطور في إدخال منظومة جديدة لدى كتيبة الدفاعات الجوية لمحور كتاف، وبحمد الله وتوفيقه تم إسقاطه ونحن لهم بالمرصاد».
يأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل المعارك في مختلف جبهات محافظة صعدة، معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية، وأبرزها في جبهات كتاف وباقم والظاهر، وسط تقدم قوات الجيش الوطني، الثلاثاء، بإسناد من تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية، في مديرية الظاهر، جنوب غربي صعدة، من خلال «السيطرة على جبال بني سعد وعدد من التباب المحيطة بها عقب هجوم مباغت شنته على مواقع تمركز ميليشيا الحوثي المتمردة التي لاذت بالفرار»، وتمكن قوات الجيش من «قطع خطوط إمداد الميليشيا الحوثي في (لية) الممتد من الظاهر وحتى عمق حيدان».
وفي الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، شهدت الأطراف الشرقية لمدينة الحديدة، معارك عنيفة، خلال اليومين الماضيين، بين القوات المشتركة من الجيش الوطني وميليشيات الانقلاب عقب شن الميليشيات على مواقع القوات في محيط مدينة الصالح وشارع الخمسين ومحيط مستشفى (22) مايو، بالتزامن مع إفشال القوات المشتركة محاولة تقدم مجاميع حوثية إلى مواقعه في منطقة الفازة الساحلية بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة، وعدد من المواقع في مديرية الدريهمي، ما أسفر عن قصف حوثي مكثف على مواقع القوات المشتركة والقرى المأهولة بالسكان.
وأفادت مصادر ميدانية، نقل عنها مركز إعلام قوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، بقولها إن «الميليشيات قامت بحشد مجموعات مسلحة في مدينة زبيد ويجري الدفع بها باتجاه المزارع التابعة لمناطق الجبلية والتحيتا، جنوب الحديدة، على متن أطقم تابعة للميلشيا الحوثية».
وأوضحت أنها «رصدت وصول بعض عناصر مسلحة تابعة للميلشيات الحوثية إلى مناطق قريبة من مديرية حيس، جنوبا، قادمة من مثلث القهرة الواقعة غرب محافظة إب والمحاذية لمدينة حيس»، إضافة إلى «تعزيزات للميليشيات بمواقعها في أطراف مديرية الدريهمي، ومنطقة كيلو 16 جنوب الحديدة، وصلت على متن أطقم تابعة للميليشيا».
وأكدت «العمالقة» أن «هذه التحركات واستقدام التعزيزات للميلشيات الموالية لإيران، تأتي في إطار التصعيد الخطير الذي تمارسه للقضاء على عملية السلام، وضمن خروقاتها اليومية للهدنة الأممية في الحديدة».
وأعلنت الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، الثلاثاء، تفكيك حقل ألغام فردية زرعتها ميليشيات الحوثي، شرق مدينة الصالح. ونقل مركز إعلام «العمالقة»، عن مصدر في الفرق الهندسية التابعة للقوات المشتركة، قوله إن «الفرق وأثناء قيامها بعملية مسح ميداني عثرت على حقل ألغام فردية زرعتها ميليشيات الحوثي شرق مدينة الصالح قبل دحرها منها، وتمكنت الفرق من تفكيك الألغام ونزعها».
وأضاف المصدر أن «الفرق الهندسية عملت على تفكيك ونزع أكثر من خمسة عشر لغماً فردياً شديدة الانفجار، وتجري عمليات مسح شاملة للمنطقة لتطهيرها من حقول الألغام التي زرعتها الميليشيا».
وقالت «العمالقة» إن «مخزن أسلحة تابع لميليشيات الحوثي الانقلابية في أحد منازل بقرية بيت بش في شمال مديرية حيس، جنوب الحديدة، انفجر صباح الخميس، وتلته انفجارات متفرقة استمرت لأكثر من ساعة وتصاعدت النيران وسحب دخان في سماء المنطقة».
وذكرت أن «الميليشيات الحوثية ونتيجة لسلوكها الإجرامي تتعمد تكديس وتخزين الأسلحة والقذائف الخاصة بها في المناطق المأهولة بالسكان غير آبهة بالأخطار التي تهدد حياة المواطنين وممتلكاتهم نتيجة انفجارات تلك المخازن كما حدث وقد أدى الانفجار إلى تدمير المنزل بالكامل متسبباً في حالة هلع في أوساط سكان القرية والقرى المحيطة».
وأكدت أن «تكديس الميليشيات للأسلحة داخل منازل المواطنين واستمرار تصعيد خروقاتها وتحشيد عناصرها إلى مناطق التماس دلائل واضحة تؤكد عدم جديتها لتنفيذ بنود اتفاق استوكهولهم، وأنها تستعد لتفجير الوضع عسكريا في الساحل الغربي».
وسبق أن قامت ميليشيات الحوثي باستخدام منازل داخل مدينة الحديدة وفي أوساط الأحياء المكتظة بالسكان مما تسبب في مقتل وإصابة العشرات من المواطنين الأبرياء.
إلى ذلك، نفت الفرق الاختصاصية العاملة ضمن مشروع نزع الألغام «مسام» الذي ينفذه «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية» عملية إتلاف وتفجير لـ2704 ألغام وعبوة ناسفة وقذيفة غير منفجرة في الساحل الغربي.
وذكر «مسام» في بيان له، أن هذه «العملية التي نفذتها فرق (مسام) الهندسية في الساحل الغربي، تعد الرابعة، ليصل مجموع ما تم إتلافه وتفجيره 36455 لغماً وقذيفة غير منفجرة وعبوة ناسفة».
وقال العقيد قايد هيثم، نائب مدير عام البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، إن «العملية التي تم تنفيذها من قبل الفريقين 21 و30 مسام في منطقة الكدحة بمديرية المخا تشمل 2001 لغم مضاد للدروع، و650 قذيفة غير منفجرة، و50 عبوة ناسفة، بالإضافة إلى 3 صواريخ مفخخة».
وأضاف أن «عمليات الإتلاف والتفجير التي تنفذها فرق مشروع مسام الهندسية والبرنامج الوطني مستمرة، وستتبع هذه العملية كثير من عمليات الإتلاف، والتفجير خلال الأيام القادمة في الساحل الغربي».
ويعمل المشروع السعودي «مسام»» في الساحل الغربي بـ16 فريقا هندسيا موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، ومديرية الدريهمي، وموزع، والوزاعية، ومديرية الخوخة، وحيس، ويختل، بالإضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج.


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.