مستقبل الأسرى «الدواعش» لدى الأكراد... هل يتكرر ما حدث في الرقة؟

يثير الحديث عن مصير آلاف من مقاتلي تنظيم «داعش» وأفراد عائلاتهم المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية «قسد» قلقاً واسعاً، بالتزامن مع بدء الهجوم التركي على شمال سوريا.
ويرتبط هذا التخوف باحتمال تمكن هؤلاء من الفرار، خصوصاً في ظل وجودهم في أبنية غير «مضبوطة أمنياً»، ووقوع حوادث اعتداء وفوضى بينهم في مخيم الهول، وهو أكبر المخيمات التي يوجدون فيها، على مدار الأسابيع الأخيرة.
وبحسب تصريح سابق لرئيس «دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية» لشمال سوريا وشرقها عبد الكريم عمر، لـ«الشرق الأوسط»، فإن نحو 6 آلاف «داعشي»، بينهم ألف من دول غربية، محتجزون شرق الفرات. وهناك إلى جانب هؤلاء نحو 12 ألف امرأة وطفل في المخيمات، يتحدرون من دول أجنبية، من بينهم 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل من جنسيات أوروبية وأجنبية، بحسب عمر.
وقال مصدر رفيع في «قسد» لوكالة الأنباء الألمانية: «نخشى أن تخرج الأمور عن سيطرتنا ويعود هؤلاء الدواعش إلى الخلايا التي ينتمون إليها أو قد يعودون إلى بلاد أخرى».
يذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب أعلن، اليوم (الخميس)، عن نقل عنصرين من تنظيم «داعش» من المناطق التي يسيطر عليها الأكراد إلى منطقة آمنة خارج سوريا تحت سيطرة الولايات المتحدة. وكتب في تغريدة على «تويتر»: «في حال فقدان الأكراد أو تركيا السيطرة، فقد نقلت الولايات المتحدة بالفعل اثنين من مقاتلي (داعش) المرتبطين بقطع الرؤوس في سوريا إلى خارجها... إلى موقع آمن تسيطر عليه الولايات المتحدة».
والاثنان هما ألكساندا آمون كوتي والشافي الشيخ اللذان كانا عضوين في خلية الإعدامات في تنظيم «داعش» المسؤولة عن قطع رؤوس رهائن عدة، خصوصاً أجانب، بينهم الصحافي الأميركي جيمس فولاي، حسب ما نقلت شبكة «سي إن إن» الأميركية.
ويتقاطع الحديث عن مستقبل هؤلاء الأسرى مع موقف مماثل حصل في العام قبل الماضي، بعدما تمكن المئات من عناصر «داعش» من مغادرة الرقة، المعقل الرئيسي السابق للتنظيم في سوريا قبل سقوطه في أكتوبر (تشرين الأول) 2017، ضمن ترتيب هدف لإخراج المدنيين منها قبيل السيطرة عليها وآخر لإخراج المسلحين المحليين إلى دير الزور المجاورة.
وتوجه هؤلاء المسلحون إلى مصر «لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء»، بحسب تصريح للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أواخر العام قبل الماضي، خلال اجتماع للكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة.
ويثير احتمالات تكرار هذا السيناريو مع الأسرى «الدواعش» لدى الأكراد قلقاً واسعاً، خصوصاً في ظل التقارير الصحافية التي تحدثت في وقت سابق عن تهديدات تركية لأوروبا من أن مئات الإرهابيين من عناصر «داعش» سيستأنفون نشاطهم الإرهابي هناك.
ويعزز احتمال تكرار هذا السيناريو رفض دول غربية عدة، على رأسها ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والدنمارك، تسلّم مواطنيها المقاتلين في تنظيم «داعش»، والمحتجزين لدى «قوات سوريا الديمقراطية».
أخيراً، يعتقد الباحث في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر، أنه «إذا فرّت كوادر التنظيم وسط الفوضى، فباستطاعتهم تحفيز عمليات التنظيم محلياً. وإذا تمكنوا من الهرب من الساحة السورية، فبمقدورهم زيادة حجم المجموعات المسلحة دولياً».