ملامح من تاريخ العسكرية المصرية في معرض لافت بالقاهرة

«خلي السلاح صاحي» يقدم للجمهور قطعاً نادرة

صورة للأمير محمد علي بالبدلة العسكرية في قصر المنيل من بين المعروضات  -  بعض الزوار يشاهدون الأسلحة الأثرية
صورة للأمير محمد علي بالبدلة العسكرية في قصر المنيل من بين المعروضات - بعض الزوار يشاهدون الأسلحة الأثرية
TT

ملامح من تاريخ العسكرية المصرية في معرض لافت بالقاهرة

صورة للأمير محمد علي بالبدلة العسكرية في قصر المنيل من بين المعروضات  -  بعض الزوار يشاهدون الأسلحة الأثرية
صورة للأمير محمد علي بالبدلة العسكرية في قصر المنيل من بين المعروضات - بعض الزوار يشاهدون الأسلحة الأثرية

احتفالاً بذكرى انتصارات أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، وضعت متاحف مصرية برنامجاً خاصاً، لإحياء الذكرى عبر ندوات تحكي بطولات الحرب، ومعارض أثرية. وتحت عنوان «خلي السلاح صاحي» افتتح متحف قصر محمد علي بالمنيل بالقاهرة، أمس، معرضاً مؤقتاً، يستعرض تاريخ تطور الأسلحة عبر العصور، ويستمر حتى 3 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وقال الدكتور ولاء الدين بدوي، مدير عام متحف قصر المنيل، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعرض هو أحد المعارض المؤقتة الشهرية التي ينظمها المتحف، لعرض كنوز لم تعرض منذ 14 عاماً، حتى يتسنى للجمهور مشاهدتها»، مشيراً إلى أنّ «الهدف من المعرض هو مشاركة المصريين الاحتفالات بنصر أكتوبر. ويحاول المعرض بشكل توافقي إخراج القطع الفنية المناسبة للحدث، حتى وإن كان المتحف متخصصاً بالحقبة الملكية، فدوره في النهاية هو تعريف الجمهور بكنوز العصر الحديث».
وأوضح بدوي أن «المعرض يعرض مجموعة نادرة من أجمل وأروع الأسلحة والسيوف والخناجر، التي كان يقتنيها الأمير محمد علي داخل قصره، بعضها مزخرف بحروف من ذهب، تحمل اسم صانعها، وآيات قرآنية، وعبارات حماسية، وبعضها مطعم بالفضة والأحجار الكريمة».
ويضمّ المعرض 20 قطعة أثرية متميزة، منها 18 قطعة من الأسلحة البيضاء، كالسيوف والخناجر العربية والعثمانية التي آلت إلى الأمير محمد علي، سواء بالشراء أو الإهداء، والأسلحة النارية، وسيوف التشريفة، إضافة إلى بدلتين عسكريتين، وفق بدوي، الذي وصف المعرض بأنّه «استعراض فنّي للأسلحة المصرية على مر العصور».
ومن بين المعروضات، البدلة العسكرية للأمير أحمد رفعت، وهو الابن الأكبر لإبراهيم باشا، وكان من المفترض أن يتولى حكم مصر، بعد سعيد، لكنّه توفي في حادث، ليتولى الخديوي إسماعيل حكم مصر بدلاً منه، إضافة إلى مجموعة من الأسلحة والسيوف التي كانت مخزنة في المخازن، وتحتاج لترميم بسبب تآكلها بفعل الصدأ.
بينما أوضحت رحاب جمعة، مديرة الترميم في متحف قصر محمد علي في المنيل، لـ«الشرق الأوسط» أن «مجموعة الآثار المعروضة في المعرض مصنوعة من الفضة والنحاس، ومطعمة بالأحجار الكريمة، وكانت تعاني من الصدأ وطمس معالمها ونقوشها بسبب الصدأ، وتم التعامل معها بالتنظيف الكيماوي والعزل لمنع حدوث التلف مرة أخرى، بما في ذلك المعادن الموجودة في البدلتين العسكريتين»، مشيرة إلى أنّ «أصعب القطع في الترميم كانت الأسلحة النارية لأنّها مصنوعة من الحديد، وإزالة الصدأ عن الحديد أكثر صعوبة من إزالته عن الفضة».
ويتميز قصر محمد علي بالمنيل بتصميمه المعماري الرائع، حيث يجمع بين عناصر الفن الإسلامي المختلفة، في العصور الإسلامية والفاطمية والمملوكية، والعثمانية. ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1903، حيث أمر الأمير محمد علي نجل الخديوي توفيق ببنائه، وهو يتكون من 3 سرايات، وهي سراي الإقامة، وسراي الاستقبال، وسراي العرش، إضافة إلى المسجد والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط بالقصر سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى.
وفي سياق متصل، ينظم متحف النسيج بشارع المعز وسط القاهرة، ندوة تحت عنوان «نسور أكتوبر».
وقال أشرف أبو اليزيد، مدير عام متحف النسيج، في بيان صحافي، إنّ «المتحف سينظم ورش فنية وتعليمية للأطفال على هامش احتفالات أكتوبر تتضمن التعبير عن هذا النصر بالرسم على النسيج، مع تخصيص جولات خاصة بالمتحف لشرح تاريخ العسكرية المصرية من خلال قطع المنسوجات المعروضة، حيث يضم المتحف 250 قطعة نسيج أثرية تحكي تاريخ النسيج في مصر من العصر الفرعوني وحتى عصر الدولة الحديثة».



بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
TT

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)
مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

يَندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هُوبَال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد فقط، وتحوّل سريعاً إلى «تريند» على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال مقاطع الفيديو والأحاديث التي تتناول تفاصيل العمل الذي يجمع للمرة الثالثة بين المخرج عبد العزيز الشلاحي والكاتب مفرج المجفل.

يتحدث بطل الفيلم مشعل المطيري، لـ«الشرق الأوسط»، عن السر في ذلك قائلاً: «حين يكون الفيلم مصنوعاً بشكل جيد، فمن المتوقع أن يلقى إقبالاً كبيراً لدى الجمهور»، مشيراً إلى أن «هُوبَال» يحكي قصة إنسانية قريبة للناس، تم سردها في بيئة مغرية وسط الصحراء، مما جعل الكثيرين يتحمسون لمشاهدته.

ويتابع المطيري: «ارتباط الفيلم بالبيئة البدوية جعله جاذباً، ورغم أننا شاهدنا أعمالاً درامية وسينمائية لها علاقة بمجتمعات معينة، فإن البيئة البدوية لم يسبق أن جرى تقديمها بهذا التركيز من قبل، وهذه ميزة زادت من رغبة الناس في مشاهدة العمل». مؤكداً في الوقت نفسه أن الفيلم يناسب جميع أفراد العائلة، وهو ما لاحظه في صالات السينما، التي ضمَّت صغار وكبار السن على حد سواء.

يدور الفيلم حول العزلة في الصحراء والتحديات التي تواجه العائلة بسبب ذلك (الشرق الأوسط)

قصة الفيلم

تدور أحداث فيلم «هُوبَال» في السعودية خلال الفترة التي تلت أحداث حرب الخليج الثانية، ويتناول قصة عائلة بدوية تقرر العيش في عزلة تامة وسط الصحراء جرّاء اعتقاد «الجد ليام»، (إبراهيم الحساوي)، بقرب قيام الساعة بعد ظهور علامات تؤكد مزاعمه.

هذه العزلة تُعرضه لامتحان صعب عندما تصاب حفيدته بمرض مُعدٍ يحتِّم على الجميع عدم الاقتراب منها، الأمر الذي يدفع والدتها سرّاً (ميلا الزهراني) إلى التفكير في تحدي قوانين الجد لإنقاذ ابنتها، وهو ما يصطدم بمعارضة شديدة من زوجها «شنار»، (مشعل المطيري).

سينما الصحراء

ورغم أن العائلة انزوت في الصحراء هرباً من المدينة، فإن مشعل المطيري لا يرى أن «هُوبَال» يأتي ضمن تصنيف سينما الصحراء بالمفهوم الدارج، بل يشير إلى أن له تصنيفاً مختلفاً، خصوصاً أن العمل يتناول فترة التسعينات من القرن الماضي، عن ذلك يقول: «هي فكرة ذكية في توظيف الصحراء في فترة زمنية قريبة نسبياً، كما أن شخصيات الفيلم لم تنقطع تماماً عن المدينة، بل كان بعضهم يرتادها للبيع والشراء، فحياتهم كانت مرتبطة بالمدينة بشكل أو بآخر».

ويشير المطيري هنا إلى أن الصحراء كانت اختياراً في القصة وليست واقعاً محل التسليم التام، مضيفاً أن «المخرج تعامل مع البيئة الصحراوية بدقة كبيرة، من حيث تفاصيل الحياة التي رآها المُشاهد في الفيلم». ويؤمن المطيري بأنه ما زال هناك كثير من الحكايات المستلهَمة من عمق الصحراء وتنتظر المعالجة السينمائية.

مشعل المطيري في دور «شنار» بالفيلم (الشرق الأوسط)

«شنّار بن ليام»

يصف المطيري شخصية «شنار بن ليام» التي لعب دورها بأنه «شخص سلبي، ومخيف أحياناً، كما أنه جبان، وبراغماتي، وواقعي إلى حد كبير مقارنةً ببقية أهله، حيث لم يستطع معارضة والده، وكانت لديه فرصة لعيش الحياة التي يريدها بشكل آخر، كما أنه حاول الاستفادة من الظروف التي حوله». ويرى المطيري أنها من أكثر الشخصيات وضوحاً في النص، ولم تكن شريرة بالمعنى التقليدي لمفهوم الشر في السينما.

ويمثل «هُوبَال» بدايةً قوية للسينما السعودية في مطلع 2025، وهنا يصف المطيري المشهد السينمائي المحلي بالقول: «هناك تطور رائع نعيشه عاماً تلوم آخر، وكل تجربة تأتي أقوى وأفضل مما سبقها، كما أننا موعودون بأعمال قادمة، وننتظر عرض أفلام جرى الانتهاء من تصويرها مؤخراً». ويختم حديثه بالقول: «كل فيلم جيد يسهم في رفع ثقة الجمهور بالسينما المحليّة، وتباين مستوى الأفلام أمر طبيعي، لكن الأهم ألا يفقد الجمهور ثقته بالأفلام السعودية».

تجدر الإشارة إلى أن فيلم «هُوبَال» حقَّق أداءً مميزاً في شِبّاك التذاكر في أول 3 أيام من عرضه، وتجاوزت مبيعات التذاكر 30 ألف تذكرة بإيرادات تُقدّر بأكثر 1.5 مليون ريال سعودي.