تطبيق وعصا ذكيان لمساعدة ذوي الإعاقات البصرية

برنامج يسهل قراءة النصوص وأداة تتصل بخرائط {غوغل}

عصا «وي والك» الذكية تنبه مستخدميها إلى العقبات الموجودة في الطرق
عصا «وي والك» الذكية تنبه مستخدميها إلى العقبات الموجودة في الطرق
TT

تطبيق وعصا ذكيان لمساعدة ذوي الإعاقات البصرية

عصا «وي والك» الذكية تنبه مستخدميها إلى العقبات الموجودة في الطرق
عصا «وي والك» الذكية تنبه مستخدميها إلى العقبات الموجودة في الطرق

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يوجد أكثر من 250 مليون شخص في العالم يعانون من مشاكل بصرية بالإضافة إلى أكثر من 1.3 مليار شخص يعيشون مع شكل من أشكال ضعف البصر. لذا، دأبت كبرى الشركات التقنية لتطوير حلول من شأنها أن تساعد هؤلاء الأشخاص للعيش بطريقة طبيعية. ومن الشركات «هونر» Honor و«وي والك» WeWalk اللتان قامتا بتوفير حلول تساعد حتى المصابين بالعمى في حياتهم اليومية.

تطبيقات لضعاف البصر
أطلقت شركة هونر أخيرا تطبيق بوكيت فيزيون Pocketvision الذي يساعد من يعانون من مشاكل في البصر على قراءة المستندات وغيرها من النصوص بسهولة.
ويعد التطبيق مثالا على فئة جديدة ومثيرة من التطبيقات التي تتيح إمكانية الوصول الفوري، فباستخدامه يستطيع الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الرؤية تحويل أي نص إلى تنسيق قابل للقراءة، مما يعطي لهم إحساساً أكبر بالحرية. ويستغل التطبيق تقنية الذكاء الصناعي في هاتف «هونر 20 برو» بنظام الكاميرا الرباعي في قراءة المستندات والقوائم وغيرها من المواد النصية بسهولة. وطورت التطبيق المؤسسة الاجتماعية آي كومينغ Eyecoming باستخدام تقنيات هونر المتطورة، بما في ذلك كاميرا الهاتف الرئيسية بدقة 48 ميغابيكسل وكاميرا التليفوتو|Telephoto المقرّبة بدقة 8 ميغابيكسل وخاصية HiAI التي يدعمها معالج كيرين 980 Kirin 980.
ويتميز تطبيق بوكيت فيزيون بثلاثة أوضاع رئيسية هي: تحويل النص إلى كلام منطوق والتقريب والتأثير العكسي Negative Image للمساعدة في قراءة النصوص بوضوح أكبر. فيمكن للمستخدمين الاختيار ما بين ظهور النص الأسود على خلفية بيضاء، أو النص الأبيض على خلفية سوداء، أو النص الأزرق على خلفية صفراء.
ولنشر الوعي حول التحديات التي يواجهها المكفوفون وضعاف البصر، تعاونت الشركة مع المعهد الوطني الملكي للمكفوفين (RNIB) البريطاني الذي يدعم من يعانون من المشاكل البصرية. وقال روبن سبينكس كبير مديري علاقات الابتكار والتكنولوجيا في المعهد: «تلعب تكنولوجيا الهواتف الذكية دوراً متزايداً في تمكين الاستقلال اليومي للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر، ويعد بوكيت فيزيون مثالا على فئة جديدة ومثيرة من التطبيقات التي تتيح إمكانية الوصول الفوري للمحتاجين دون الحاجة لطلب المساعدة من شخص ما». ويدعم تطبيق بوكيت فيزيون عدة لغات مثل الإنجليزية، الصينية، الألمانية والإيطالية ويمكن تنزيله مجاناً عبر متجر تطبيقات «هواوي أب غاليري» Huawei AppGallery المنصّب مسبقا على هواتف هونر. ولحد هذه اللحظة فالتطبيق يعمل فقط على هواتف هونر 20 على أن يتم توفيره في متجر غوغل بلاي Google Play في وقت لاحق.

عصا ذكية
من بين الـ250 مليونا ممن أصيبوا بمشاكل بصرية، يستعمل 20 في المائة منهم عصا تساعدهم للتنقل دون الاصطدام بأي عقبات في الطريق. وفي حين أن العصا يمكن أن تساعد الناس على تجنب العقبات في مستوى الأرض، فإنها تتركهم دون حماية من الأشياء من مستوى الصدر فأعلى.
ورغم أن تطور تقنيات الهواتف الذكية سهلت على الأشخاص ذوي الإعاقات البصرية التنقل في الشوارع والأرصفة، خاصة في المناطق غير المألوفة، ولكن ما زال من الصعب استخدام عصا في يد واحدة وهاتف ذكي في اليد الأخرى.
ولذلك، حلّ كورسات سيلان Kursat Ceylan المخترع التركي الأعمى إلى جانب مهندسين من أكاديمية يونغ غورو Young Guru Academy هذه المشكلة باستخدام عصا ذكية جديدة أطلق عليها وي والك WeWALK. وتحتوي العصا على مستشعر بالموجات فوق الصوتية يكتشف العوائق فوق مستوى الصدر ويحذر الأشخاص ضعاف البصر عن طريق اهتزاز مقبض العصا حتى يتمكنوا من المشي بثقة وأمان أكبر.
وتتصل العصا عالية التقنية بخرائط غوغل لإعلام المستخدمين بتفاصيل البنية التحتية أو الشركات القريبة التي قد لا يعرفون عنها أي شيء. كما تسمح العصا الذكية للمستخدمين بتشغيل هواتفهم الذكية المزودة بتقنية البلوتوث من خلال لوحة لمس في المقبض، تاركة اليد الأخرى حرة طليقة.
ويقول سيلان: «لكوني شخصا أعمى، عندما أكون في محطة المترو، لا أعرف أين هو المخرج، لا أعلم أي حافلة تقترب أو أي المتاجر من حولي».
كما تم تصميم العصا الذكية بحيث يمكنها دمج تقنيات جديدة عند تطويرها وسيسمح للمستخدمين قريباً بالتواصل مع خدمات توصيل مثل أوبر أو المساعد الصوتي لأمازون Amazon Alexa.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».