إدانات أوروبية للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا

رئيس مجلس الأمن الدولي دعا أنقرة إلى «حماية المدنيين»

الدخان يتصاعد من انفجار وقع في بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)
الدخان يتصاعد من انفجار وقع في بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)
TT

إدانات أوروبية للعملية العسكرية التركية في شمال سوريا

الدخان يتصاعد من انفجار وقع في بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)
الدخان يتصاعد من انفجار وقع في بلدة تل أبيض الحدودية (رويترز)

دعا الرئيس الحالي لمجلس الأمن الدولي سفير جنوب أفريقيا جيري ماتيوز ماتغيلا، اليوم (الأربعاء)، تركيا إلى «حماية المدنيين» والتحلي «بأكبر قدر من ضبط النفس» في عملياتها العسكرية في سوريا.
وعبّر رئيس المجلس لشهر أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، عن أمله أن يُعقد اجتماع لهذه الهيئة بأسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أنه يعود إلى الذين يصوغون قرارات حول سوريا الدعوة إلى اجتماع من هذا النوع، حسبما أفادت وكالة «الصحافة الفرنسية».
وفي هذا الإطار تقوم الكويت وبلجيكا وألمانيا بصياغة نص حول المساعدة الإنسانية.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في وقت سابق اليوم، بدء العملية العسكرية ضد المقاتلين الأكراد شمال شرقي سوريا، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.
وقال مصدر أمني تركي لوكالة «رويترز» إن العملية العسكرية التركية في سوريا بدأت بضربات جوية وستدعمها نيران المدفعية ومدافع الهاوتزر.
وقال شاهد في بلدة تل أبيض السورية لوكالة «رويترز» إنه سمع دويّ انفجارات وشاهد تصاعد أعمدة الدخان على الحدود مع تركيا، مضيفاً أن السكان يفرون من البلدة.
في سياق متصل، طالب رئيس الاتحاد الأوروبي جان - كلود يونكر، تركيا بوقف عمليتها العسكرية ضد المسلحين الأكراد في شمال سوريا. وقال لأنقرة إن الاتحاد لن يدفع أموالاً لإقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» في شمال سوريا.
وقال يونكر في البرلمان الأوروبي: «أدعو تركيا وغيرها من الأطراف إلى التصرف بضبط نفس ووقف العمليات التي تجري حالياً».
وأعلنت أميلي دو مونشالان وزيرة الدولة للشؤون الأوروبية، بعد دقائق من بدء العملية العسكرية التركية في شمال سوريا إن فرنسا تُدين «بشدة» الهجوم التركي الذي بدأ، اليوم. وطلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقالت أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية: «تضع فرنسا وألمانيا وبريطانيا اللمسات الأخيرة على إعلان مشترك سيكون في غاية الوضوح نؤكد فيه إدانتنا الشديدة والحازمة لما يحصل»، مضيفة: «سنطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي».
من جانبه قال وزير خارجية ألمانيا هايكو ماس، إن بلاده تدين بقوة الهجوم التركي. وأضاف أن العملية العسكرية ستؤدي إلى المزيد من الاضطراب في المنطقة وستعزز تنظيم «داعش» في المنطقة.



حلف الأطلسي يحذر تركيا من تشغيل منظومة «إس 400»

شاحنة تحمل أجزاء من منظومة «إس 400» تسلمتها أنقرة من روسيا (أ.ب)
شاحنة تحمل أجزاء من منظومة «إس 400» تسلمتها أنقرة من روسيا (أ.ب)
TT

حلف الأطلسي يحذر تركيا من تشغيل منظومة «إس 400»

شاحنة تحمل أجزاء من منظومة «إس 400» تسلمتها أنقرة من روسيا (أ.ب)
شاحنة تحمل أجزاء من منظومة «إس 400» تسلمتها أنقرة من روسيا (أ.ب)

أعرب حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن قلقه حيال تقارير تحدثت عن أن تركيا، العضو بالحلف، استخدمت لأول مرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية «إس 400» خلال تدريبات.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، قالت متحدثة باسم الحلف اليوم السبت: «هذا النظام يمكن أن يمثل خطورة على طائرات الحلفاء وأن يؤثر على العلاقات بين شركاء الحلف».
وأضافت المتحدثة أن من المهم أن تواصل تركيا البحث عن حلول بديلة مع الحلفاء الآخرين.
وقالت المتحدثة إن القرار شأن وطني بالنسبة لتركيا، لكن من غير الممكن دمج نظام «إس 400» في النظام الدفاعي الصاروخي والجوي للحلف العسكري.
كانت تقارير إعلامية تركية ذكرت في وقت سابق أن الحكومة في أنقرة اختبرت لأول مرة الصواريخ الروسية طراز أرض جو أمس الجمعة في ظروف تشغيل، بالقرب من مدينة سينوب على البحر الأسود، وذكرت المتحدثة باسم الناتو أن «كل اختبار لنظام الدفاع الجوي (إس 400) من خلال تركيا- إذا تأكد ذلك- سيكون أمرا مؤسفا».
وصدرت تصريحات مماثلة في العاصمة الأمريكية واشنطن أمس.
كانت الولايات المتحدة استبعدت تركيا من برنامج طائرات «إف 35»، بسبب شراء تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي، كما هددت بفرض عقوبات على أنقرة.
واحتجت تركيا بأنها في حاجة لنظام صاروخي خاص بها في مواجهة التهديدات من سوريا المجاورة ومن الداخل أيضا، مشيرة إلى أنها لم تتلق عرضا بديلا معقولا من جانب شركائها في الحلف.
يشار إلى أن منظومة «إس 400» هي نظام دفاع جوي متحرك يمكنه التصدي للطائرات والمقذوفات والأشياء الأخرى في الجو، ويمكن حمل وحداته، التي تتكون في العادة من عدة صواريخ ورادار ومركز قيادة بواسطة شاحنات، ويمكن لمنظومة «إس 400» أن تعمل بصواريخ قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى.