الهجوم التركي يهيمن على اجتماع عربي ـ أوروبي

TT

الهجوم التركي يهيمن على اجتماع عربي ـ أوروبي

أكّد وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، أمس، أن بلاده تتابع «بقلق شديد» ما يجري شمال شرقي سوريا، وأنها ستبقى رافضة لأي انتقاص من سيادة سوريا. وقال: «نطالب الأشقاء في تركيا بوقف الهجوم على الأراضي السورية، فوراً، وحل جميع القضايا عبر الحوار ووفق القوانين الدولية».
وتابع الصفدي: «سيبقى الأردن رافضاً لأي انتقاص من سيادة سوريا، مُديناً لأي عمل أو عدوان يهدد وحدة أراضيها وأمنها، يقوم بكل ما يستطيع بالتعاون مع المجتمع الدولي للتوصل لحل سياسي يقبله السوريون». واعتبر أن حل الأزمة هو السبيل لضمان أمن سوريا، وضمان أمن جوارها، وقال: «يجب احترام أمن سوريا وأمن تركيا وأمن كل دول المنطقة، لأن أمننا جميعاً مترابط، يتأثر بعضه ببعض». وشدد على أنه «لا حل عسكريّاً للأزمة مصالحنا وأمننا جميعاً تستوجب عملاً فاعلاً للتوصل لحل سياسي يحفظ وحدة سوريا وتماسكها، ويحمي حقوق أهلها، ويحقق المصالحة الوطنية، ويُخلّص سوريا من الإرهاب، ويؤدي إلى خروج جميع القوات الأجنبية منها، ويتيح ظروف عودة اللاجئين. وتشكيل اللجنة الدستورية خطوة نحو هذا الحل يجب توفير أسباب النجاح لها».
وعن أزمة اللجوء، قال الصفدي إن «اللاجئين ضحايا يجب أن نتحمل جميعاً مسؤولية توفير العيش الكريم لهم، وألا نجعل من ذلك مسؤولية تتحمل أعباءها الدول المضيفة، مثل الأردن الذي فتح أبوابه لهم برحابة صدر رغم ظروف اقتصادية قاسية، وحده».
وجاءت تصريحات الصفدي، في إطار أعمال المنتدى الإقليمي الرابع لـ«الاتحاد من أجل المتوسط» الذي ترأّسه مع الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، واستضافه وزير خارجية إسبانيا، جوسيب بوريل.
بدورها، طالبت موغيريني تركيا بوقف عملياتها العسكرية، مؤكدةً موقف الاتحاد الأوروبي الرافض للعمل العسكري الأحادي، معتبرةً أن هذا التحرك يعقّد الجهود الرامية لإيجاد حل سلمي للأزمة السورية.
وإلى جانب الأزمة السورية، رهن الصفدي نجاح دول الاتحاد من أجل المتوسط الـ43 في تحقيق أهدافها المتصلة بالتنمية الاقتصادية، وتمكين المرأة والشباب، وإيجاد فرص العمل، بحل الصراعات التي تعصف بالشرق الأوسط، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وعن المنتدى، قال الصفدي إنه منبر مهم من منابر العمل مُتعدد الأطراف الذي يجب تقويته. ورأى أنه ينبغي «الاستمرار في توفير كل سبل النجاح له»، معتبراً أن «خريطة الطريق التي كنّا اعتمدنا في يناير (كانون الثاني) 2017 عكست إرادتنا المشتركة في ذلك»، لافتاً إلى الحاجة للنظر في توفير الأدوات المالية اللازمة لتنفيذ أفضل للمشاريع الإقليمية التي يتبناها الاتحاد.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».