السودان يعين أول امرأة في منصب رئيس السلطة القضائية

TT

السودان يعين أول امرأة في منصب رئيس السلطة القضائية

قال مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في السودان، إنه عيّن امرأة لأول مرة في تاريخ البلاد، رئيسة للقضاء، أمس.
واعتمد المجلس، تعيين نعمات عبد الله، رئيساً للقضاء وتاج السر الحبر، نائباً عاماً، كما أصدر مرسوماً جمهورياً بتشكيل «مجلس الأمن والدفاع»، من مهامه إعلان الحرب، والتعبئة الكاملة أو الجزئية، وفق أحكام الوثيقة الدستورية.
وقال عضو مجلس السيادة المتحدث الرسمي باسمه، محمد الفكي سليمان، في تصريحات صحافية، إن تعيين رئيس القضاء والنائب العام، تم بموجب الوثيقة الدستورية التي تم نشرها رسمياً في صحيفة وزارة العدل. وأضاف أن رئيس القضاء والنائب العام، سيباشران العمل في تكوين مجلسي القضاء والنيابة، لاختيار من يرأس «المجلسين» في الفترة المقبلة، وفقاً لجداول زمنية محددة، يقومان خلالها بالتصدي لقضايا الفساد والجرائم التي ارتكبت في عهد النظام السابق.
وأوضح «الفكي» أن تعيين رئيس القضاء والنائب العام، استثناء منحته الوثيقة الدستورية، لمجلس السيادة، لما حل بالأجهزة العدلية من اختلالات في عهد الرئيس المعزول عمر البشير. وأضاف في ظل الأوضاع الطبيعية السلطة السيادية والتنفيذية لا تتدخل في تعيين رئيس القضاء والنائب العام، لكن البلاد تمر بظروف صعبة تم تضمينها في بنود الوثيقة الدستورية.
وتعد «نعمات» أول امرأة تتولى رئاسة السلطة القضائية في السودان والمحيط العربي، وشاركت في أول موكب احتجاجي للقضاة دعماً للثورة، على الرغم من التهديدات الصادرة من رئاسة الجهاز القضائي آنذاك باتخاذ إجراءات عقابية ضد القضاة حال مشاركتهم في الاحتجاجات.
وكان المجلس العسكري قبل حله وتكوين مجلس السيادة الانتقالي، رفض تعيين مرشحا قوى الحرية والتغيير، عبد القادر محمد أحمد، لرئاسة القضاء، ومحمد عبد الحافظ للنيابة العامة.
في غضون ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادرها أن «مجلس الدفاع والأمن» سيعقد أول اجتماع له «الخميس» المقبل، بكامل عضويته، يجيز خلالها السياسات الأمنية في البلاد.
ويترأس «مجلس الأمن والدفاع» رئيس المجلس الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ويضم في عضويته كل أعضاء «السيادة»، ورئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة، ووزراء الدفاع، والداخلية، والخارجية، والعدل، ووزير المالية والتخطيط الاقتصادي. ويختص «مجلس الأمن والدفاع» بحسب المرسوم الجمهوري «7» بإعداد سياسات الدفاع والأمن، واتخاذ وإصدار القرارات الملزمة لكل أجهزة الدولة فيما يتعلق بأمن ووحدة البلاد وسلامة أراضيها، كما يوافق على المعاهدات والاتفاقيات ذات العلاقة بالأمن الوطني، ويعمل على توجيه السياسات الخارجية والتعاون الدولي بما يتوافق مع اهتمام الدفاع والأمن.
ويضع المجلس موجهات وثيقة السياسات الدفاعية، ومتابعة وإصدار موجهات التخطيط، لبناء وتطوير والإيفاء باحتياجات، وتأمين موارد القوات النظامية والأجهزة الأخرى، إلى جانب تبني السياسات المحافظة على الروح المعنوية للشعب.
في غضون ذلك، وصل رئيس الوزراء، عبد الله حمدوك، أمس إلى إثيوبيا في زيارة تستغرق يومين، يُجري خلالها مباحثات مع نظيره الإثيوبي أبي أحمد، تتعلق بالعلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وتجري في أديس أبابا اجتماعات حثيثة لقادة الجماعات المسلحة، تمهيداً لاجتماعات ستعقد في جوبا لتحقيق السلام.
وفي هذا الصدد، أكد عضو مجلس السيادة، محمد حسن التعايشي، التزام الحكومة بالمضي قدماً في تحقيق السلام، باعتباره خياراً يعبر عن إرادة الشعب في السلام العادل والشامل الذي أقرته الوثيقة الدستورية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.