مانشستر سيتي يدفع الآن ثمن خطأ عدم التعاقد مع قلب دفاع قوي

الإدارة رفضت طلب المدرب في ضم فان دايك وماغواير لارتفاع قيمتهما المالية

رحيل كومباني كشف دفاع مانشستر سيتي (رويترز)
رحيل كومباني كشف دفاع مانشستر سيتي (رويترز)
TT

مانشستر سيتي يدفع الآن ثمن خطأ عدم التعاقد مع قلب دفاع قوي

رحيل كومباني كشف دفاع مانشستر سيتي (رويترز)
رحيل كومباني كشف دفاع مانشستر سيتي (رويترز)

على ما يبدو أن مانشستر سيتي حامل لقب بطل الدوري الإنجليزي بات يدفع ثمن عدم التعاقد مع لاعب قلب دفاع قوي، ونتائجه هذا الموسم كشفت حقيقة ضعف هذا المركز.
لقد سلطت إصابة جون ستونز في الفخذ الأضواء بدرجة أكبر على إخفاق مانشستر سيتي في ضم لاعب بمركز قلب الدفاع في فترة الانتقالات الصيفية. وحتى قبل استبعاد اللاعب البالغ 25 عاماً من الفريق لمدة ستة أسابيع بسبب معاناته من مشكلات أثناء التدريب، جابه المدير الفني الإسباني جوسيب غوارديولا صعوبة في إخفاء إحباطه عندما سئل حول جهود تعزيز هذا المركز على وجه التحديد أثناء موسم الانتقالات الشتوي.
وقد طرح هذا التساؤل مجدداً في ظل تأكيد المدرب غياب الدعامة الدفاعية الرئيسية بفريقه، إميريك لابورتي، حتى الربيع بسبب إصابة في الركبة. وبعد نفيه فكرة الاستعانة بلاعب كحل مؤقت لغياب لابورتي في يناير (كانون الثاني) مثلما تكهنت وسائل إعلام، كشف غوارديولا عن مشاعره الحقيقية في هذا الصدد، وقال: «إلا أننا لم نتمكن من الاستثمار في هذا الموقف خلال الصيف، ولا يمكننا فعل ذلك في الشتاء. لذلك سيتعين علينا الانتظار والاكتفاء باللاعبين المتاحين لدينا بالفعل، مع الاعتماد على لاعبين بقلب الدفاع»، في إشارة إلى ستونز ونيكولاس أوتاميندي.
إلا أنه في الوقت الراهن لا يتوفر أمام غوارديولا سوى أوتاميندي كلاعب قلب دفاع متقدم، وفي بعض الأحيان يأتي أداؤه مهتزاً، مثلما تجلى في الخطأ الذي منح نوريتش سيتي هدف الفوز خلال مباراة الفريقين، وأيضاً أمام وولفرهامبتون حيث سقط الفريق بهدفين.
وعلى ما يبدو أن رحيل البلجيكي فنسنت كومباني في مايو (أيار) قد كشف ضعف دفاع الفريق، ولم تنجح سياسية عدم الاستعانة بلاعب بديل وأتت بنتائج عكسية. كان غوارديولا يريد أن يتعاقد مع هاري ماغواير، لكن مانشستر سيتي رفض دفع مبلغ الـ80 مليون جنيهاً إسترلينياً التي طلبها ليستر سيتي ما أدى لفشل الصفقة. ورأى مانشستر سيتي أن قيمة ماغواير لا تتجاوز 65 مليون جنيهاً إسترلينياً، وبالتالي انتقل اللاعب إلى مانشستر يونايتد الذي وافق على سداد المبلغ المطلوب.
ويذكرنا ذلك برفض مانشستر سيتي دفع 75 مليون جنيهاً إسترلينياً لساوثهامبتون مقابل ضم فيرجيل فان دايك، وانتهى الحال بانتقال اللاعب إلى ليفربول في يناير (كانون الثاني) 2018. وبالنظر إلى أن اللاعب الهولندي كان محورياً في منافسة فريقه بقيادة المدرب يورغن كلوب على اللقب وفوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، من المؤكد أن مانشستر سيتي يشعر الآن بالندم على عدم تلبية طلب ساوثهامبتون.
ومن المؤكد أن النتائج التي تعرض لها الفريق وخسارته مباراتين في أول 8 لقاءات بالموسم الحالي ستدفع غوارديولا للضغط على إدارة النادي لضم لاعب قلب دفاع في يناير. واللافت أنه عندما رغب غوارديولا في ضم لاعب قلب دفاع في الصيف، انتهى به الحال على نحو غريب إلى ضم ظهير جنب هو غواو كانسيلو. وشارك اللاعب البرتغالي مع مانشستر سيتي لمدة دقيقة واحدة، مما يوحي بأن مركزه لم يكن أولوية أمام الفريق خلال موسم الانتقالات.
المعروف أن أحد الشعارات الكبرى بعالم التدريب هو: «التقوية من مركز قوة». ولسبب ما، أخفق حامل اللقب في الالتزام بهذه القاعدة عند التعامل مع مركز قلب الدفاع. وربما يدفع الثمن فادحاً مقابل هذا الخطأ.


مقالات ذات صلة

غوارديولا بعد الخسائر الكارثية: الحل ليس في الهروب... بل «الاتحاد»

رياضة عالمية غوارديولا متأثراً عقب الخسارة القاسية أمام توتنهام (أ.ب)

غوارديولا بعد الخسائر الكارثية: الحل ليس في الهروب... بل «الاتحاد»

بينما يواجه غوارديولا أزمة بعد خسارته خمس مباريات متتالية لأول مرة في مسيرته الرائعة، قال مدرب مان سيتي إن الوحدة والتماسك هما مفتاح الخروج من الأزمة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (أ.ف.ب)

غوارديولا: «عفواً... فزت بـ6 ألقاب في البريميرليغ»

ربما لم يكن بيب غوارديولا بهذه الحدة خلال مؤتمر صحافي. فهو يأسر الحضور بانتظام، خصوصاً في أوقات كهذه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي (رويترز)

غوارديولا: سأدرب سيتي حتى لو هبط!

قال بيب غوارديولا مدرب مانشستر سيتي إنه سيبقى حتى نهاية عقده مع حامل لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم حتى في حالة هبوطه.

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش يغيب عن مانشستر سيتي للإصابة (د.ب.أ)

ضربة جديدة لوسط سيتي... إصابة كوفاسيتش

يغيب لاعب الوسط الكرواتي ماتيو كوفاسيتش عن فريقه مانشستر سيتي بطل إنجلترا لكرة القدم لفترة تتراوح بين «ثلاثة أسابيع وشهر».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)
رياضة عالمية بيب غوارديولا باقٍ عامين إضافيين مع سيتي (رويترز)

مدربو «البريميرليغ» سعداء بتمديد عقد غوارديولا مع سيتي

رحّب مدربو أندية الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بقرار بيب غوارديولا بتوقيع عقد جديد لمدة عامين مع مانشستر سيتي.

«الشرق الأوسط» (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».